صواريخ إيران البالستية تخيم على تطورات الحرب الأوكرانية

آدم جابر
حجم الخط
0

أكد الناطق باسم الاتحاد الأوروبي أن لدى الدول الغربية «معلومات موثوقة» عن تسلم روسيا صواريخ بالستية إيرانية، الأمر الذي لم تنفه موسكو صراحة، بخلاف طهران التي أصرت على النفي.

باريس ـ «القدس العربي»: فرض موضوع اتهامات الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية إيران بمد روسيا بصواريخ بالستية، والذي نفته طهران بشكل قاطع، فرض نفسه بقوة على تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال هذا الأسبوع.

فبعد ما نشرت شبكة «سي.إن.إن» وصحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي، تقارير نقلًا عن مصادر لم تحددها أن إيران نقلت صواريخ بالستية قصيرة المدى إلى روسيا، توالت بداية بداية الأسبوع حول الموضوع، حيث حذرت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها فيدانت باتيل، من مغبة أن «أي نقل للصواريخ البالستية الإيرانية إلى روسيا سيمثل تصعيداً دراماتيكياً في دعم إيران لحرب روسيا العدوانية على أوكرانيا».
في موازاة ذلك، وفي اليوم نفسه، أكد الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو أن لدى الدول الغربية «معلومات موثوقة» عن تسلم روسيا صواريخ بالستية إيرانية، الأمر الذي لم تنفه موسكو صراحة، بخلاف طهران التي أصرت على النفي رغم تأكيد عضو بارز في البرلمان الإيراني صحة التقارير. وحذر من أن صحة ذلك تعني أننا أمام «تصعيد مادي كبير في دعم إيران للحرب العدوانية غير القانونية التي تشنها روسيا على أوكرانيا». وعبرت أوكرانيا عن قلقها البالغ حيال هذه التقارير عن احتمال نقل وشيك لصواريخ بالستية إيرانية إلى روسيا، محذرة من أن «تعزيز التعاون العسكري بين إيران وروسيا تهديد لأوكرانيا وأوروبا والشرق الأوسط».

نفي إيراني

رداً على هذه الاتهامات، نفت إيران بقوة مد روسيا صواريخ بالستية من أجل دعمها في حربها مع أوكرانيا، واصفة إياها بأنها «ادعاءات متكررة لدول غربية لها دوافع سياسية». لكن ذلك لم يمنع حلفاء كييف الغربيين من الضغط على طهران من خلال إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا في منتصف الأسبوع عن فرض عقوبات جديدة على إيران، تستهدف بشكل خاص النقل الجوي.
فخلال مؤتمر صحافي مُشترك في لندن، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي إنهما مقتنعان بأن هذه الأسلحة الإيرانية ستستخدم «على الأرجح في الأسابيع المقبلة في أوكرانيا ضد الأوكرانيين». فيما زعمت لندن وباريس وبرلين، في بيان صحافي مشترك نُشر بعد ذلك بفترة وجيزة، أن لديها «تأكيدات على أن إيران نفذت عمليات نقل الصواريخ هذه» وأنه رداً على ذلك «سيتم فرض عقوبات فورية جديدة على طهران، وخاصة ضد شركة الطيران الوطنية إيران إير لقيامها بتسليم شحنات» وفقا لوزارة الخزانة الأمريكية.
كما جاء في البيان الثلاثي الفرنسي البريطاني الألماني: «بالإضافة إلى ذلك، سنعمل على تحديد الأفراد والكيانات المتورطة في برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية ونقل الصواريخ البالستية والأسلحة الأخرى إلى روسيا». واستهدفت العقوبات ست شركات إيرانية للطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية تزود روسيا بموجب عقد موقع في نهاية عام 2023 بالإضافة إلى 10 من مديريها وموظفيها. وأعلنت بريطانيا عن إنهاء جميع الخدمات الجوية المباشرة بين المملكة المتحدة وإيران كجزء من العقوبات الجديدة على طهران لتزويدها روسيا بصواريخ لاستخدامها في أوكرانيا.

الصاروخ البالستي- 360

وأكدت أنها تعمل مع شركائها الدوليين على إلغاء ترتيبات الخدمات الجوية الثنائية مع إيران. وهي خطوة، تقول لندن، أن من شأنها تقييد قدرة الخطوط الجوية الإيرانية على الطيران إلى المملكة المتحدة. وللإشارة، فإن الخطوط الجوية الإيرانية تقوم بتنظيم ثلاث رحلات مباشرة بين لندن وطهران في الأسبوع، وفقا للجدول المدرج على موقعها على الإنترنت.
كما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن عشرات الجنود الروس تدربوا في إيران على استخدام الصاروخ الباليستي فتح-360 الذي يبلغ مداه 120. وقال: «حذرنا بشكل سري من هذا الإجراء سيشكل تصعيدا دراماتيكياً». كما حذر أنتوني بلينكن من أن «الرئيس الإيراني الجديد ووزير خارجيته أعلنا مرارا وتكرارا أنهما يريدان إعادة الحوار مع أوروبا وتخفيف العقوبات، لكن مثل هذه الأعمال المزعزعة للاستقرار سيكون لها تأثير معاكس تماماً».
وبعد لقائهما في لندن، توجه وزيرا الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي إلى العاصمة الأوكرانية كييف، حيث تعهدا منها بالاستجابة العاجلة لمطالب أوكرانيا، لاسيما بالسماح لها لاستخدام الصواريخ الغربية البعيدة المدى لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، وهي مسألة تبقى موضع جدل وانقسام بين الغربين.

خطر استخدام الصواريخ الغربية ضد روسيا

يريد الأوكرانيون الصواريخ الفرنسية -البريطانية، التي تسميها باريس «سكالب» وتطلق عليها لندن «ستورم شادو» أو أيضا صواريخ «أتاكم» الأمريكية.
يمكن لصواريخ كروز المقدمة إلى أوكرانيا أن تصل إلى أهداف تصل إلى 250 كيلومترًا. ويقول مختصون إن صواريخ «أتاكم» لها مسار متطور للغاية وقادرة على تجاوز الدفاعات الروسية، موضحين أن فالصواريخ بعيدة المدى التي تمتلكها أوكرانيا حاليا مقيدة وبالتالي لا تصل إلى قدرتها الإشعاعية القصوى.
يخشى الغربيون ببساطة الدخول في حرب مع روسيا إذا استُخدمت هذه الأسلحة لضرب أراضيها بشكل مباشر، ولم تعد تسمح لكييف بالدفاع عن نفسها فحسب. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حذر يوم الخميس من أن استخدام الصواريخ الغربية لضرب مواقع في بلاده «من شأنه أن يغير طبيعة الصراع ذاتها، وسيعني أن دول حلف الناتو في حالة حرب مع روسيا». وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافة يوم الجمعة أن كلام الرئيس الروسي «واضح للغاية ولا لبس فيه ولا يحتوي على معنى مزدوج».

لندن تمنح كييف صواريخ دفاع جوي

بالإضافة إلى ذلك، أعلن أنتوني بلينكن عن مساعدات جديدة بقيمة 717 مليون دولار لقطاع الطاقة الأوكراني الذي دمره القصف الروسي، وتأمين إمدادات مياه الشرب وإزالة الألغام. بدوره، أعلن نظيره البريطاني ديفيد لامي أن لندن ستمنح كييف مئات صواريخ الدفاع الجوي وعشرات الآلاف من ذخائر المدفعية والمزيد من المدرعات بحلول نهاية العام.
كما أكد مجددا التزام حكومته تقديم 600 مليون جنيه استرليني من المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا.
طهران كررت رفضها الاتهامات الغربية «الكاذبة والمضللة»كما تصفها، وانتقدت العقوبات الجديدة بحقهما، والتي اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «أنها ليست حلا بل هي جزء من المشكلة». كما هددت إيران «باتخاذ إجراءات مناسبة وملائمة» ضد هذه الخطوات الغربية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية