انتخابات كردستان: «الديمقراطي» يتصدر النتائج شبه النهائية و«الاتحاد» ثانيا

 مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: تصدر الحزب “الديمقراطي الكردستاني”، بزعامة مسعود بارزاني، النتائج “شبه النهائية” لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق، بحصوله على 40 مقعدا متفوقا على غريمه الأبرز، حزب الاتحاد “الوطني الكردستاني”، الذي جاء ثانيا بـ23 مقعدا، تلاه حراك “الجيل الجديد”، بزعامة رجل الأعمال الكردي الشاب المعارض، شاسوار عبد الواحد، بـ16 مقعدا.
ووفق النتائج التي ظهرت بعد أقل من 24 ساعة على إتمام عملية الاقتراع، فقد حصل حزب “الاتحاد الإسلامي” على 7 مقاعد، و”جماعة العدل” على 3 مقاعد، و”جبهة الشعب” على مقعدين إثنين، وحركة “التغيير” مقعد واحد.

ربع مليون صوت

وحصد “الديمقراطي” أكثر من ربع مليون صوت في محافظة أربيل، عاصمة كردستان، وحدها، فيما صوت نحو 80 ألف ناخب لكل من حزب “الاتحاد” و”الجيل الجديد” في المدينة ذاتها.
وفي دهوك، تصدر “الديمقراطي” أيضا بـ270 ألف صوت، بينما تنافس “الجيل الجديد” و”الاتحاد الإسلامي” على المركز الثاني بحوالي 30 ألف صوت لكل منهما.
أما في السليمانية، معقل حزب “الاتحاد” الأبرز في الإقليم، فقد جاء حزب طالباني بالمرتبة الأولى بحصوله على نحو 190 ألف صوت، و”الجيل الجديد” ثانيا بأكثر من 110 آلاف صوت، بينما حصل “الحزب الديمقراطي” على أكثر من 45 ألفا.
وفي حلبجة التي تمثل الدائرة الانتخابية الرابعة، فقد حصل “الاتحاد الوطني” على أكثر من 9 آلاف صوت، تلاه “الاتحاد الإسلامي” بأكثر من 6 آلاف صوت، و”الحزب الديمقراطي” بأكثر من 4 آلاف.
وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات برلمان الإقليم 72 ٪، بعد فرز نحو 98 ٪ من الأصوات، حسب الناطق الإعلامي باسم انتخابات إقليم كردستان أيسر ياسين، الذي أشار في مؤتمر صحافي إلى أن نسب المشاركة في محافظات الإقليم كانت بواقع (دهوك 78٪، اربيل 74٪، السليمانية 64٪، حلبجة 69٪).

لا خروقات تذكر

وبيّن رئيس الإدارة الانتخابية القاضي عامر الحسيني للوكالة الرسمية، “لم نرصد أي خروقات تذكر داخل مراكز الاقتراع”، مشيرا إلى “إننا الآن بصدد تسلم الشكاوى بخصوص عملية الاقتراع”.
غير أن مجموعة شبكات مراقبة الانتخابات في كردستان، كشفت عن أبرز الخروقات التي رافقت عملية التصويت، حيث ساهمت الشبكة بـ1600 مراقب محلي وأكثر من 30 فريقا جوالا بالإضافة إلى فريق مراقبة دولي.
وتضمن تقرير شبكات المراقبة، عدة خروقات جاءت بسبب “ضعف خبرة بعض كوادر مفوضية الانتخابات في كردستان”.
ومن بين هذه الخروقات التي كشفتها الشبكات في مؤتمر صحافي أمس، “استمرار حملات الدعاية الانتخابية أثناء عملية التصويت، وتأخر افتتاح بعض المراكز الانتخابية بسبب عطل في الأجهزة، واستبعاد متكرر لمراقبين ووكلاء الكيانات السياسية، ورصد حالات خرق سرية الاقتراع بسبب استخدام الهواتف المحمولة، ووجود أشخاص وقوات أمنية داخل مراكز الانتخابات”.
إضافة إلى “رصد حالات عنف انتخابي ما بين أجهزة الأمن مع كوادر المفوضية وما بين الناخبين وكوادر المفوضية، وعدم قراءة البصمة من قبل الأجهزة ما تسبب بحرمان البعض من الناخبين من حقهم بالتصويت، ووجود ما يقارب 124 شكوى من قبل وكلاء الكيانات السياسية”، فضلا عن “رصد 34 حالة عدم التطابق بين النتائج الالكترونية والعد والفرز اليدوي جزء كبير منها لعدم معرفة كوادر المفوضية بالإجراءات”.
وبينت الشبكة أن المراقبة تتم على شكل طويل الأمد بدءا من مرحلة إقرار قانون الانتخابات وتستمر لغاية يوم التصويت العام (في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري) ومراقبة العد والفرز والتدقيق ووصولا للإعلان النهائي لنتائج الانتخابات”.
وفي مقابل ذلك، تحدثت المفوضية عن رصدها 71 شكوى في عملية الاقتراع الخاص لانتخابات برلمان الإقليم، التي جرت الجمعة الماضية، حسب مصادر رسمية.
وعقب الإعلان النهائي لنتائج الانتخابات، من المقرر أن تفتح المفوضية باب الاعتراضات والطعون في حال وجود أي خروقات أو تجاوزات أو حالات تزوير قد رافقت العملية الانتخابية.
وتمنح الأغلبية النيابية التي حصل عليها “الديمقراطي الكردستاني”، الحزب أريحية في إبرام الاتفاقات والتحالفات التي تؤسس لتشكيل الحكومة، وضمان بقاء منصبي رئيس الإقليم ورئيس الحكومة من حصته.
القيادي في “الديمقراطي” الكردستاني، وفاء محمد كريم، قال في تصريحات صحافية، إن “تشكيل الحكومة المقبلة يتطلب 50+1″، مشيرا إلى “إمكانية تشكيلها بعيدا عن الاتحاد الوطني الكردستاني، في حال طالب الأخير بمناصب أكبر من المعتاد، حيث سيتم الاكتفاء بمنحهم المناصب التي يحددها الديمقراطي”.
وأضاف أنه “تم تحديد مرشحي رئاسة الإقليم والحكومة، حيث سيتم ترشيح مسرور بارزاني لولاية ثانية لرئاسة الحكومة، ونيجيرفان بارزاني لرئاسة الإقليم”، على حد قوله.
وكان زعيم الحزب “الديمقراطي” مسعود بارزاني قد اعتبر نجاح انتخابات برلمان إقليم كردستان، يمثل “نجاحا لشعب كردستان بجميع مكوناته وكياناته السياسية”، معبرا عن أمله بأن تبعث هذه الانتخابات ونتائجها أملا جديدا وتدشن مرحلة جديدة تصب في مصلحة شعب كردستان بأكمله.
وقدم، في بيان صحافي، الشكر على “إنجاز انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كردستان بنجاح، وتمكن شعب كردستان من الإدلاء بصوته في أجواء مفعمة بالحرية”.
وأكد أن “نجاح هذه العملية هو نجاح لشعب كردستان بجميع مكوناته وكياناته السياسية”، موجها “بهذه المناسبة، الشكر والتهنئة لشعب كردستان وجماهير وكوادر وأنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكذلك لجميع الأطراف السياسية”.
وبين أن “من الضروري الإشادة بجهود مفوضية الانتخابات في العراق وكردستان وجميع الجهات المعنية وكذلك القوات الأمنية والتي ساهمت معا في إجراء العملية الانتخابية في إقليم كردستان بنجاح”، معربا عن “أمله بأن تبعث هذه الانتخابات ونتائجها أملا جديدا وتدشن مرحلة جديدة تصب في مصلحة شعب كردستان بأكمله”.
وفي العاصمة الاتحادية بغداد، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن الاستمرار بالخيار الديمقراطي مكتسب تحقق بالتضحيات.
وذكر في بيان صحافي أصدره عقب انتهاء عملية الاقتراع العام في انتخابات برلمان إقليم كردستان: “نبارك لأبناء شعبنا في إقليم كردستان العراق، ولرئاسة وحكومة الإقليم، ولجميع القوى السياسية والمرشحين المستقلين، إنجاز عملية الاقتراع للعملية الانتخابية الخاصة باختيار أعضاء برلمان الإقليم بدورته السادسة”.
ورأى أن “الاستمرار بالخيار الديمقراطي لأبناء شعبنا في مختلف مناطق العراق يؤكد احترام قيمة الديمقراطية والإيمان بالتداول السلمي للسلطة، وترسيخ البناء الدستوري، وهي مكتسبات ما كانت لتتحقق لولا التضحيات التي قدمها العراقيون في سبيل حريتهم وكرامتهم واستقلال قرارهم، في العيش بوطن يتساوى فيه الجميع بالحقوق بلا تمييز، وبكل أطيافهم”.
وأضاف: “بهذه المناسبة نثمن جهود المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بمناسبة نجاح العملية الانتخابية، آملين أن يجري إكمال المتطلبات الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة لإقليم كردستان العراق، من أجل إدامة مسيرة التنمية والتعاون والاستقرار خدمة لأبناء شعبنا في الإقليم”.
كذلك، هنأ رئيس تحالف “العزم” مثنى السامرائي، إقليم كردستان بنجاح الانتخابات البرلمانية، مشيدا بالتنظيم والمشاركة.
وقال في “تدوينة” له: “نهنئ شعب وقيادة إقليم كردستان بمناسبة نجاح الانتخابات البرلمانية للدورة السادسة، والذي يعكس التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء كردستان في سبيل الخيار الديمقراطي”.
ولفت إلى إنه “في هذه المناسبة المتميزة نثني على الدور الكبير لحكومة الإقليم والمفوضية العليا للانتخابات على حسن التنظيم، إضافة إلى الدور البارز للأحزاب والفعاليات السياسية من خلال مشاركتها الفاعلة التي أسهمت في إنجاح هذه العملية الديمقراطية”.
وأيضا بارك رئيس تحالف “قوى الدولة الوطنية”، المنضوي في “الإطار التنسيقي” الشيعي، عمار الحكيم، لإقليم كردستان، شعبا وقوى سياسية ومرشحين، نجاح الانتخابات التشريعية.
وثمن في بيان صحافي “عاليا جميع الجهود التي ساهمت بنجاحها لاسيما جهود المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ونؤكد أن هذه الممارسة الانتخابية ومثيلاتها ترسخ وتعضد التجربة الديمقراطية في العراق”.
وعبر عن أمله في أن “يكون هذا الحدث الانتخابي بادرة خير لحلحلة الملفات العالقة بين حكومتي المركز والإقليم ولتعاون القوى السياسية الفائزة، خدمة لشعب كردستان الكريم وشعبنا العراقي بشكل عام”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية