الجزائر- “القدس العربي”:
شدد القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” موسى أبو مرزوق، من الجزائر، على ضرورة دعم صمود غزة ومقاومتها في وجه العدوان الصهيوني، معتبرا أنها تمثل درعا ضد تمدد الهيمنة الصهيونية في المنطقة.
وقال أبو مرزوق في خطاب له خلال تجمع لحركة مجتمع السلم الجزائرية، إن إطلاق عملية “طوفان الأقصى” من قبل قائد أركان المقاومة، محمد الضيف، كان يهدف بشكل أساسي إلى كسر فرقة غزة التي فرضت حصاراً على القطاع لمدة 17 عاماً، وعلى الشعب الفلسطيني لأكثر من 70 عاماً.
ومع ذلك، يضيف، تطورت الأمور بشكل غير متوقع، حيث انهارت فرقة غزة خلال ثلاث ساعات فقط، على الرغم من وجود 1200 مقاتل من المقاومة فقط، وهو ما شكل حسبه، “ضربة كبيرة لهيبة إسرائيل، التي لولا تدخل الولايات المتحدة والدول الغربية لإنقاذها، لما استطاعت الصمود كل هذا الوقت”.
وأوضح أبو مرزوق أن استمرار المواجهة حتى الآن يعكس رغبة الكيان الصهيوني في استعادة هيبتها العسكرية، خاصة بعد تضرر صورتها بشدة جراء السابع من أكتوبر. وأضاف أن المقاومة لم تكن تتوقع أن تستمر المعركة لهذه الفترة الطويلة؛ إذ كانت التقديرات الأولية تشير إلى إمكانية استمرارها لأسبوعين أو شهر، على غرار مواجهات سابقة مثل معركة 2014.
لكن المعركة امتدت، حسبه، لعام كامل بسبب إصرار إسرائيل على استعادة عامل الردع، على الرغم من فشلها في تحقيق أهدافها، سواء فيما يتعلق بالقضاء على المقاومة أو التهجير القسري. ورغم تجاوز الصهاينة لكل أخلاقيات الحروب، أبرز أبو مرزوق أن المؤسسات الأممية والمجتمع الدولي لم يتمكنا من رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.
وحول نظرته لمآلات الأمور، شدد المتحدث على أهمية صمود غزة، معتبراً أن انهيارها سيكون له تداعيات واسعة على المنطقة بأسرها، حيث ستتعزز الهيمنة الإسرائيلية، مما سيؤدي إلى تقويض كرامة العرب في المنطقة. وقال في هذا الشأن: “إذا انكسرت غزة اليوم، فكل عواصمنا ستنكسر، ولو انكسرت غزة، لن تبقى كرامة لأي عربي في المنطقة، وسيعربد الإسرائيلي أكثر، ويكون هو السيد في المنطقة”.
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية تحتاج إلى دعم الشعوب العربية، مبرزا أن مسار المقاومة يسير على خطى الجزائر في مواجهة الاحتلال.
ومن الإنجازات الكبرى للطوفان رغم الثمن الباهظ، وفق مسؤول حماس، أنه أوقف قطار التطبيع، فـ”هذا الكيان لم يعد مرفوضا في المنطقة فحسب، بل عند جل دول العالم وحتى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وأشار أبو مرزوق في نفس السياق، خلال مقابلة له مع قناة الجزائر الدولية إلى أن “أحد أسباب هجوم السابع من أكتوبر هو وقف قاطرة التطبيع بين إسرائيل والسعودية”. معتبرا أن “كثير من الدول التي سعت للتطبيع أوقفت هذه القاطرة السريعة وهي لا تحتاج إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وأيضا الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على هذه الدول لكي تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، توقف”.
وكانت هذه الوقفة التضامنية لحركة مجتمع السلم، قد نظمت تحت شعار “نصرة لملحمة السابع من أكتوبر 2023″، بحضور برلمانيين وممثلين عن أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية ونقابية، بالإضافة إلى ممثل “حماس” في الجزائر، يوسف حمدان.
وردد الحاضرون شعارات تضامنية مثل “فلسطين، فلسطين الشهداء” و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، كما حملت المداخلات تأكيدا على دعم الشعب الفلسطيني في ما يواجهه من حرب إبادة جماعية منذ أكثر من سنة، وفي كفاحه المشروع من اجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي كلمته، قال رئيس حركة مجتمع السلم والمرشح الرئاسي السابق، عبد العالي حساني شريف، أن القضية الفلسطينية هي “قضية محورية” لدى حركته التي تدعم الشعب الفلسطيني الذي “يكافح من اجل تحرير أرضه المحتلة”، مبرزا التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الفلسطيني من آلاف الشهداء، وعلى رأسهم قادة المقاومة في فلسطين ولبنان.
وشدد حساني شريف على ضرورة تقديم المزيد من دعم القضية الفلسطينية من أجل رفع الغبن والظلم عن الشعب الفلسطيني، مستعرضا المكاسب التي حققتها هذه القضية وعلى رأسها إسقاط مشروع التطبيع وتهويد القدس.