لوموند: بايدن منح نتنياهو كل الدعم دون أن يحصل على أجره.. وغضبه لم يترجَم إلى أفعال على الأرض

حجم الخط
0

باريس- ‘‘القدس العربي’’: كان جو بايدن، الصديق القديم والمخلص لإسرائيل، من أوائل الذين جاءوا إلى الدولة العبرية للتعبير عن تضامنهم بعد هجوم السابع من أكتوبر.

تتوافق هذه البادرة أيضاً مع الموقف السياسي: “يجب أن تكون قريباً من إسرائيل، كما أعتقد حتى تتمكّن من التأثير على قرارات حكومتها”.

وعلى مدار عام كامل، لم يخذل الرئيس الأمريكي حليفَه الإسرائيلي، وقد كان الدعم العسكري والدبلوماسي الذي تقدمه واشنطن ثابتاً.

الكاتب: نجح الرؤساء الأمريكيون في الضغط على رؤساء الوزراء الإسرائيليين. ففي عام 1982، كلّ ما تطلبه الأمر مكالمة هاتفية من ريغان لمناحيم بيغن ليوقف قصف بيروت. في عام 1991، امتثل شامير لبوش الأب، وذهب إلى مؤتمر مدريد للسلام

لكن بايدن، بصوت منخفض وتصريحات محسوبة، لا يخفي شيئاً من المرارة. وهنا يأتي الشعور بعدم الحصول على أجره في المقابل، وهو ما عبّر عنه في المقابلة الطويلة التي أجراها مع مراسلة شبكة ‘‘سي إن إن’’ إيرين بورنيت في بداية شهر مايو/ أيار الماضي.

ففي حربها ضد إيران وأذرعها العربية الثلاث: “حماس”، “حزب الله”، والميليشيات العراقية، اعتمدت الدولة العبرية، وما تزال، على الولايات المتحدة. ولكن إذا كانت إدارته سلّمت تل أبيب الذخيرة، فإن بايدن يجد نفسه مع ذلك في الوضع المحدد الذي لم يكن يريده، إذ لم يأخذ شريكه الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الاعتبار طلبات البيت الأبيض.

وأضاف كاتب الرأي آلان فراشون في صحيفة ‘‘لوموند’’ الفرنسية، القول إنه في مواجهة عدد القتلى في غزة بسبب القنابل الأمريكية، دعا جو بايدن إسرائيل إلى الاعتدال. عبثاً: وفقاً لأرقام “حماس”، التي يبدو أنها معزّزة على نطاق واسع، فإن حصيلة القصف شبه اليومي على غزة تصل حتى الآن إلى حوالي 42 ألف قتيل، من بينهم 13 ألفاً إلى 17 ألفاً من مقاتلي حركة “حماس” وفقاً لإسرائيل؛ والباقي من المدنيين.

وتابع فراشون أن بايدن أرادَ، اعتباراً من الشتاء، مناقشة مستقبل الأراضي الفلسطينية في مرحلة ما بعد “حماس”. عبثاً: “الموضوع لا يهم نتنياهو المهدد بالإقالة من قبل المتطرفين في حكومته إذا أوقف الحرب. وقابل ضغط الولايات المتحدة لإعطاء الأولوية للتفاوض على وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، بالرفض في أغلب الأحيان. وسعى الرئيس الأمريكي للحصول على لفتة تهدف إلى تعزيز تطبيع العلاقات بين الدولة اليهودية والسعودية”.

عبثاً: ما يثير استياء واشنطن الكبير هو أن فريق نتنياهو يزيد من مستوطناته في الضفة الغربية، ولا يخفي رغبته في ضم هذه الأراضي الفلسطينية الأخرى. لم يكن بايدن يريد إضفاء الطابع الإقليمي أو توسيع الحرب. ولم يكن يريد أن يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع إيران. لكن هجمات “حزب الله” وطبيعة الرد الإسرائيلي تضع الولايات المتحدة في هذا الموقف، يتابع الكاتب.

ولم يكن بايدن قادراً أو غير قادر على تجنّب التصعيد. لقد قدّم الأسلحة دون الحصول على أدنى تعويض سياسي، كما استنكر نيكولاس كريستوف، في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، في الخامس تشرين الأول/ أكتوبر.

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه “غاضب”، ولكن دون السماح لهذا الغضب بالسيطرة عليه.

على مدار عام كامل، لم يخذل الرئيس الأمريكي بايدن حليفَه الإسرائيلي، وقد كان الدعم العسكري والدبلوماسي الذي تقدمه واشنطن ثابتاً

ومضى آلان فراشون بالقول إنه، في مناسبات عديدة، نجح الرؤساء الأمريكيون في الضغط على رؤساء الوزراء الإسرائيليين. ففي عام 1982، كلّ ما تطلبه الأمر هو مكالمة هاتفية من رونالد ريغان لمناحيم بيغن ليأمر بوقف قصف بيروت. في عام 1991، امتثل إسحق شامير على مضض لأمر من جورج بوش الأب، وذهب إلى مؤتمر مدريد للسلام، الذي عقدته واشنطن وموسكو. وفي كل مرة، لا يتردد البيت الأبيض في استخدام تهديدات ملموسة للغاية. ولم يكن هذا هو الحال مع بايدن.

واعتبر الكاتب أنه في عام انتخابي ببلد حيث التعاطف مع إسرائيل على نطاق واسع للغاية، بدا بايدن مشلولاً بسبب ظلّ سلفه والمرشح لخلافته دونالد ترامب، والخوف من أن يستغل المرشح الجمهوري النزاع. ويكمن الخطر في خروج الوضع عن السيطرة في الشرق الأوسط وعودة ترامب إلى البيت الأبيض، يقول آلان فراشون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية