ثمة عادتان لحكومة إسرائيل تحبهما: “إرسال الرسائل” و”جباية الثمن”. عناوين هذه الرسائل هم الأعداء على أنواعهم ومحيطهم المدني، ويتم الإرسال غالباً بواسطة الطائرات القتالية. في الواقع، خدمة المبعوثين أرخص بكثير، لكن القاذفات أكثر متعة.
يبدو أن الوقت حان للبدء في مناقشة مسألة “ما هو الثمن” الذي سنطلبه من بيبي و”أي رسالة سنرسلها إليه بعد إزاحته من مكتبه”. في نهاية المطاف، لا يمكن أن يفعل بدولة كاملة ما فعله بها دون أن يدفع ثمناً مناسباً.
لن نرسل له الفاتورة بطائرة قتالية أو مسيرة جراحية، بل سنكتفي بمراسل المحكمة. ولن تكون “الرسالة” مرفقة بعبوة ناسفة، بل تذكير صغير جداً بما فعله وبخطاياه ومنكراته.
سنبدأ بالطبع بظهوره المجرم والمنغلق الذي يظهره وبحق في هذه الأثناء، وتصميمه على إرسال عشرات الأشخاص إلى موتهم، أو مواصلة معاناتهم، شريطة أن تبقى مملكته. واستمرار مملكة الكذب والخداع والنفي التي فرضها على إسرائيل. نذكر أيضاً بأنه، بمؤهلاته الخاصة، نجح في فترة قصيرة بشكل مدهش، بعد هجوم حماس، في تحويل إسرائيل إلى دولة معيبة. 40 ألف جثة (حتى الآن) في معظمها جثث لأبرياء، ساعدت في ذلك بدرجة كبيرة. سنقول له إن الشخص رقم 6 في الذكاء في العالم، اكتشف بأنه غبي جداً وخائف.
وضع وزارة المالية في يد شخص غبي، ووضع الشرطة في يد مجرم، والتعليم في يد طيار حربي ساذج، ووزارة العدل في يد شخص غريب… فهل من الغريب أن أصبح مواطنوه أبطال غلاء المعيشة في دول الـ … وبتوجيه منه، ملأ الحكومة والكنيست بكثير من الأصفار الكسولة والمتوحشة والعنصرية والسخيفة، شريطة أن تبقى مملكته إلى الأبد. وأصبح هو وأبناء عائلته نماذج وقحة للشهوة والملذات والأنانية والجشع وسرقة أموال الخزينة العامة.
في فترة ولايته، أصبحت الدولة أكثر فساداً وتنديداً وقسوة في العالم. الموت يحتفل بدون كابح أو ضمير، والمارد الديني سمي عصفوراً، وأعطي المارد العنصري حكومة. والأفظع أن المقارنة أصبحت مسموحة. في الحقيقة، يجب إجراء المقارنة، تماماً محظور عدم المقارنة، لأننا تسلقنا نفس السلم الذي يؤدي من قوانين نيرنبرغ إلى الإبادة الجماعية.
كل ذلك هو المسؤول عنه (ونضيف كلمة مسؤول بالإنجليزية) على أمل أن يفهم معنى هذه الكلمة.
ما هو الثمن الذي سنطلبه من هذا الشرير؟ عقوبة الإعدام؟ حبس لمدة طويلة في “سديه تيمان” لا سمح الله! نحن متنورون، والقتل الحر غير مسموح في هذه الأثناء إلا للأغيار. يكفي حبسه لفترة قصيرة في سجن ما، لتثبيت العار.
غرامة كبيرة؟ نعم. هذه فكرة. يقولون إن الجيب هو العضو الأكثر حساسية في جسمه. اللاساميون سيقولون إنه الدليل الوحيد على يهوديته. غرامة كبيرة بملايين الدولارات (يمكن باليورو أيضاً) وحظر مطلق على التبرعات والقروض والهدايا وأبناء العم وأصحاب رؤوس الأموال والمليارديرات والمجوهرات، ربما هذا سيستدعي دموع الندم من عيونه المغلقة.
شخصياً، كنت سأضيف أيضاً بضع سنوات من الإقامة الجبرية مع السيدة والابن البكر. المصادقة على الخروج من البيت لن تكون إلا بمرافقة الزوجة التي تمسك يده من جهة، والابن البكر من الجهة الأخرى. يبدو لي أنه خلال نصف سنة، سيطلب الموت، أو أن يتم طرده وهجر البلاد.
إذا شئتم، هذه ليست أسطورة، وإلا فستأكلونها.
ب. ميخائيل
هآرتس 3/9/2024