دمشق – «القدس العربي»: قتل 12 عنصراً من قوات النظام السوري، بهجوم لخلايا تنظيم «الدولة الإسلامية» على حافلة مبيت في بادية حمص وسط سوريا.
وقال مصدر عسكري إن حافلة مبيت تحمل 17 عسكرياً من مرتبات الفرقة 18 تعطّلت في منطقة البيضا شرقي حمص، بالتزامن مع عاصفة غبارية.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن مسلحي التنظيم هاجموا الباص بالأسلحة الرشاشة، ما أدى لمقتل 12 عسكرياً بينهم ضباط، فيما تمكن خمسة آخرون من الفرار مستفيدين من العاصفة الغبارية التي حجبت الرؤية. ولم يتمكن المصدر من معرفة أسماء القتلى وعدد الضباط.
ودمرت قوات النظام السوري مقر قيادة وعمليات لتنظيم «الدولة» في بادية تدمر بريف حمص الشرقي.
وبيَّنَ مصدر ميداني لصحيفة «الوطن» شبه الرسمية أن سلاح الجو «الحربي السوري والروسي المشترك» واصل شن غاراته على مواقع تمركز وتحصين لتنظيم الدولة في بادية تدمر ـ السخنة بريف حمص الشرقي محققاً فيها إصابات مباشرة.
وبحسب مراقبين لـ «القدس العربي»، فإن الهجمات السريعة والخاطفة لخلايا تنظيم الدولة في المشهد السوري، إضافة إلى الهجمات التي تعتمد على المتفجرات والعبوات الناسفة، تؤكد أن التنظيم لم يزل يتبنى نظرية الاستنزاف وحرب العصابات وليس السيطرة المكانية، دون أن يملك القوة الكافية على فرض السيطرة إذ إنه ينتظر دائماً الظروف المواتية. كما تشير المعطيات إلى أن خلايا التنظيم قادرة على التحرك وتنفيذ مختلف أنواع العمليات خاصة في المناطق المفتوحة كالبادية السورية أو طرق الإمداد والتموين العسكري إضافة إلى العمليات المتتالية بالقرب من المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، لضمان استمرار التواصل العملياتي ما بين قواته ومناصريه المنتشرين في كلتا الدولتين.
تزامناً، توغلت الثلاثاء، قوة مسلحة من مجموعات الحشد الشعبي العراقي، داخل الأراضي السورية محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وقالت مصادر محلية إن ميليشيات من الحشد الشعبي توغلت في بادية الروضة الواقعة شمال دير الزور وجنوب الحسكة، ونفذت عملية تمشيط للمنطقة القريبة من الحدود السورية – العراقية بمساعدة طيران مسيّر ثم عادت إلى مواقعها.
وتمتد بادية الروضة بين المحافظتين المذكورتين، وتخضع لسيطرة قسد والتحالف الدولي، وتعتبر مجالاً حيوياً لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وتعد المرة الأولى التي تقتحم فيها ميليشيات الحشد الشعبي هذه المنطقة.
ومنذ أواخر 2017 جهز تنظيم الدولة، بحسب مصادر «القدس العربي»، ملاذات آمنة في العراق إضافة إلى مربع «دير الزور-الرقة- حمص» في سوريا، ليكون ملاذاً له في المرحلة القادمة إثر تراجع التنظيم في كلا البلدين.
وتنتشر خلايا تنظيم الدولة في قطاعات في البادية في محيط عدة أماكن أهمها المسافة الممتدة من الميادين إلى البوكمال، وغرب ناحية التبني وصولاً إلى الشولا وكباجب شمالاً، ومنطقة الدفينة وفيضة ابن موينع جنوب غرب دير الزور وشمالها، ومنطقة جبل البشري في الجزء الجنوبي الشرقي من الرقة، ومحيط المحطة الثالثة في المنطقة الصحراوية بين تدمر والسخنة من الغرب، والمنطقة 55 من الجنوب في دير الزور، ومحطة الـ»تي تو» شرق حمص.
وتتميز هذه المناطق بتضاريس مواتية للتخفّي، مثل الجبال والوديان والكهوف الجيرية الطبيعية شديدة العمق، بالإضافة إلى اتساع حجم المنطقة والعواصف الترابية اليومية، التي تحجب الرؤية الجوية، وتزيلُ آثار التحركات بسرعة.