تصاعد الأصوات الغاضبة من إدارة بايدن ومشرعون يطالبون بوقف تسليح إسرائيل

رائد صالحة
حجم الخط
0

واشنطن ـ «القدس العربي»: أعرب مشرعون أمريكيون وخبراء من الأمم المتحدة وقادة من منظمات إغاثة عن فزعهم وطالبوا المجتمع الدولي – والولايات المتحدة على وجه الخصوص – بالتحرك في أعقاب الموجة الأخيرة من الفظائع التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بما في ذلك القصف المميت لمجمع مستشفى مليء بالخيام التي تؤوي عشرات العائلات الفلسطينية النازحة.

وقال متحدث باسم إدارة بايدن، التي أرسلت إلى إسرائيل أكثر من 50 ألف طن من المعدات العسكرية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، ردا على غارة المستشفى، إن البيت الأبيض «أوضح مخاوفنا للحكومة الإسرائيلية».
وردت النائبة الأمريكية سارة جاكوبس (ديمقراطية من كاليفورنيا) بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «من الواضح أنه لا يهتم بمخاوفنا».
وكتبت جاكوبس على وسائل التواصل الاجتماعي: «المرة الوحيدة التي غير فيها سلوكه كانت عندما مارسنا نفوذنا. لقد حان الوقت للقيام بذلك الآن».
ودعت النائبة الأمريكية إلهان عمر (ديمقراطية من مينيسوتا) نائبة رئيس الكتلة التقدمية في الكونغرس، على وجه التحديد إلى «قطع المساعدات العسكرية» للحكومة الإسرائيلية، التي استخدمت مرارا وتكرارا أسلحة أمريكية الصنع لمهاجمة المدنيين في قطاع غزة وكذلك الضفة الغربية المحتلة ولبنان.
وقالت عمر: «يرتكب نتنياهو انتهاكات لحقوق الإنسان مرارا وتكرارا – قصف المستشفيات، وحرق الفلسطينيين أحياء، ومنع المساعدات الغذائية، وقتل عمال الإغاثة. يجب أن تنتهي هذه الإبادة الجماعية الشريرة، ويجب على الرئيس بايدن أن يتوقف عن تمكينها».
وكتبت البرلمانية أيانا بريسلي (ديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس) أن الصور التي خرجت من قصف مجمع المستشفى «مروعة ومؤلمة».
وتساءلت «أسر نازحة تُحرق حية. أين الإنسانية؟ هذا مستمر منذ أكثر من عام الآن. يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن إرسال القنابل ونحن في حاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار».
واستشهد أربعة أشخاص على الأقل وأصيب العشرات، الإثنين الماضي، في غارة جوية إسرائيلية على مباني مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة.
وقال أحد الناجين: «كانت هناك جثث محترقة ومتفحمة في كل مكان. وكانت كمية النيران والانفجارات هائلة. لقد شهدنا واحدة من أكثر الليالي فظاعة ووحشية».
وقال جيريمي ستونر، المدير الإقليمي لمنظمة «أنقذوا الأطفال» في الشرق الأوسط في بيان: «ما نراه الآن في غزة يبدو كأنه أعماق الجحيم، مع ورود تقارير يوما بعد يوم عن هجمات على الأطفال والأسر».
وأضاف «لا يوجد مكان آمن. ما هي الأهداف العسكرية التي يمكن أن تبرر مثل هذه المذابح الجماعية للمدنيين؟ لا ينبغي أبداً استخدام فكرة الأضرار الجانبية لتبرير القتل المتوقع للأطفال».
وواصل ستونر إدانة البلدان التي كان «الإجراء المؤثر الوحيد لها» في مواجهة مثل هذه الفظائع هو «إرسال الأسلحة المستخدمة لقتل الأطفال وحرق المرضى والعائلات في المستشفيات والخيام».
وقال «إن الإنسانية فقدت طريقها إذا اختار أولئك الذين لديهم القدرة – والالتزام القانوني – بوقف هذه المذبحة عدم القيام بذلك».
وقالت جويس ميسويا، القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إنه «يبدو أنه لا نهاية للأهوال التي يضطر الفلسطينيون في غزة إلى تحملها».
وأضافت «لقد لقي أربعة أشخاص على الأقل مصرعهم حرقاً. ويعاني العشرات من الآخرين، بمن فيهم النساء والأطفال، من حروق بالغة». وأضافت «قبل ساعات قليلة، أسفرت غارة أخرى على مدرسة تحولت إلى مأوى في النصيرات عن مقتل أكثر من 20 شخصاً وإصابة العشرات، وفقاً لمصادر محلية. لا يوجد حقاً مكان آمن في غزة يمكن للناس الذهاب إليه».

موقع للتطعيم ضد شلل الأطفال

ذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» أن المدرسة التي قصفتها القوات الإسرائيلية يوم الاثنين كان من المفترض استخدامها كموقع للتطعيم ضد شلل الأطفال.
وأضاف مسويا «يجب أن تنتهي هذه الفظائع، ويجب حماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية دائمًا».
وفي سياق متصل، أدان مجلس العلاقات الإسلامية- الأمريكية «كير» الغارات الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في غزة والتي أسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين- بمن فيهم والدة مواطن أمريكي كان مقيمًا دائمًا في الولايات المتحدة – وطالبت إدارة بايدن بالتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة.
وفي بيان صدر يوم الثلاثاء الماضي، دعا كير «إدارة بايدن ووزارة الخارجية الأمريكية والمسؤولين المنتخبين في ولاية فرجينيا إلى المطالبة بأن توقف الحكومة الإسرائيلية هجماتها على مخيم جباليا للاجئين في غزة بعد أن وردت أنباء عن إعدام والدة مواطن أمريكي ومقيم في الولايات المتحدة وأفراد آخرين من العائلة في هجوم إسرائيلي متكرر على مسكنهم العائلي، على الرغم من مناشدات الأسرة للسلطات الإسرائيلية بوقف القصف والسماح بإجلاء أفراد الأسرة الناجين».
ويأتي هذا بعد أن «أبلغ مواطن أمريكي من أصل فلسطيني من ولاية فرجينيا مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بأن منزل عائلته في غزة تعرض للقصف في هجوم إسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين».
وقالت منظمة كير، التي لم تحدد هوية أي من الأفراد الذين تم وصفهم، إن «هناك تقارير تفيد بوجود 15 شخصا في المنزل، منهم سبعة أطفال، بمن فيهم والدة الرجل، وهي مقيمة دائمة قانونية في الولايات المتحدة».
وأوضحت «بعد الضربة العسكرية الإسرائيلية الأولية على منزل الأسرة، أصيبت الأم المقيمة في الولايات المتحدة وعدد غير معروف من الأقارب بجروح، لكنهم ما زالوا على قيد الحياة، محاصرين تحت الأنقاض. وفي محاولة لإنقاذ الناجين، اتصلت الأسرة بالسلطات الإسرائيلية، وزودتها بالعنوان السكني وإحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي لمنزلهم لترتيب المرور الآمن لسيارة الإسعاف. ومع ذلك، يبدو أن الجيش الإسرائيلي استخدم هذه المعلومات لقصف المنزل للمرة الثانية ثم استهدف سيارة الإسعاف أثناء محاولتها إنقاذ الناجين، ما أسفر عن مقتل الطبيب والعديد من الأطفال. ولم ينج من الحادث سوى طفل يبلغ من العمر 7 سنوات».
وجاءت الهجمات في ظل تكثيف القصف الإسرائيلي على جباليا وأجزاء أخرى من غزة والذي أسفر عن استشهاد 50 فلسطينيا يوم الثلاثاء، وفقا لرويترز. وتخضع إسرائيل – التي تتلقى عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية والدعم الدبلوماسي بما في ذلك حق النقض ضد قرارات متعددة بوقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة – للمحاكمة بتهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.
وحسب وزارة الصحة في غزة والهيئات الدولية، فإن الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي استمر 375 يوماً أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 150 ألف فلسطيني، ولا يقل عن عشرة آلاف شخص في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم ماتوا ودُفنوا تحت أنقاض مئات الآلاف من المباني التي تعرضت للقصف. كما أُرغم ملايين الفلسطينيين على النزوح من منازلهم ـ عدة مرات في كثير من الأحيان ـ بسبب الجوع والمرض.
وقال المدير التنفيذي الوطني لمنظمة كير نهاد عوض في بيان: «إن إعدام مواطنة أمريكية وعائلتها في غزة جريمة حرب موثقة ارتكبتها إسرائيل. والخيار الوحيد المتاح أمام إدارة بايدن هو التوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة الأمريكية، الممولة من دافعي الضرائب في بلادنا، والتي تُستخدم لقتل مواطنينا والمقيمين الدائمين القانونيين وعائلاتهم».
وأضاف عوض: «أظهرت إدارة بايدن القليل من الاهتمام بالقتل الجماعي للفلسطينيين، ولكن ربما يمكن تحريكها لاستعادة جثة مقيمة أمريكية وهي أيضًا أم لمواطن أمريكي. يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية