إن اشتداد الرشقات الصاروخية وتسلل المُسيرات في الساحة الشمالية يضعان قيادة إسرائيل أمام مفترق طرق

حجم الخط
0

أي إنجاز للدولة في حربها مع “حزب الله” وآلاف الإسرائيليين يخافون العودة لبيوتهم؟تستوجب ميول حزب الله الهجومية من إسرائيل، في بُعدين، تفكيراً نقدياً لأنماط عملها في الساحة اللبنانية. يلوح في أحد البعدين ارتفاع شاهق وواضح في منحنى الخط البياني لهجمات حزب الله في الكم ومدى النار اللذين يوسعان مجال القتال. في البعد الثاني، المقلق أكثر، مع حلول سنة على الحرب، تلوح خيبة أمل في تحقيق أنماط عمل الجيش الإسرائيلي كما تدار الظروف اللازمة في السنة الأخيرة لإعادة السكان الإسرائيليين إلى بيوتهم.

بلا شك، يرد الجيش الإسرائيلي الحرب بأساليب وبوسائل تجبي ثمناً من حزب الله، بل وتعبر عن قدرة استخبارية مبهرة وقدرات هجومية ناجعة ودقيقة. ومع ذلك، كلما مرت الأيام يبدو الواقع المتشكل في الساحة الشمالية عالقاً في طريق أمني مسدود. كل إنجازات قيادة المنطقة المالية، وشعبة الاستخبارات “أمان”، وسلاح الجو، لا تبدو كافية لتحفيز نصر الله على الموافقة على تسوية لإنهاء القتال.

هو بالطبع يفقد مقاتلين وقادة من الصف الأول، كما يفقد ذخائر حيوية مثل مخازن ذخيرة واستحكامات محصنة بعضها مموه جيداً، كما يفقد بيوتاً في قرى خط الحدود، وبالتوازي هو مسؤول عن معاناة نحو 100 ألف نسمة من سكان جنوب لبنان ممن نزحوا من بيوتهم. غير أن هذه الأثمان تبدو هامشية في نظره مقابل الإنجاز الاستراتيجي الذي حققه منذ الأيام الأولى من الحرب بسبب هجرة عشرات آلاف الإسرائيليين من بيوتهم على مقربة من الحدود.

إن الوعي الأمني للعدو، الذي يتيح له تشديد قوة الهجمات على أراضي إسرائيل يومياً ضد أهداف مدنية في “نهاريا” وبلدات في الدائرة الثانية أيضاً، يلزم إسرائيل باتخاذ رد يعبر عن انعطافة إزاء اضطرارات القتال المتبلورة.

ينبغي بقيادة المنطقة الشمالية أن أشركت الجنرال كوريلا قائد المنطقة الوسطى الأمريكية أثناء زيارته للبلاد في الميول المقلقة وانعطافة إسرائيل لرد أنجح يتناسب وهدف إعادة السكان إلى بيوتهم. يصعب التقدير بأن يعطى لإسرائيل ضوء أخضر أمريكي لانعطافة عملياتية موجهة للهجوم. في ضوء اعتراف أمريكي واضح بتعاظم قتال حزب الله ربما تبقى الإدارة الأمريكية ملتصقة بسياسة منع التصعيد. في هذه السياسة، رغم انتشار القوات الأمريكية في أرجاء الشرق الأوسط، في حضور عسكري كبير للغاية، يركز التطلع الأمريكي المحدد على منع تصعيد محلي وإقليمي، خصوصاً حتى موعد الانتخابات. وهكذا تنجح الولايات المتحدة في تأخير وتأجيل الوعد الإيراني في عملية رد ضد إسرائيل. لكنها عملياً، تشجع استمرار الحرب بسياستها هذه.

إسرائيل ملزمة بالتركيز على رد مناسب لمساعي حزب الله توسيع مدى الهجمات إلى الأراضي الإسرائيلية، وأساساً التسليم بواجب أن ليس مطلوباً منها فعل كل ما يلزم، عسكرياً وسياسياً على حد سواء، لإحداث تغيير يحقق الهدف بإعادة الحياة المدنية الكاملة في كل أرجاء إسرائيل.

غرشون هكوهن

إسرائيل اليوم 11/9/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية