لندن ـ «القدس العربي»: بدأت العديد من الولايات الأمريكية تحركات قانونية من أجل ملاحقة تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني «تيك توك» ومن ثم حظره أو فرض قيود عليه، خاصة فيما يتعلق باستخدامه من قبل الأطفال والمراهقين.
وتحركت 14 ولاية أمريكية من أجل مقاضاة التطبيق الصيني أمام المحاكم الأمريكية، حيث تم تسجيل دعوى قضائية بالفعل يوم الثلاثاء الماضي، حيث تتهم هذه الولايات الـ14 الشركة الصينية بإغراء المستخدمين الشباب بميزاتها التي تسبّب الإدمان، ثم تلحق الضرر بأدمغتهم وتنتهك خصوصيتهم.
وقالت تقارير نشرتها الصحافة الأمريكية إن موجة الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة ضد «تيك توك» والتي تطالب بإجراءات تصحيحية وعقوبات مالية تأتي في الوقت الذي يواجه التطبيق تهديداً بالحظر في الولايات المتحدة إذا ظل مملوكاً لشركة «بايتدانس» الصينية.
وقال المدعي العام لولاية كاليفورنيا روب بونتا، في بيان صحافي صدر بالاشتراك مع مسؤولين من ولايات أخرى: «كشف تحقيقنا أن تيك توك تشجع إدمان منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز أرباحها». وأضاف بونتا أن منصة تيك توك «تستهدف الأطفال عمداً، لأنها تعلم بأنهم لا يملكون القدرة أو الآليات الدفاعية لفرض حدود صحية على المحتوى الذي يسبّب الإدمان».
وأوضح أن ميزات بينها فلاتر التجميل والتمرير المتواصل للمحتوى والتشغيل التلقائي لمقاطع الفيديو، وكذلك الإعجابات «likes» تستغل فضول الشباب وافتقارهم إلى قوة الإرادة من أجل التوقف. وزعمت الدعاوى أن هذه المنصة الشهيرة تستهدف المستخدمين الصغار بإعلانات هدفها جني المال.
أما المدعية العامة في نيويورك ليتيشا جيمس فقالت إن «الشباب يواجهون اضطرابات عقلية بسبب منصات التواصل الاجتماعي المسببة للإدمان مثل تيك توك». وأضافت جيمس: «تزعم تيك توك أن منصتها آمنة للشباب، لكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة».
وفي المقابل، وصفت شبكة «تيك توك» الاتهامات الموجهة إليها بأنها مضللة وغير دقيقة، وقال المتحدث باسمها مايكل هيوز، لوكالة فرانس برس: «سعينا جاهدين للتعاون مع المدعين العامين لأكثر من عامين، ومن المخيب للآمال للغاية أنهم اتخذوا هذه الخطوة بدلاً من العمل معنا على حلول بناءة للتحديات التي تواجه الصناعة على نطاق واسع». واستشهد هيوز بإجراءات وقائية فرضتها المنصة، تشمل استبعاد المستخدمين الذين يشتبه في أنهم دون 13 عاماً وفرض قيود على الوقت الذي يقضيه المستخدم على المنصة، وغيرها من إعدادات الخصوصية التي تستهدف القاصرين.
في الوقت نفسه، تواجه «تيك توك» التهديد الأمريكي بحظرها أمام محكمة استئناف فيدرالية، بحجة أن مثل هذا القرار ينتهك حقوق حرية التعبير. يتطلب القانون الذي من المقرر دخوله حيز التنفيذ في أوائل العام المقبل تخلص المنصة من ملكيتها الصينية أو حظرها في الولايات المتحدة.
وتزعم واشنطن أن المنصة تسمح لبكين بجمع البيانات والتجسس على المستخدمين، كما تصفها بأنها قناة لنشر الدعاية. تنفي الصين والشركة بشدة هذه الادعاءات.
ولدى «تيك توك» حتى كانون الثاني/يناير المقبل مهلة للعثور على مشترٍ أو مواجهة الحظر، الأمر الذي من شأنه أن يقلب أعمال منصة التواصل الاجتماعي ويثير غضب العديد من مستخدميها البالغ عددهم 170 مليوناً في الولايات المتحدة.