عمان ـ «القدس العربي»: تأكيد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في ألمانيا أمس الأول على أن بلاده ليست جزءا من سيناريو العمل العسكري «البري» في اليمن مؤشر إضافي يعزز القناعة بأن عمان باتت في «مسافة أبعد» وبصورة غير مسبوقة عن علاقات استراتيجية مع المملكة العربية السعودية رغـم مشاركتـها «إسـميا» على الأرجـح في عاصـفة الحـزم.
الأردن بهذا المعنى وخلال توقفه عند المحطة الألمانية وعلى هامش مؤتمر صحافي بعد مباحثات مع المستشارة الألمانية يعيد إنتاج موقفه المبدئي من مسألة الحرب البرية على اليمن ويظهر- وهذا الأهم والأندر عمليا- مع حلفاء غربيين مستوى «التباين» في الموقف مع الحليف السعودي.
العلاقات مع السعودية تحديدا لا زالت تشغل الصالونات والنخب السياسية في عمان ليس فقط بسبب مستوى «الفتور» الذي وصلت إليه مؤخرا، ولكن أيضا بسبب «غياب» لقاءات القمة التشاورية المعتادة بين أقطاب البلدين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالموقف الإقليمي ومستجداته.
الحجة التي يستعملها السعوديون في «تبرير» الفتور تتعلق بـ «صدمة» بطء عمان في الوقوف مع السعودية بتفصيلات عاصفة الحزم خصوصا ان الرياض أبلغت جميع عواصم المنطقة بأن نيتها تتجه لإطلاق مشروع «القوات العربية» الذي أقرته توصيات القمة العربية الأخيرة ووافق الأردن على العضوية فيه مع مصر فقط.
رغم ذلك لا تظهر الرياض ميلا أو إهتماما بإصلاح وترطيب الموقف مع الأردن حتى في ظل وجود خلاف وتباين بالأراء يشمل أيضا دولا عربية أخرى من بينها مصر وإلى حد أقل الإمارات العربية المتحدة.
وبالنسبة لأوساط دبلوماسية سعودية تكثر الحكومة الأردنية من التذمر والشكوى وتنتقد أداء السعودية في مساعدتها الاقتصادية، لكنها خذلت الرياض في «لحظة حرجة» عندما تقدمت مقترحات العمل البري.
أما الحجة التي يستعملها الأردنيون في تبرير البرود فتتمثل في أن الانزياح لسيناريو الحرب البرية في اليمن «خطر استراتيجي» سيورط الجميع والحاجة ضرورية لإبقاء المواجهة مع النفوذ الإيراني في المنطقة بالمستوى السياسي والدبلوماسي بعيدا عن العسكري حتى لا تؤثر المجريات على أولويات الحرب على الإرهاب وخصوصا على تنظيم «داعش».
في القياسات الأردنية أيضا لا تبذل السعودية الجهد الكافي المقنع بخصوص تقديم المساعدة ماليا واقتصاديا للأردن قياسا بما يقدم لمصر رغم الدور الإقليمي والأمني الأردني الذي سئل عنه رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور مؤخرا.
وفي القياسات نفسها سيتم تداول بعض التسريبات عن «تصرفات بروتوكولية» مسيئة ضد شخصيات أردنية زارت الرياض مؤخرا وبدون مبرر وإن كانت تصرفات تعكس تراجعات حادة في منظومة الاتصالات التي كانت تربط عمان بالرياض دوما خصوصا في ظل الأزمات.
عمان بالمدلول السياسي تفتقد لأصدقائها المعتادين في معادلة القرار السعودية فجميعهم خارج سياق دوائر القرار و»الحكام الجدد» لا يظهرون الحرص على تكاليف واستحقاقات العلاقات الاستراتيجية وهي مسألة ظهرت تماما على السطح بعد الزيارة الشهيرة واليتيمة التي قام بها وزير الخارجية ناصر جودة لإيران.
حتى اللحظة ما يتسرب من الجانب السعودي يشير إلى أن عمان تعرف حساسية القيادة السعودية الحالية لاحتمالات التقارب مع إيران، وردة فعل الرياض خففت تماما من اندفاع عمان نحو اتصالات استثمارية بالإيرانيين بعد زيارة جودة، وهو ما ألمح له السفير الأردني في طهران عبدالله أبو رمان عندما اعتبر الزيارة اعتيادية.
بكل الأحوال يقدر مراقبون بالتوازي ان تقارب السعودية مع تركيا وقطر وبالنتيجة تخفيف العبء عن الإخوان المسلمين أعاد إنتاج المشهد الداخلي الأردني الذي كان يتجه نحو التصعيد مع جماعة الإخوان التي تمكنت بدورها، في ظل المستجدات السعودية، من «التموضع» مجددا في الخريطة المحلية الأردنية والحفاظ انتخابيا على موقعها في نحو 45 مؤسسة مدنية.
القيادي في الجماعة مراد العضايلة ألمح لمتغيرات الظرف الإقليمي والعامل السعودي على هامش نقاش معمق مع «القدس العربي» والمناخ التواصلي بين البلدين يوحي بأن سماء العلاقة وفي صمت لا زالت ملبدة بالغيوم والإطار الاستراتيجي يتصدع.
بسام البدارين
القيادة السعودية الجديدة لها رغبة جامحة بدعم حركة الإخوان المسلمين وبعض المنظمات الجهادية في المنطقة وهذا سيسبب فتور في العلاقات مع بعض الأنظمة
فخار يكسر بعضه
* شخصيا أعتبر ( الفتور ) الحالي بين ( عماّن ) و ( الرياض )
شيء طبيعي نظرا لتغير الملك في السعودية وبالتالي تغير نظرته
لكثير من الأمور ؟؟؟
* لكن هذا لا يمنع ( عماّن ) من إرسال عدة وفود الى ( الرياض )
ومناقشة ( المستجدات ) و ( المتغيرات ) وإعادة الحرارة من جديد
للعلاقة بين ( عمانّ والرياض ) .
* العلاقة بين ( الأردن ) و ( السعودية ) علاقة استراتيجية وتاريخية
وسوف تبقى كذلك ( إن شاء الله ) .
* شكرا