رام الله: أغلق معبر “اللنبي” أبوابه أمام المسافرين والقادمين من وإلى الضفة الغربية، صباح الأحد، بعد مقتل 3 إسرائيليين إثر عملية إطلاق نار شهدها بين نقطتي عبور أردنية وإسرائيلية.
وفي وقت مبكر الأحد، قالت “نجمة داود الحمراء” (الإسعاف الإسرائيلي) إن “3 أفراد في الخمسينيات من عمرهم قُتلوا جراء إطلاق النار على معبر اللنبي”، بحسب ما نقلت عنهم القناة (12) العبرية.
بينما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان نشره على منصة “إكس”: “قبل وقت وجيز، وصل إرهابي عبر الأردن على متن شاحنة باتجاه معبر اللنبي، وترجل من الشاحنة وأطلق النار على القوات التي تحرس المعبر”.
وبحسب مقاطع فيديو انتشرت على منصات التواصل، فقد وقعت الحادثة في الساحة التجارية المخصصة لنقل البضائع من الأردن إلى الضفة الغربية وبالعكس، وهي منطقة تخضع لسيطرة إسرائيلية.
والساحة التجارية، مخصصة للشاحنات المحملة بالضائع، أو تلك التي أفرغت حمولتها، حيث يصطف السائقون لترتيب أوراق ومعاملات خروجهم من الأردن أو عودتهم للمملكة، مع موظفي المعابر الإسرائيلية.
وبحسب بيانات وزارة الاقتصاد الفلسطينية، يبلغ متوسط التبادل التجاري بين فلسطين والأردن سنوياً قرابة 380 مليون دولار أمريكي، معظمها تتم من خلال المعبر البري الذي وقعت فيه العملية.
مكان وقوع العملية، هو نقطة انتقال من السيطرة الأردنية إلى السيطرة الإسرائيلية، سواء لحركة التجارية، أو لحركة الأفراد المسافرين من وإلى الضفة الغربية.
يطلق على الجانب الذي وقعت فيه العملية “معبر اللنبي” وفق التسمية الإسرائيلية، وهو معبر يتوسط المعبر الحدودي الواقع على الجانب الأردني، المسمى جسر الملك حسين، والجانب الفلسطيني المسمى معبر الكرامة.
ويعود سبب تسمية المعبر الإسرائيلي بـ “جسر اللنبي” إلى اسم الجنرال البريطاني إدموند اللنبي قائد الجيش البريطاني الذي احتل فلسطين، وانهار الجسر عام 1927 بسبب زلزال نابلس وأعيد تأهيله.
كان الجسر نقطة عبور للسلاح من الجانب الأردني إلى فلسطين قبيل عام 1948، قبل أن يتم تدميره من قبل عصابة إسرائيلية، ثم ترميمه وتدميره مرة أخرى في حرب عام 1967، وبناؤه عام 1968.
وبعد توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية أو ما تعرف بمعاهدة وادي عربة عام 1994، تم تحديث الجسر وأصبح معبدا بعد أن كان خشبياً، كما أصبح نقطة العبور الوحيدة بين الأردن وسكان الضفة الغربية.
ويرتبط الأردن مع إسرائيل بثلاثة معابر حدودية هي الشيخ حسين، وهو مخصص لسفر فلسطينيي الـ48 للأردن، وجسر الملك حسين المخصص لفلسطينيي الضفة الغربية والتجارة معها، ووادي عربة مخصص لأغراض تجارية مع إسرائيل ولبعض أنواع السياح.
اليوم، ومع إغلاق جسر اللنبي، فإن حركة السفر من وإلى الضفة الغربية تتوقف تماماً، فلا يمكن لأي من الجانبين الأردني والفلسطيني، تسيير حركة المسافرين دون وجود الجانب الإسرائيلي.
وبحسب بيانات الإدارة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية، يتجاوز عدد المسافرين على معبر الكرامة سنويا حاجز 3 ملايين مسافر وقادم، قرابة الثلث يسافرون خلال شهور الصيف.
وخلال وقت سابق الأحد، أعلنت مديرية الأمن العام بالأردن، إغلاق معبر جسر الملك الحسين الرابط مع الضفة الغربية، “حتى إشعار آخر”؛ إثر إجراء مماثل من جانب تل أبيب بعد حادثة إطلاق نار أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين.
فيما ذكر تلفزيون فلسطين (رسمي) أن “الاحتلال أغلق معبر الكرامة في كلا الاتجاهين”.
وبحسب مراسل الأناضول، أغلق الجيش الإسرائيلي الطرق المؤدية إلى مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية والقريبة من المعبر، ونصب حواجز جديدة عليها.
وتوقفت الحركة على معبر الكرامة، الجسر المؤدي من الضفة الغربية إلى الأردن وبالعكس دون تفاصيل أخرى حول إعادة تشغيله، وفق ما ذكرت إدارة المعابر والحدود الفلسطينية في بيان مقتضب.
(الأناضول)