القاهرة ـ «القدس العربي»: بات سفاح الكيان لا يمثل خطرا داهما فقط على فلسطين ولبنان، بل على استقرار وسلامة العالم أجمع، باستثناء عاصمة الشر واشنطن، التي تواصل دعم حرب الإبادة، سواء في غزة أو الضفة وكذلك الحال في لبنان، دون أن تعبأ لعشرات الآلاف الذين يتساقطون ما بين قتيل وجريح، حصيلة هروب السفاح من مصيره المحتوم، بشأن المثول أمام محكمة جرائم الحرب، فضلا عن جرائم الفساد المتورط فيها. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي الحرص على ممارسة سياسة تتسم بالتوازن والاعتدال والموضوعية، التي تتبناها الدولة منذ سنوات، في ظل الظروف الحالية على الحدود الغربية والجنوبية والشرقية منذ عام تقريبا، ويتابعها العالم أجمع. وتساءل الرئيس السيسي، خلال كلمته في حفل تخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة: «هل ما يحدث يجعل الشعب المصري قلقا؟»، مجيبا: «دون شك يجب أن نشعر بالقلق لأن التطورات التي تحدث خطيرة، قد تؤدي لاتساع رقعة الصراع في المنطقة بشكل يؤثر على الاستقرار». وقال موجها حديثه للشعب المصري: «أريد أن أطمنئكم بأن مصر بخير والأمور- بفضل الله- مستقرة ومن جيد للأحسن، ما دمنا ثابتين ومستقرين ومتماسكين ومتحملين لمسؤولياتنا، ومتحدين جميعا يدا واحدة ومطمئنين بأننا ندير أمورنا بشكل يحفظ بلدنا والمنطقة ما أمكن، دون التورط في أمور قد تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة وفي مصر». ولفت الرئيس السيسي إلى أن مصر فقدت ما بين 50% إلى 60% من دخل قناة السويس، بما قيمته أكثر من 6 مليارات دولار خلال الـ8 شهور الماضية. ووجه السيسي رسالة إلى شعب مصر بضرورة الانتباه، لما يتم تريدده من شائعات لا أساس لها من الصحة، قائلا، إن الشهور الماضية، شهدت حجما كبيرا من الكذب والإفك والافتراء والشائعات، انتبهوا لذلك، فالمهمة والخطر واضحين أمام المثقفين والمفكرين ووسائل الإعلام. ولفت إلى أن عملية الكذب والشائعات والاتهامات التي تطلق في كل مكان ليست صحيحة، مضيفا: «لقد عهدتم مني الصدق والصراحة دائما، وسأظل كذلك معكم طوال ممارستي مهمتي». وحذر السيسي من أن المنطقة والعالم يمران بظروف صعبة للغاية، مشيرا إلى أنَّه حرص بشدة على اتباع سياسية متوازنة في مصر في ظل هذه الاضطرابات الخطيرة الموجودة، والتي حذرت مصر منها مرارا وتكرارا، وأضاف في كلمته خلال حفل تخرج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة، أن استمرار الصراع الدائر سيؤدي إلى عواقب خطيرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، وبالتالي نحتاج إلى تفهم هذه الأمور وعلينا التمسك بثوابتنا المتعلقة بممارسة سياسية تتسم بالتوازن والموضوعية.
وفي سبيل ضبط السلع الغذائية الفاسدة قامت هيئة سلامة الغذاء بشن العديد من الحملات في الأسواق، ففي محافظة الغربية تم تنفيذ 34 حملة تفتيشية موسعة على 250 منشأة غذائية، وأسفرت تلك الحملات عن ضبط 1طن و600 كجم «مقرمشات وسناكس» منتهي الصلاحية، 2 طن من الأجبان الفاسدة. وشنت الهيئة في محافظة دمياط 7 حملات على 50 منشأة غذائية وتم إعدام مواد غذائية منتهية الصلاحية. ونفذت الهيئة في محافظة الدقهلية 24 حملة تفتيشية على 123 منشأة.
دم نصر الله
مع الرفض الكامل لجريمة اغتيال الزعيم اللبناني حسن نصر الله، واعتبارها جريمة حرب إسرائيلية جديدة، في سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة والضفة ولبنان، إلا أنه ربما يكون دم حسن نصر الله من وجهة نظر عبد المحسن سلامة في «الأهرام» قربانا للتقارب السني الشيعي، وتأكيد أن العدو واحد ألا وهو العدو الصهيوني. فهو العدو الأول والأخير، الذي لا يفرق بين سني وشيعي، ولا يفرق بين فلسطيني في غزة أو الضفة، ولا بين لبناني شيعي أو سني. في مؤتمره الصحافي الذي أذاعته قناة القاهرة الإخبارية مؤخرا، على الهواء مباشرة، أعلن وزير الصحة اللبناني سقوط 1640 شهيدا لبنانيا جراء الاعتداءات الإسرائيلية، من بينهم 104 أطفال، و194 سيدة، بالإضافة إلى إصابة نحو 8408 لبنانيين حتى الآن. إسرائيل تستخدم قنابل زنتها 2000 رطل أمريكية الصنع في استهداف المباني والمنشآت السكنية في غزة، والضفة، ولبنان، بما يؤدي إلى تدمير المباني والمنشآت بالكامل، والوصول إلى أعماق تصل إلى أكثر من 20 مترا تحت الأرض، وهي قنابل محرم استخدامها داخل المناطق السكنية. تم اغتيال الزعيم اللبناني حسن نصر الله بواسطة استخدام هذه القنابل، كما أعلن جيش العدو الإسرائيلي، بعد أن قامت الطائرات الإسرائيلية من طراز F35 الأمريكية الصنع بإلقاء نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن أطنانا من المتفجرات. هذه القنابل هي الأضخم في طرازها من نوع «مارك 84»، وكانت المسؤولة عن أسوأ الهجمات ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، وقد أوقفت أمريكا مد إسرائيل بهذه النوعية من القنابل فترة قصيرة، لكنها عاودت إمدادها بها بعد ذلك، ما دعا السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز إلى القول: «لا يمكن للولايات المتحدة أن تطالب إسرائيل بالتوقف عن قصف المدنيين في يوم ما، ثم ترسل لها في اليوم التالي آلاف القنابل الإضافية التي يبلغ وزنها 2000 رطل، والتي يمكنها تسوية مباني مدينة بأكملها بالأرض، هذا أمر فاحش». لم تكتف إسرائيل بدعم أمريكي كامل بما فعلته في غزة، والآن تكرر المأساة في لبنان لتؤكد أنه ليس هناك عدو سوى العدو الإسرائيلي لكل ما هو عربي من المحيط إلى الخليج.
غزة لا تيأس
عمدت إسرائيل إلى تدمير أكبر عدد من البنايات في غزة، بوسع طائراتها أن تضربه، وهي تظن أن مثل هذا الفعل سيُسهل مهمة تقدم قواتها نحو أنفاق المقاومة وكمائنها، لكن لم يلبث فعلها وفق ما لاحظ الدكتور عمار علي حسن في «الوطن» أن ارتد عليها، فتحولت الخرائب والركام إلى واحدة من نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة. تحفر قوات المشاة في الجيوش النظامية خنادق، أو تقيم سواتر ترابية وخرسانية، إن كانت في مهمة دفاعية، وتشق فجاجا صعبة إن كانت في حالة هجوم، وتفعل كل هذا لتسهيل مهمتها في اصطياد عدوها، أو صده، أو فتح طريق الوصول إليه. ويطلق العسكريون على المساحات المفتوحة «الأرض الصعبة»، لأن القوات تكون مكشوفة أمام العدو، بينما الأماكن ذات التضاريس الوعرة هي «الأرض السهلة»، لأن الطبيعة يمكن أن تعمل لصالحها. في كل الأحوال تُعد الأشياء المادية الثابتة، من غابات وحدائق، ومن بيوت وشوارع، ومن تلال وتباب وكثبان، ومن أنهار وترع وقنوات ري، جزءا أصيلا من مسرح العمليات العسكرية الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار، حال وضع خطط القتال وإحكامها، بحيث يتم تحويل موجودات البيئة إلى عنصر مساعد للقوات في الهجوم والدفاع. وينصح سون تزو، في كتابه الكلاسيكي «فن الحرب» بتجنب الحروب في المدن، لاسيما إن كانت ذات أسوار عالية، لأنها تستهلك طاقة القتال، وتعمل لصالح سكانها الأصليين. فحروب المدن موصومة بعدم اليقين والتقلب والتعقيد والمخاطر التي يصنعها تداخل منشآت عسكرية ومدنية. ولذا ظل الجنرالات، على مدار التاريخ، يكرهون القتال في المدن، ويسعون إلى تفاديه.
تحمي ظهورهم
بالنسبة لغزة، يواجه الجيش الإسرائيلي مجموعات تمارس نوعا من «حرب العصابات» التي منحتها الأنفاق كثيرا من عناصر الفاعلية، وصنعت لها مساحات إضافية للحركة، في بقعة جغرافية ضيقة، حشدت لها إسرائيل كل هذه الفرق القتالية، كي تُحكم السيطرة عليها. وأسهمت البنايات المهدمة في حدوث انقلاب في «المعادلة العسكرية»، حيث تحولت حسب الدكتور عمار علي حسن إلى أماكن اختباء للمقاومين، تمنحهم فرص المباغتة والانقضاض السريع، وتحمي ظهورهم حال انسحابهم بعد مهاجمة الجيش الإسرائيلي. على النقيض باتت تمثل عبئا على تقدّم هذا الجيش للوصول إلى المقاومين في الأنفاق أو الكمائن. وما رصدته الأقمار الصناعية، حتى نهاية فبراير/شباط الماضي، يبين أن القصف الإسرائيلي تسبّب في إلحاق أذى بنحو 89 ألف مبنى، أكثر من 31 ألفا منها دُمّر تماما، ونحو 17 ألف مبنى تضرّر بشدة، ونحو 41 ألفا تضرر بشكل متوسط. وهذا الرقم أكبر مما حدث خلال حرب 2008 حيث بلغ عدد المباني المدمّرة 5350 مبنى كُليا، و16 ألف مبنى جُزئيا. إن البيوت المدمرة خلقت بيئة جغرافية مغايرة لتلك التي اعتاد الجيش الإسرائيلي على القتال فيها، سواء كانت أرضا مفتوحة أو ممرات في سيناء في حروب 1956 و1967 و1973 ضد مصر، أو هضابا تكون لمن يُسرع في الاستيلاء عليها اليد الطولى على خصمه، مثل هضبة الجولان السورية. أو أرضا تجمع بين الربى والسهول في جنوب لبنان. ويطلق الجيش الإسرائيلي على الحرب الحضرية اسم «لاشاب بالعبرية»، ولديه تكتيكات حربية واسعة النطاق، تشمل استخدام ناقلات جنود مُدرّعة ثقيلة، وجرافات مُدرّعة، وطائرات دون طيار للاستخبارات السرية وغيرها، فضلا عن تدريب القوات على القتال في مساحات صغيرة.
لماذا انحنينا
لا تقل كيف ركبوا على ظهورنا.. بل قل لماذا انحنينا؟ سبحان الله.. الشامتون في هنية هم الشامتون في نصر الله.. يذكرنا خالد حمزة في «المشهد» بهؤلاء الشامتين في موت زعيم حماس إسماعيل هنية لنكتشف الأداء نفسه في ما يخص بالرمزين: الطابور هو هو.. ومن يموله ويدفعه.. هو هو. إن تختلف مع الإخوان أو من والاهم ذلك حقك، أن تختلف مع الشيعة وإيران ومن والاهم.. ذلك حقك. ولكن أن تحول الاختلاف إلى كره مقيت، مقابل عدو لا يرحم فعل كل الموبقات.. بداية من القتل والسحل ومرورا بالدهس والتعذيب، وانتهاء بالاعتداء الجنسي والتمثيل بالأجساد.. فذلك ليس من أدنى حقوقك. بعض هؤلاء ينتقدون حماس وإيران، لأن سادتهم وأولياء نعمتهم، اختاروا ذلك الطريق بنظرة ضيقة، توافقا مع أسيادهم وأولياء نعمتهم في واشنطن وتل أبيب.. ومن والاهم. وبعضهم الآخر، اختار ذلك الطريق من وجهة نظر عقائدية أو أيديولوجية لمجرد أنهم علي يسار الإسلام السياسي.. أو أنهم ناصريون أو يساريون أو أنصار أي نظام.. أو اللي يحب النبي يزق. أما بعضهم الثالث فقد اختار ذلك الطريق، بعد أن صدعوا آذاننا بأن هنية وأمثاله بأسرهم وأتباعهم.. كانوا ينعمون بالرفاء والبنين في أجنحة فاخرة في الدوحة وإسطنبول، وكانوا يملكون المليارات من العملة الخضراء.. وما خفي كان أعظم.. مع أن الأيام أثبتت أنهم كانوا مع شعوبهم، وأن الواحد منهم فقد العشرات من أسرته الذين راحوا ضحايا للغارات في غزة ورفح وخان يونس. لا تستروا عوراتكم بفضح الآخرين زورا وبهتانا.. لمجرد أن تثبتوا صواب وجهة نظركم.. أو وجهة نظر من توالون. الحياة أقصر وأتفه من ذلك كله وما هي إلا رمشة عين.. وتجدون أنفسكم من حياة لحياة غير مأسوف على فراقكم.. اللهم إلا السيرة اللي زي الزفت.. والله لا يرحمهم.. عاشوا منافقين أنذالا.. وماتوا كما عاشوا، بلا نخوة ولا كرامة ولا ضمير. فلا شماتة في الموت. ولكن يبدو أنه أيضا.. لا حياة لمن تنادي. رحم الله الشهداء.. ورحم من والاهم، وسوء العاقبة.. للمتخاذلين.
شاهد منهم
«كذبنا، وخدعنا، وسرقنا، وأقمنا لهذا دورات تدريبية كاملة».. جاءت هذه الكلمات كما أخبرنا عماد فؤاد في «الوطن» على لسان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه)، في خطاب ألقاه في ولاية تكساس عام 2019 ليكشف، دون مواربة، أن تلك الصفات الثلاث (الكذب والخداع والسرقة) تحولت إلى منهج عام مسيطر على السياسات الأمريكية، مهما تغيرت الإدارات الحاكمة، أو تعددت تصريحات قادتها حول ما يجري في أنحاء العالم من أحداث. منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، أعلنت الولايات المتحدة عن سعيها لوقف إطلاق النار، والمضي قُدما نحو إحلال السلام في المنطقة، وفي الوقت نفسه هي التي تمد إسرائيل بكل أنواع الأسلحة المدمرة، التي تضمن لها مواصلة عدوانها، وتقف حائلا دون صدور أي قرار من مجلس الأمن الدولي لإدانة «تل أبيب». وبمناسبة تصاعد الاشتباكات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، أشارت وسائل إعلام أمريكية إلى وجود خلاف بين واشنطن وتل أبيب حول كيفية إدارة هذا الصراع، وسط تحذيرات أمريكية سبقت الضربات الإسرائيلية على لبنان، من أن اتباع هذا النهج يهدد بدفع المنطقة نحو حرب واسعة النطاق تصعب السيطرة عليها. وفضح موقع «والا» الإسرائيلى، المتخصص في الشؤون الأمنية، كذب الادعاءات الأمريكية، وأشار في تقرير له مؤخرا إلى أن الولايات المتحدة، رغم معارضتها العلنية شن حرب شاملة ضد حزب الله، إلا أنها تؤيد سرا سياسة التصعيد الإسرائيلية لتحقيق ضغط عسكري يفتح الطريق لتفاهم دبلوماسي يُنهي الصراع ويسمح لسكان شمال إسرائيل بالعودة إلى ديارهم آمنين.
رديء ومكرر
أشار التقرير الذي أعده باراك رافيد، واستشهد به عماد فؤاد، إلى أن كبار المسؤولين الأمريكيين نبهوا إلى أن تكتيك التصعيد الذي يؤيدونه يبدو بالغ التعقيد، وقد يخرج عن السيطرة وينتهي بحرب شاملة، وأوصوا نظراءهم الإسرائيليين بعدم الإقدام على غزو بري للبنان، لأن الهدف الأهم أن يثمر الضغط العسكري على حزب الله إجباره على الوصول للحل الدبلوماسي. وكشف التقرير عن رضا أمريكي واضح، عبّر عنه كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، عن الاغتيالات التي طالت قادة بارزين في الحزب، 1984. وفي الوقت نفسه حذرت الإدارة الأمريكية – حسب التقرير الإسرائيلي – من أن ارتفاع وتيرة الاغتيالات والهجمات قد تدفع نحو حرب مفتوحة لا تخدم هدف إسرائيل في إعادة عشرات الآلاف من سكان الشمال إلى بيوتهم. وفيما أجرى مسؤولون أمريكيون كبار، بينهم وزير الدفاع لويد أوستن وكل من بريت ماكجورك وآموس هوكشتاين مستشاري الرئيس جو بايدن محادثات مكثفة في إسرائيل، تلقوا تطمينات من مسؤولين إسرائيليين بأن هدف الهجمات على الجنوب اللبناني ليس فتح حرب شاملة وإنما «خفض التصعيد برفعه» لتحقيق تفاهم يعيد سكان الشمال إلى بيوتهم، بغضِّ النظر عن وقف إطلاق النار في غزة. ووصف ماكجورك الخلاف مع إسرائيل بأنه «تكتيكي» ويتعلق فقط بكيفية حساب التصعيد ضد حزب الله، لضمان إبقاء باب الحل الدبلوماسي مفتوحا، وحتى لا تغلقه أي خطوات إسرائيلية زائدة عن الحد المطلوب. هكذا الحال الآن الذي تلخصه وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية، إسرائيل تضرب.. وأمريكا تكذب، وإلى لقاء آخر مع ضربة إسرائيلية أخرى، وكذبة أمريكية جديدة.
لماذا لا يتعلمون؟
لدى عماد الدين حسين في «الشروق» مجموعة من التساؤلات حول الحدث الجلل الذي شهدته الضاحية مؤخرا: كيف تمكنت إسرائيل من الوصول لقادة حزب الله الكبار والصغار بلا استثناء تقريبا، وكيف وصلت لغرفة نوم إسماعيل هنية في قلب طهران، هل هي خيانات سياسية لبنانية أو إقليمية أو إيرانية، أو جيوش من العملاء الصغار الذين يمدونها بكل المعلومات، أو تجسس إلكتروني إسرائيلي غربي؟ سواء اتفقنا مع حسن نصر الله أم اختلفنا معه فهو زعيم سياسي كبير، يتمتع بكاريزما خاصة، جعلته الحاكم الفعلي في لبنان طوال السنوات الماضية. وجعلت حزب الله لاعبا مؤثرا في العديد من أحداث المنطقة، خصوصا في سوريا وفلسطين واليمن. اكتسب نصر الله شعبية جارفة في الشوارع العربية بعد صمود الحزب أمام آلة الحرب الإسرائيلية في يوليو/تموز 2006، ولمجرد أن الحزب لم ينكسر وقتها، رغم الدمار الهائل في الضاحية الجنوبية لبيروت، فقد اعتبر كثيرون أن ذلك انتصار كبير له. مقابل هذه الشعبية، فإن سلاح حزب الله الذي يفترض أن يكون موجها فقط لمواجهة إسرائيل، تم استخدامه للأسف لحسم صراعات داخلية في لبنان ابتداء من 2008، وبالتالي فإن هذا السلاح صار مؤثرا في الأوضاع الداخلية اللبنانية، الأمر الذي جعل غالبية المكونات السياسية والاجتماعية اللبنانية تدخل في صدام مع الحزب وسلاحه، خصوصا أن قرار اختيار الرئيس اللبناني صار فعليا في يد حزب الله، والدليل أن هذا المنصب شهد شغورا أكثر من مرة خصوصا طوال عامين ونصف العام من 2014- 2016 وهذا الأمر تكرر منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2022.
مآلاتها غامضة
جزء من العرب يشعر بتعاطف خاص مع حزب الله، لأنه وفق ما يرى عماد الدين حسين يدعم الشعب الفلسطيني في محنته الحالية بالسلاح والتضحيات والدماء، وليس فقط بالكلمات، ودفع الثمن غاليا نتيجة إسناده للمقاومة الفلسطينية منذ يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول بعد ساعات قليلة من عملية «طوفان الأقصى». جزء كبير من العرب لا يشعر بأي نوع من التعاطف مع حزب الله، بل يراه عدوا، باعتباره ـ كما يقولون ـ ذراعا لإيران، ومجرد أداة مذهبية طائفية في يدها، وينفذ مشروعها الطائفي الفارسي. هؤلاء يقولون إن الحزب مسؤول عن سقوط العديد من الضحايا العرب السنة في العراق وسوريا واليمن، وبعض هؤلاء احتفلوا في الشوارع ليلة الجمعة بمجرد انتشار خبر اغتيال نصر الله. بعض العرب يختلف مع حسن نصر الله وحزب الله، بسبب تحوله إلى أداة إيرانية، لكن هؤلاء ـ وخلافا للفئة السابقة ـ يقولون إنه رغم ذلك لا يصح إطلاقا إثارة هذا الخلاف الآن، في الوقت الذي تدك المقاتلات الصهيونية قادة ومقاتلي الحزب وبيوتهم ومنشآتهم، وهم يحاربون العدوان الإسرائيلي وينصرون الفلسطينيين. جانب آخر من العرب يقول إن المنطقة تشهد منذ سنوات صراعا بين مشروعين هما الإسرائيلي والإيراني، وإن ضحية هذا الصراع هم العرب في الأساس، وإن غياب المشروع العربي وانكساره هو السبب فيما وصلت إليه أحوال المنطقة المزرية، وإن إيران لا تنصر العرب حبا فيهم، بل رغبة منها في الهيمنة على المنطقة.
حسابات الربح والخسارة
ونحن على مقربة من إتمام عام كامل من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يكون من المهم، حسب الدكتور أحمد عبد ربه في «الشروق» مراجعة حسابات المكاسب والخسائر لأطراف الصراع الدامي في المنطقة، لإعادة النظر في جدوى المعارك التي اتسع نطاقها كما كان متوقعا، نحو استشراف ما قد يحمله المستقبل لنا ولمنطقتنا. كانت هجمات «حماس» قاسية على الدولة العبرية فقد خلفت ما لا يقل عن 1200 قتيل وقتيلة إسرائيليين من المدنيين، بالإضافة إلى 715 من جنود الجيش و66 شرطيا وشرطية خلال الشهور التي تلت الهجمات، وحتى اللحظة حسب إحصاءات صحيفة The Times of Israel. أبدأ في هذا المقال بالطرف الإسرائيلي، صحيح أنه في هذه الحرب يبدو وكأنه في حالة «رد فعل» وليس المسؤول عن بدء الحرب، إلا أن المزيد من التدقيق في حقائق الصراع منذ فشل اتفاقية أوسلو للسلام في تسعينيات القرن الماضي وصعود تيار اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو لمقاعد السلطة يفضي إلى نتيجة واحدة واضحة، وهي أن المتسبب الأول والأخير في تفجير هذه الأوضاع هو هذا التيار الذي صمم سياسة من شأنها جعل إقامة دولة فلسطينية أمرا مستحيلا، ليس فقط بسبب التعنت في المفاوضات الهشة للسلام، وفرض سياسات الأمر الواقع، ولكن أيضا بسبب الاستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية بشكل لا يمكن أمامه الثقة في النية الإسرائيلية، في ما يتعلق بالسلام المزعوم الذي ادعى أن هذا التيار اليميني وحلفاءه من السياسيين المتطرفين دينيا، لم يكونوا في أي لحظة خلال الثلاثين عاما الماضية صادقين بخصوصه، بل قام هذا التيار وجماهيره بهندسة سياسية واقتصادية وأخرى متعلقة بالبنية التحتية من أجل إنهاء أمر الدولة الفلسطينية إلى الأبد، وترحيل مشاكل الشعب الفلسطينى إلى دول أخرى آملين في التخلص منهم بشكل نهائي.
لم يردعها أحد
وصل أمر البلطجة الإسرائيلية ذروته بوضوح كما قال الدكتور أحمد عبد ربه، حينما قام السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، بتمزيق ميثاق المنظمة الأممية في قاعة الجمعية العامة، على مرأى ومسمع من الجميع في إشارة صريحة لحقيقة هذا التيار السياسي الذي يمثل السلطة في إسرائيل، والذي لا يعير أي أهمية، بل يحتقر بوضوح التنظيمات الدولية والقانون الدولي. خلال هذا العام ربما كان مكسب إسرائيل الوحيد هو تمكنها من التخلص من عدد من القيادات الفلسطينية وفي مقدمتها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بالإضافة إلى تصفية معظم قيادات حزب الله من العسكريين، ناهيك عن تدمير جزء كبير من المقدرات العسكرية لـ»حماس»، وقتل العديد من مقاتليها وبعض قيادتها العسكرية. أدعي أن هذا هو المكسب الوحيد لإسرائيل، ولكن في الوقت نفسه علينا أن ننتبه إلى أن هذا المكسب ليس هينا في أي حال من الأحوال، لأن بقاء إسرائيل بلا أي مسار نحو دولة فلسطينية، بالإضافة إلى أن بقاء شرعيتها أمام شعبها مرتبط بتدمير أي سلطة سياسية أو عسكرية فلسطينية وهو الأمر الذي تحقق بالنسبة لإسرائيل بشكل كبير بعد تدمير فتح وشرعيتها، ثم تدمير «حماس» وقوتها كذلك فقد حققت إسرائيل حتى اللحظة نصرا سياسيا وعسكريا ودعائيا أمام حزب الله، ومن خلفه إيران، فعلى الأقل حتى اللحظة استطاعت الآلة العسكرية الإسرائيلية ومعها أجهزة مخابراتها إثبات أنها تستطيع أن تصمد في القتال على أكثر من جبهة، بل تحقيق بعض الانتصارات المؤلمة لأعدائها، فضلا عن أنها استطاعت على الأقل حتى اللحظة أيضا إثبات أنها قادرة على أن تخترق بل وتحرج إيران وحزب الله، وما اغتيال إسماعيل هنية في طهران وفي قلب قصورها ومقراتها الرئاسية بالإضافة إلى تفجير أجهزة «البيجر» و«الووكي تووكي» إلا دليل على فشل مخابراتي وعسكري إيراني فادح.
المقاومة باقية
كان نصر الله حتى اللحظة الأخيرة ضد التصعيد في الحرب، وحتى بعد الضربات الأخيرة التي تلقاها حزب الله، وعمليات القتل والترويع من إسرائيل للمدنيين اللبنانيين، لم يتجاوز الحزب في رده، حسب جلال عارف في «الأخبار» التزامه باستهداف المنشآت العسكرية فقط، وآثر الحزب الاستمرار في سياسة «الصبر الاستراتيجي»، التي استغلتها إسرائيل في التصعيد المستمر، وسط صمت دولي وتواطؤ من الذين ساعدوا العدو الإسرائيلي في حربه لتدمير غزة والإبادة الجماعية لشعبها، ويريدون ومن الآن تكرار المأساة في لبنان. للأسف الشديد كان هناك من يساعد العدو الإسرائيلي في هذه المعركة، وهناك الاختراق الأمني الواضح الذي لم ينجح الحزب في التعامل معه حتى جاءت الضربة الأكبر باستهداف نصرالله، ومن ناحية أخرى كان هناك باب للتفاوض بين واشنطن وطهران، من أجل اتفاق جديد استدعى من حزب الله محاولة التهدئة على قدر المستطاع، ثم كانت المبادرة الأمريكية الفرنسية التي حشدت معها بعض الأطراف الأخرى من أجل هدنة مؤقتة لثلاثة أسابيع، رأينا كيف تلاعب نتنياهو بها وبالدول التي وقفت وراءها، كما فعل من قبل في مبادرات عديدة حول إيقاف الحرب في غزة، بينما حاول حزب الله أن يوفر مناخا ملائما بإيقاف قصف إسرائيل بصواريخه لساعات طويلة قبل أن تتضح الحقائق، ومع ذلك يبدو أن استمرار الحديث عن المبادرة ترك حالة من الاسترخاء استغلتها إسرائيل في توجيه ضربتها التي قضت على حسن نصرالله باستخدام 85 قنبلة تزن طنا من طائرات هي الأحدث.. ولا حاجة للقول إن الطائرات والقنابل معا هدية من أمريكا صاحبة المبادرة. مع استشهاد نصرالله، تواجه المنطقة منعطفا خطيرا – هناك ضربة قوية للمقاومة، لكنها لا تعني القضاء عليها، أو الرضوخ للجنون الإسرائيلي المدعوم أمريكيا. العكس هو الصحيح.. ستكون المقاومة بحجم التضحيات، وبحجم جرائم إسرائيل، والمشاركين لها، والمتواطئين معها. المقاومة باقية، والثأر مقبل، والحساب ممتد وعسير.
أمنت العقاب
اختار حزب الله، منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى، الحديث عن وحدة الساحات، ودخل في مواجهات محسوبة مع إسرائيل، سرعان ما تراجع عنها لصالح ما وصفه بـ«جبهة الإسناد» للمقاومة الفلسطينية، وقدّم خلال هذه المواجهات نموذجا للصمود والتضحية طوال الأشهر الماضية، ولم يتورط وفقا لعمرو الشوبكي في «المصري اليوم» في ردود أفعال هوجاء تجعل العدوان الإسرائيلي أشد عنفا ودموية، حتى تيقنت إسرائيل من أنه لا يوجد سقف ولا محاسبة لأي جريمة تقوم بها، سواء جرائم الإبادة الجماعية في غزة أو استهداف المدنيين في الجنوب اللبناني والضاحية، فقامت بهجماتها الناجحة استخباراتيّا وعسكريّا ضد الحزب. والحقيقة أن حزن الكثيرين في العالم العربي على استهداف نصرالله لا يرجع في أغلبه إلى تعاطف أو تأييد لتوجه الحزب وممارساته، إنما يرجع أساسا إلى إحساسهم بعجز كل مبادرات التسوية السلمية، ومحاولات قوى الاعتدال العربية في الوصول إلى تسوية سلمية مع إسرائيل. وبدا أمرا غريبا أن يعجز الكثيرون عن مقاومة العدوان الإسرائيلي مدنيّا وسياسيّا، ولا يهتمون بفضح جرائمه في المحافل الدولية، وتركوا جنوب افريقيا تتحرك وحيدة في محكمة العدل الدولية، واكتفوا فقط بالهجوم على المقاومة المسلحة، سواء كانت في غزة أو لبنان، دون أن يقدموا النموذج المنشود في مقاومة مدنية وسياسية وشعبية قادرة على أن تشكل ورقة ضغط على دولة الاحتلال. صحيح أن استهداف نصرالله مثّل ضربة قاصمة للحزب ومشروعه السياسي والعسكري، ولكنها بالقطع لن تُنهي وجوده، لأن شرعيته لا ترجع كلها إلى الدعم الإيراني، إنما جانب كبير منها يرجع إلى عجز كل البدائل المدنية والسلمية عن استعادة الحقوق العربية. إن المنظومة الدولية غير العادلة، وتلك العربدة الإسرائيلية ستحجز دورا للفاعلين من خارج الدولة في العالم العربي، ولكن هذا الدور لا يمكن أن يستمر بالطريقة نفسها التي أدار بها حزب الله حساباته طوال الفترة الماضية، من تجاهل الحسابات الوطنية والمجتمعية لكل دولة، لصالح خطاب أيديولوجي قديم وتحالف مع إيران يفيد إيران، ولا يفيد لبنان أو فلسطين. طُويت صفحة حسن نصرالله، وستظل أخطاء كثيرة وقع فيها في السنوات الأخيرة، من حربه في سوريا، إلى تعامله كسلطة قمع في مواجهة الحراك الشعبي والمدني في لبنان منذ 4 سنوات، إلى جانب عدم دقة حساباته في ما يتعلق بحدود الرد الإسرائيلي. رحم الله شهداء فلسطين ولبنان.
بكل أسف
تقول أمينة النقاش في «الوفد» التي تابعت بكثير من الحسرة، عددا من كلمات قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، لم أكن أبحث عن حلول لبعض مآسي منطقتنا المنكوبة، التي باتت مطوقة بجهود لا تتوقف من قوى الغرب الاستعماري لمحاصرة تقدمها ونموها، وسلب حقوق شعوبها المشروعة في أوطان آمنة تحظى بالاستقلال والعيش الكريم. ولم أكن انتظر قرارا عادلا يوقف الخراب والدمار من فلسطين إلى لبنان، أو آخر لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي تدفع شعوب منطقتنا أثمانا فادحة لاستمرارها، فتلك أضغاث أحلام. لكنني ظننت أن الواجب الأخلاقي يملي عليّ المشاركة الوجدانية في المناحة التي تنصبها الدول الصغيرة في المنطقة والعالم، من غيبة العدالة عن قرار الهيئة الدولية، وقسوة إسرائيل وانحطاط سياسات قادتها. إذ من المعلوم بالضرورة، أنه منذ تم زرع إسرائيل في المنطقة، صار الحق في العيش الآمن حكرا عليها، وأضحت حقوق بلداننا مرهونة بمصالح الزارع والمزروع. تشكلت هيئة الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بهدف منع نشوب الحروب وإقرار السلم العالمي، بعدما صارت القنابل النووية سلاحا في يد القوى المنتصرة، يفترض أن يردع تكرارها. لكن امتلاك إسرائيل بمساعدة فرنسية للقنبلة النووية، ورفضها بدعم أمريكي، التوقيع على معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، أو منح حق التفتيش عليه للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان بمثابة إعلان بأن تحقيق ذلك بعيد المنال.
تتآكل بانتظام
على امتداد نحو ثمانين عاما من تأسيسها، أخذت الأهداف التي جاءت لأجلها الهيئة الأممية تتآكل عاما بعد آخر، بعد التحايل على تلك الأهداف والالتفاف عليها. تضيف أمينة النقاش ناعية المؤسسة الأمنية: بعد أن غدت شعارات الثورة الفرنسية عن الحرية والمساواة والإخاء، حبرا على ورق، وصارت مبادئ هاري ترومان غداة إنشائها، عن السلام والحرية، وتعهده بالدعم التام للأمم المتحدة ومنظماتها، وتقوية الأمم المحبة للحرية، ومساعدتها على دفع أي عدوان عنها، أثرا على الرمال. احتكرت الولايات المتحدة القرار الدولي، ليس بسبب تمويلها لأكثر من ثلث ميزانية أنشطة المنظمات التابعة لها وتبلغ نحو 18 مليار دولار، أنفقت أكثر منها، في دعم حرب أوكرانيا، ولكن أيضا لتنامي نزعتها الإمبراطورية نحو الهيمنة السياسية والاقتصادية، والانفراد بحكم العالم، وإخضاع دوله وتفكيكها لعرقلة نزوعها للتحرر والاعتماد على الذات. يقف العالم كله تحت قبة الأمم المتحدة، عاجزا عن ردع الغطرسة الإسرائيلية، ووقف حرب الإبادة والتدمير التي تقودها الدولة العنصرية، ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وضد لبنان، لكي تتحول معظم الشعوب فيها، إما إلى لاجئين وشهداء أو جرحى ومعوقين. وبدت كلمة الأمين العام للهيئة الدولية الشجاع أنطونيو غوتيرش باعثة على الشفقة والاستفزاز وهو يستنجد بالمنظمة التي يقودها لمنع تحويل لبنان إلى غزة أخرى، ويشكو قتل القوات الإسرائيلية أكثر من 200 من موظفيه في هجمات الموت والدمار في غزة، في الوقت الذي يهاجمه ممثل إسرائيل ويصفه بمعاداة السامية، ويكيل الشتائم للمنظمة الدولية، دون أن يتمكن أحد من وقف تجاوزاته. دعوة أبومازن بتجميد عضوية إسرائيل، لا ضرورة لها، فمن بين نحو 150قرارا أصدرتها الأمم المتحدة لصالح العرب والقضية الفلسطينية وضد إسرائيل، لم ينفذ قرار واحد منها، بينما تم تنفيذ القرارات التي اتخذت ضد ليبيا وسوريا والعراق واليمن.