خطة نتنياهو: توسيع “أرض إسرائيل” بطرد الأونروا و”أرمنة” القطاع.. تبعاً للصمت العالمي

حجم الخط
0

دخلت إسرائيل المرحلة الثانية من الحرب في غزة، التي ستستكمل فيها السيطرة على شمال القطاع، من الحدود السابقة وحتى ممر نتساريم. يمكن التقدير بأنه سيتم إعداد هذه المنطقة بالتدريج؛ لتوطين اليهود والضم وفقاً لمستوى المعارضة الدولية التي ستثور عقب هذه الخطوة. إذا تحققت هذه الخطة، فسيتم إبعاد السكان الفلسطينيين الذين بقوا في شمال غزة من أماكنهم، كما يقترح الجنرال احتياط غيورا آيلاند، وذلك بالتجويع ووفقاً لغطاء “حمايتهم” في وقت يقنص فيه الجيش الإسرائيلي مسلحي حماس في المنطقة.
رئيس الحكومة، نتنياهو، يحلم بما يعتبره المعجبون به أنه إنجاز حياته، بتوسيع مساحة دولة إسرائيل، للمرة الأولى بعد خمسين سنة على عملية الانسحاب التي بدأت بعد اتفاق فصل القوات بعد حرب يوم الغفران. معظم أسلافه وهو أيضاً، تنازلوا عن مناطق، والآن حان الوقت للانقلاب والتوسع. سيكون هذا “النصر المطلق” خاصته، و”الرد الصهيوني” على مذبحة 7 أكتوبر وعلى الاختطاف واهانة إسرائيل والجيش الإسرائيلي على يد الفلسطينيين واللبنانيين.
حلم الحكومة اليمينية التي لا تخفي نيتها، هو ما سيواجهه الفلسطينيون في شمال القطاع- مصير الأرمن في ناغورني قره باغ حيث تم طردهم بين عشية وضحاها من الإقليم قبل سنة خلال عملية خاطفة لرئيس أذربيجان إلهام علييف، وهو الحليف المقرب من إسرائيل. “العالم” شاهد ذلك وسار قدماً، 100 ألف لاجئ ما زالوا عالقين في أرمينيا، التي لا تسارع إلى دمجهم. بشكل مشابه، سيحتفل المهجرون من شمال القطاع مع اللاجئين في المرحلة الأولى للحرب في “المنطقة الإنسانية” في الجنوب.
الدخول إلى المرحلة الجديدة للحرب لم يبدأ بالعملية البرية التي شاركت فيها عدة فرق أو باقتحام جريء لجبهة العدو الداخلية، بل من خلال بيان بيروقراطي صدر في 28 آب الماضي حول تعيين العميد العاد غورين رئيساً لوحدة منسق أعمال الحكومة في “المناطق” للشؤون الإنسانية – المدنية في القطاع. هذا اللقب الطويل الذي سيجره غورين وراءه إلى حين أن يعثر له على اختصار عسكري في قاموس الجيش الإسرائيلي، يساوي رتبة رئيس الإدارة المدنية في الضفة الغربية، عملياً، يجب تسميته “الحاكم العسكري” في غزة، وهذا تجسيد عصري للواء موشيه غورين، الذي شغل هذا المنصب عند احتلال القطاع في حرب الأيام الستة.
في الخطوة القادمة، أعطى نتنياهو توجيهات للجيش في الأسبوع الماضي للاستعداد لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة بدلاً من المنظمات الدولية. رئيس الأركان هرتسي هليفي تحفظ من ذلك، وحذر من الخطر على حياة الجنود والتكلفة الكبيرة، لكن نتنياهو حسب معرفتنا لم يقتنع بذلك وما زال مصمماً على موقفه. الدافع واضح: من يوزع الغذاء والدواء يتحكم بالحنفية. وخلال ذلك، ستسنح لإسرائيل فرصة طرد “الأونروا” من غزة إلى الأبد التي يعتبرها اليمين مشروعاً مناهضاً للصهيونية.
في هذه الأثناء، ستواصل حماس سيطرتها على المنطقة بين ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا تحت حصار وتطويق إسرائيلي، التي ستسيطر على توفير المساعدات. هذا هو معنى بيان نتنياهو فيما يتعلق بالمحور: الحدود بين غزة ومصر ستبقى تحت سيطرة إسرائيل. في هذا الوضع، يأمل نتنياهو وشركاؤه في الحكومة بأن مليوني فلسطيني، الذين سيتجمعون في رفح وخان يونس والمواصي بعد شتاء آخر في الخيام وبدون خدمات أساسية، سيدركون أنهم لن يستطيعوا العودة إلى بيوتهم المدمرة. قد يثيرهم اليأس ويحرضهم ضد حكم السنوار القمعي، ويشجع كثيرين منهم على الهجرة خارج القطاع.
إن تنازل نتنياهو عن إعادة المخطوفين الإسرائيليين وقراره تجاهل موقف معظم الجمهور، استهدفا قلب الوعاء على رأس السنوار. فبدلاً من أن يكون المخطوفون ذخراً وأداة ضغط للحصول على مقابل كبير من إسرائيل، سيصبحون عبئاً على الفلسطينيين ومبرراً لإسرائيل لمواصلة الحرب والحصار والاحتلال. هكذا تدخل إسرائيل إلى المرحلة الثانية في حربها ضد حماس.
ألوف بن
هآرتس 10/9/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية