عسى الوصايا تمضي نشيدا!

قالوا عن العرب كل شيء
قالوا عن الفرس بعض المفردات ثم عادوا
من حيث أتوا.
صوت الصبايا يبلغ منتهاه..
تعتمر الجبال التي نحبها
سماء فقدت لونها..
فوق الورق الوردي مساحة للشعر
تحت شجر الصنوبر يتمدد نشيد أمة
تنطق بشهادة عنترة
وجوم ترسمه العبرات
يبلغ مداه كل صباح
نمرّ خلسة إلى البيوت
إلى المشفى
إلى مخفر الشرطة
إلى المساجد
إلى الصلاة الأخيرة
نودع أنفسنا من دون أناشيد
من دون زغاريد
من دون تراتيل
من دون انتظار
في كنف شمس حارقة
نمضي بحثا عن بداية رحلتنا..
تخرج صور الليالي مشدوهة
مرتجفة.
نصر على ركوب صهوة الفرس
الهاربة من لظى الهجير..
لا عرب ولا عجم في معجم الرحلة !
نعود ثانية وثالثة للسؤال عن الغجر
عن حمالة سيف امرئ القيس
عن التعاويذ الأولى
في صحراء اليمن
عن هجرة طائر القطا.
ضاع سرج الحصان
عاد الفارس الملثم
لم يعد الكلام يجدي
عرب؛ هربوا من بيوتهم
فروا زرافات،
خرجوا من بابل
حملوا ألوان دجلة والفرات
تركوا خلفهم أبواب المدينة موصدة
عرب؛ قالوا وقالوا عن الشعر والفروسية
لم تنل القصيدة شرف المعنى
عند أول وآخر ردة !
قالوا وقلنا: مدن لا تملك أفقا بحريا
يأتيها المدى طوع البنان
مدن تسرق السمع من أمريكا
لتقف على مرتفعات القدس
لتعلن الولاء لوطن لا يسمع
نحن هنا وهناك؛
ننتظر رفع الأذان في كل الصوامع
عسى الوصايا تمضي نشيدا
يلهم فينا سعير الخبز وجمر الانتظار

شاعر مغربي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية