سرعة الطائرات تزيد التلوث وعلماء يدعون لخفضها حفاظاً على البيئة

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: من المتوقع أن تصبح الرحلات الجوية أطول من حيث مدتها الزمنية قريباً، وذلك بعد أن خلص علماء إلى إطلاق دعوة لخفض السرع من أجل الحفاظ على البيئة وخفض التلوث في الجو الناتج عن تحليق الطائرات التجارية.

ويدعو العلماء إلى طيران الطائرات بسرعة أبطأ بنسبة 15 في المئة للحد من انبعاثات الكربون، وهو ما يعني أن الرحلات الجوية قد تصبح أطول قريباً، بحسب ما نشرت جريدة «دايلي ميل» البريطانية في تقرير اطلعت عليه «القدس العربي». ودعا علماء في جامعة «كامبريدج» البريطانية في ورقة بحثية خاصة إلى طيران الطائرات بسرعة أبطأ بنسبة 15 في المئة، ما من شأنه أن يزيد من أوقات الرحلات عبر الأطلسي بنحو 50 دقيقة.
ووفقاً للخبراء، فإن هذا من شأنه أن يقلل من استهلاك الوقود بنسبة تتراوح بين خمسة إلى سبعة في المئة، ويساعد في الحد من انبعاثات الكربون.
وكتب الفريق البحثي: «بدون اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة، فإننا نخاطر بفقدان فرصة الوصول إلى انبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2050 وتأخير التحولات التكنولوجية والتجارية الحاسمة اللازمة».
وتحدد الورقة البحثية، التي حملت عنوان «خمس سنوات لرسم مستقبل جديد للطيران» ثلاثة «تدابير جريئة للكفاءة» للحد من حرق الوقود في الطيران.
وأوضح الباحثون أن «خفض حرق الوقود في الطيران يمكن تحقيقه من خلال التدابير التقليدية مثل تقنيات الطائرات والمحركات الجديدة وتحسين الكفاءة التشغيلية».
وبناءً على مجموعة من المصادر، يتوقع نموذج مسرع تأثير الطيران أن تؤدي هذه التدابير التقليدية إلى خفض حرق الوقود بنسبة تصل إلى 22 في المئة بحلول عام 2050.
ومع ذلك، هناك العديد من تدابير الكفاءة الجريئة التي يصعب الوصول إليها حالياً لأنها تنطوي على تغيير على مستوى النظام. وإذا تم تنفيذها، يمكن لهذه التدابير أن تقلل من حرق الوقود بنسبة تصل إلى 50 في المئة بحلول عام 2050.
ويتضمن الإجراء الجريء الأول تسريع استبدال الأسطول، بهدف خفض سن التقاعد للطائرات من 30 إلى 15 عاماً بحلول عام 2050. ووفقاً للخبراء، فإن هذا التغيير وحده يمكن أن يقلل من حرق الوقود بنسبة تتراوح بين 11 و14 في المئة. ويتمثل الإجراء الجريء الثاني في خفض السرعة التي تسافر بها الطائرات بنحو 15 في المئة، وهو ما قد يقلل من حرق الوقود بنسبة تتراوح بين خمسة إلى سبعة في المئة. ويعترف الباحثون بأن هذا الإجراء من غير المرجح أن يلقى استحسان الركاب.
وقالوا: «إن أحد عيوب خفض السرعة هو التأثير السلبي المحتمل على إنتاجية شركات الطيران وقبول الركاب، وخاصة بالنسبة للرحلات الطويلة».
ومع ذلك، فإنهم يؤكدون أن هذا من شأنه أن يزيد فقط من أوقات الرحلات على الرحلات عبر الأطلسي بنحو «50 دقيقة». وأوضحوا: «يمكن تعويض هذا من خلال تقليل أوقات الانتظار في المطارات».
وأخيراً، يقول الباحثون إن ضمان تحليق المزيد من الطائرات بالقرب من نطاق تصميمها قد يقلل من حرق الوقود بنسبة تتراوح بين أربعة إلى سبعة في المئة.
وأضاف الباحثون: «غالباً ما يتم تجاهل هذه التدابير الجريئة لأنها تتطلب تغييرات واسعة النطاق في قطاع الطيران بأكمله، والتي تقع خارج سيطرة شركات الطيران. لذلك، يجب تنفيذ سياسات لدفع التغيير الضروري على مستوى القطاع لتحقيق خفض بنسبة 50 في المئة في استهلاك الوقود بحلول عام 2050 وإعادة الطيران إلى مستويات الانبعاثات لعام 2019».
ويقول العلماء إن فكرة جعل الرحلات الجوية أطول ستكون بمثابة أخبار سيئة للأشخاص الذين يخشون الطيران.
ويُقدر أن الخوف من الطيران – المعروف باسم رهاب الطيران – يؤثر على واحد من كل 10 بريطانيين، على الرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى أن النسبة أعلى من ذلك بكثير.
وتقول منظمة «Anxiety UK» على موقعها على الإنترنت: «يمكن ربط الخوف من الطيران بالخوف من الطائرات أو قد يكون جانباً من مشاكل نفسية أخرى مثل نوبات الهلع أو الخوف من الأماكن المغلقة أو اضطراب ما بعد الصدمة».
وأضافت: «غالباً ما يعاني الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الطيران من زيادة القلق ونوبات الهلع عند التفكير في الطيران ويتجنب الكثيرون السفر الجوي نتيجة لذلك».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية