المواهب اليابانية تغزو ملاعب «البريميرليغ»

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: بعدما كانوا يعدوا على أصابع اليد الواحدة، أصبح اللاعبون اليابانيون اليوم ينتقلون بأعداد قياسية إلى الدوري الإنكليزي لكرة القدم، ويبدو أن المزيد سيلحق بهم الى «البريميرليغ» في ظل انجذاب الأندية إلى جودتهم وعملهم الدؤوب وقيمتهم مقابل المال المنفق للتعاقد معهم.

كاورو ميتوما هو أبرز المواهب الخمسة في دوري الدرجة الأولى (برميرليغ)، فيما يحترف ثمانية لاعبين في دوري الدرجة الثانية واثنان في الثالثة. ويعتقد واتارو إندو، لاعب وسط ليفربول وقائد منتخب اليابان، ان مواطنيه «بات ينظر إليهم بتقدير أعلى» من قبل الأندية الإنكليزية، مقارنة مع الماضي. وأضاف ابن الحادية والثلاثين وصاحب 64 مباراة دولية: «يسألني طاقم ليفربول عن الكثير من اللاعبين اليابانيين، ليس بالضرورة لأمر مرتبط بالانتقالات، بل للحديث فقط عن جودة أحد اللاعبين». وتابع اللاعب المنتقل إلى ليفربول العام الماضي بعد ثلاث سنوات أمضاها مع شتوتغارت الألماني: «يبدو أن هناك اهتماما أكبر باللاعبين اليابانيين من مختلف أنحاء العالم».
ويحترف أيضا في دوري النخبة الإنكليزي كل من دايتشي كامادا (كريستال بالاس)، وتاكيهيريو تومياسو (أرسنال) ويوكيناري سوغاوارا (ساوثهامبتون).

قليل من الخوف

عرف اللاعبون اليابانيون نجاحات متباينة في الدوري الإنكليزي، منذ أن أصبح جونيتشي إيناموتو أوّل القادمين إلى أرسنال في 2001. وترك الفريق اللندني إلى الجار فولهام، بعد موسم واحد اخفق خلاله في حمل ألوان «المدفعجية» في أي مباراة. وأحرز شينجي كاغاوا لقب الدوري مع مانشستر يونايتد في 2013، لكنه عاد إلى فريقه بوروسيا دورتموند الألماني، بعد موسمين متباينين في صفوف «الشياطين الحمر».
ويقول وكيل اللاعبين المعتمد من الفيفا جويل بانيك والذي يتعامل مع 50 لاعبا يابانيا، ان الأندية الإنكليزية كانت «تخاف قليلا من اللاعبين اليابانيين». وتابع: «المقاربة النمطية هي أن اللاعب الياباني جيد جدا من الناحية التقنية لكن هل سيكون قويا بما يكفي من الناحية البدنية والجسدية؟». وأردف بانيك: «في السابق كان اللاعبون اليابانيون يصنفون في فئات معينة ربما كانوا يذهبون إلى ألمانيا أو هولندا، حيث تكون الأمور أكثر تقنية».
ويرى بانيك أن نجاح اللاعبين اليابانيين مع الأندية البريطانية في الآونة الأخيرة، خصوصا مع سيلتك الاسكتلندي تحت اشراف الأسترالي أنج بوستيكوغلو، المدرب السابق في الدوري الياباني وتوتنهام الحالي، ساعد في تغيير المفاهيم. وقال أيضا إن جائحة كورونا غيّرت طريقة عمل كشافي الأندية، ما جعل انتاج مقاطع الفيديو والبيانات من مختلف أنحاء العالم أكثر سهولة، وقال: «لم ترغب الأندية في إهدار الوقت والمال والمخاطرة في الذهاب إلى مكان بعيد عندما لا تعرف ما الذي ستشاهده هناك». وأردف: «بعد أن بات كل شيء متاحا الآن، بعد ساعات أو حتى دقائق من انتهاء المباريات، فقد تبدد الخوف من مسألة هل ينبغي أن نتطلع إلى السوق اليابانية؟».

جودة وقيمة

نظرا لرسوم انتقالهم الزهيدة نسبيا، بات التعاقد مع اليابانيين استثمارا ذكيا، حيث وصفهم بانيك بأنهم «أكثر جاذبية من حيث القيمة، مقارنة مع أي لاعب بنفس المستوى من أي مكان آخر في العالم». ودفع برايتون 2.5 مليوني جنيه (3.3 مليون دولار) لضم الجناح ميتوما من كاواساكي فرونتالي في 2021، فيما انضم الهداف كيوغو فوروهاشي إلى سيلتك في العام عينه مقابل 4.5 مليون جنيه. وارتبط اسم فوروهاشي هذا الصيف بالانتقال إلى مانشستر يونايتد. وأدى تدني صفقات الانتقال إلى تعاقد أندية الدرجة الثانية في إنكلترا مع العديد من اليابانيين.
وقال مدرب المنتخب هاجيمي مورياسو إن اللاعبين مستعدون للاحتراف في الدرجة الثانية بحثا عن الصعود إلى دوري الأضواء «الدوري الياباني بطولة جيدة جدا، لكن اللاعبين يريدون المستوى الأرفع». وتابع: «البريميرليغ تضم أفضل اللاعبين في العالم، ويريدون التواجد هناك أيضا. أعتقد أن الكثيرين انتقلوا إلى تشامبيونشب (دوري الدرجة الثانية) بحثا عن الصعود».
ويرى بانيك ان التغييرات التي طرأت على قواعد تأشيرات العمل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أجبرت الأندية الإنكليزية على النظر خارج القارة العجوز للتعاقدات وأن تكون «أكثر انفتاحا وإبداعا». وتعززت صورة اللاعب الياباني في مونديال قطر 2022، بعد فوز «الساموراي الأزرق» على العملاقين الألماني والإسباني في دور المجموعات. وقال بانيك انهم يملكون الذهنية المناسبة للاستفادة من الفرص «مع اللاعبين الذين عملت معهم، إذ لم تجر الامور على ما يرام، إذا أخرجوا من الفريق أو طُلب منهم اللعب في غير موقعهم، فان الإجابة الافتراضية تكون ما الذي يمكنني فعله بشكل أفضل؟». وتابع: «يعتبر اللاعبون أنفسهم سفراء لليابان ويريدون اظهار صورة جيدة عن أنفسهم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية