للعالم المصدوم من “البيجر”.. إسرائيل: نبلنا يمنعنا من توسيع الحرب وتحمل مسؤولية العملية

حجم الخط
0

وسائل الإعلام العالمية في صدمة. قصة تفجير أجهزة البيجر احتلت كل العناوين الرئيسية في الصحف العالمية المهمة، وبدأت التقارير بكل نشرات الأخبار في كل محطة في أرجاء المعمورة.
هذه القصة ليست مجرد قصة “انفجار” أخرى. فالحديث يدور عن عملية طيرت خيال العقل البشري إلى مستويات مجنونة. فقد سارت عدة خطوات أخرى مع الجرأة والوقاحة والذكاء والتفكير من خارج الصندوق.
لا يمكن وصف الإهانة التي لحقت بحزب الله وإيران في هذه القصة. ثمة صحيفة سعودية أجادت في وصف الأمر بكاريكاتير ظهر فيه جهاز بيجر على شكل حصان طروادة يخترق قلب معسكر حزب الله. يمكن فهم السعوديين، المسلمين السُنة، كارهي روح الإيرانيين الشيعة، وهم يسارعون بالهزء من حزب الله وأسياده في طهران.
لم تتحمل إسرائيل مسؤولية الحدث. فضلاً عن الاعتبارات التكتيكية لإبقاء العملية في نطاق النفي، فإن في عدم أخذ المسؤولية فعل نبيل أيضاً. وعلى فرض أن له ارتباطاً بإسرائيل، فهي تفضل إبقاء بعض من الكرامة للخصم.
لعل هذا هو السبب في أن إسرائيل ودون صلة بمسألة من يقف خلف الفعلة، لم تستغل الحدث لتهاجم وتهزم حزب الله.
مرة أخرى، على فرض أن إسرائيل تقف خلف الخطوة، فإن مثل هذه العملية الخاصة، التي تفوق كل خيال كان يمكن أن تتحول لتصبح خطوة بدء لحرب وعدم الاكتفاء بعملية “استعراض” تثير دهشة العالم.

لقد حددت إسرائيل هذا الأسبوع إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان كأحد أهداف الحرب. عملية أجهزة البيجر، سواء نفذتها إسرائيل أم جهة أخرى، ستشكل منصة تكتيكية للمضي بنية استراتيجية لإعادة السكان إلى بيوتهم.
وهنا، يطرح السؤال مرة أخرى: يبدو أن لدينا إبداعية هي الأعلى في عالم العمليات الخاصة. وثمة من يقول إن هجمة أجهزة البيجر تقف في صف واحد مع عملية يونتان، وقصف مفاعل العراق، وقصف مفاعل سوريا وكذا عملية أرنون لتحرير المخطوفين في قطاع غزة.
بالمقابل، ثمة فيروس في المستوى السياسي. مستوى لا يعرف كيف يترجم خطوات إبداعية إلى منفعة سياسية – ولا يهم من يقف خلفها – لجعلها “عملة صعبة” قد يشترى بها هدوءاً وأمناً وانتصاراً حقيقياً.
آفي أشكنازي
معاريف 19/9/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية