لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية حول إسرائيل وغزة، قالت فيها إن الحرب كابوس بلا نهاية.
فبعد 11 شهرا على 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لا يزال الفلسطينيون والأسرى الإسرائيليون يُقتلون، مع مخاطر توسع الحرب. وأضافت أننا نقترب من عام منذ بداية هجمات حماس والتي قتلت فيها 1,200 إسرائيلي، وكانت بداية الانتقام الإسرائيلي من غزة.
وقالت الصحيفة إن السلطات الصحية في غزة تقدر عدد القتلى حتى الآن بأكثر 41,118 شخصا، و95,125 جريحا، عدد كبير منهم إصاباتهم غيّرت حياتهم.
وتضيف أن وتيرة القتل ربما تباطأت، لكن الموت والمعاناة ليست أقل رعبا، مذكّرة بالغارة الإسرائيلية يوم الأربعاء التي قتلت 6 عمال إغاثة في الأمم المتحدة، الذين كانوا من بين 18 شخصا قُتلوا بعد قصف مدرسة بالنصيرات وسط غزة، حيث لجأ إليها آلاف النازحين. وقبل يوم، قُتل 19 فلسطينيا في منطقة يفترض أنها “محور آمن” بخان يونس.
وزعمت إسرائيل أنها استهدفت مراكز قيادة وتحكم لحماس. وجاء القتل بعد أسبوعين على مقتل ستة أسرى إسرائيليين لدى حماس. وقالت الصحيفة إن الصفقة التي تدعمها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى، هي على طاولة المفاوضات منذ أيار/ مايو. ولكن ما كان واضحا قبل 11 شهرا أصبح أكثر وضوحا الآن: لا يوجد مخرج بدون استراتيجية واضحة، وبرئيس وزراء يطيل أمد الحرب خدمة لاعتباراته السياسية. وهذا هو الحكم على بنيامين نتنياهو، ليس من منافسيه السياسيين فقط، ولكن من مواطنيه ومن رئيس الأمن الداخلي السابق، ومن الرئيس الحليف المنافح عنه.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “ما يحدث في غزة غير مقبول مطلقا”. وكتب بعد الهجوم على مدرسة تابعة للأونروا: “يجب أن تتوقف هذه الانتهاكات المأساوية للقانون الدولي الإنساني.. الآن”، ولم يرد نتنياهو على مطالب غوتيريش، بل تجاهلها.
وأخبر الأمين العام للأمم المتحدة وكالة رويترز، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يرد على أي من مكالماته منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وربما عبّر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إحباط من الإسرائيليين، حيث وصف مقتل الناشطة التركية- الأمريكية برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة الماضية، قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية بأنه “غير مقبول بالمطلق”، لكنه لم يفعل أكثر من ذلك لتحقيق العدالة للناشطة عائشة نور إيجي، ولم يدع بعد إلى تحقيق مستقل في القتل.
وفي غضون ذلك، تتزايد أعداد القتلى في غزة، حيث تقول جماعات الإغاثة إن تدفق الدعم الإنساني لا يزال غير كاف، وإن مليون نسمة، أي نصف عدد السكان، لن يحصلوا على الطعام الكافي هذا الشهر، حتى مع انتظار الشاحنات المحملة بالمساعدات عند نقاط التفتيش الإسرائيلية.
ويكافح الناجون الذين يعانون من الصدمة ومن الجراح، للحصول على الإمدادات الأساسية، حيث باتت نسبة 90% من مساحة القطاع تحت أوامر الإخلاء الإسرائيلية، وتم تهجير العديد من السكان أكثر من مرة، ولا بيوت لهم كي يعودوا إليها.
ولو انتهت الحرب غدا، فسيستمر الموت نظرا للظروف القاتمة والأمراض التي تهدد حياة الناجين. ولكن النهاية لا تبدو قريبة. فلم تترك الاحتجاجات التي أعقبت مقتل الأسرى الستة تغيرا في موقف نتنياهو، ويبدو أنه بانتظار عودة ترامب.
ورغم النبرة المتعاطفة التي أظهرتها كامالا هاريس تجاه الفلسطينيين أكثر من بايدن، إلا أنها لم تقدم وصفة ناجعة لتخفيف معاناتهم لو فازت في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر. ويتضح عجز السياسة الأمريكية الحالية أكثر بالوضع المتدهور في الضفة الغربية، والمخاوف المتزايدة من انزلاق إسرائيل وحزب الله نحو الحرب الشاملة، وعليه، فالكابوس مستمر، وفق الصحيفة.