هل يمكن اعتبار انريكي الآن مدرباً عظيماً؟

حجم الخط
0

الألقاب هي الحكم في مسيرة المدربين في عالم كرة القدم، فهذه ما يقاتل من أجلها البرتغالي جوزيه مورينيو كل موسم، وهي ما تتذكره جماهير مانشستر يونايتد عند الحديث عن الاسطورة أليكس فيرغسون، وهي التي صنعت من الاسباني جوزيب غوارديولا هالة من العظمة في أول وظيفة رسمية له مع برشلونة، لكن اليوم هل يمكن أن نصف مدرب النادي الكتالوني الحالي لويس انريكي أحد المدربين العظام وهو على مشارف تحقيق ثلاثية رائعة (الدوري الاسباني وكأس الملك ودوري الأبطال) في موسمه التدريبي الأول في مسيرته؟
لا شك أن مغامرات ادارة برشلونة في تعيين مدربين مغمورين، وغير مجربين ويفتقدون الى الخبرة، تأتي ثمارها وتنعكس بالايجاب، فغوارديولا نجح في احراز 14 لقباً بين عامي 2008 و2012 في أول تجربة له في تدريب الفريق الو أول بعد تدريب الرديف، فأصبح «فلتة» زمانه، والشوكة في حلق «السبيشال وان» الذي يعتاش على الألقاب واعتباره الأفضل، لكن بمزاجية غير متوقعة أدرك غوارديولا قدراته المهنية، والأهم قدراته النفسية، التي تنهش منها الضغوطات المتواصلة المزيد، فرحل مرفوع الرأس، وفي جعبته العديد من الأرقام القياسية والأهم ترك فريقاً مثيراً، هو الأبرز ربما في تاريخ اللعبة. فكانت مغامرة الادارة في محلها، لكنها لم تؤتي ثمارها مع الراحل فيلانوفا ولا مع المخضرم مارتينو، قبل ان تعود الادارة الى مغامراتها بتعيين الأعذر انريكي، وربما ما حققه الى اليوم يعتبر انجازاً فاق التوقعات لأسباب عدة، فهو عمل هذا الموسم على خلفية تخبطات ومشاكل غير مسبوقة، فاصطدم في أكثر من مرة مع نجم الفريق الأول ليونيل ميسي عندما أراد ان يطبق أفكاره، ومنها اراحة النجوم، في فترة كان يعاني منها الفريق في النصف الأول من الموسم، وحين اعتبر كثيرون ان صفقة ضم سواريز الى النجمين نيمار وميسي غير ناجعة، ولن تنفع، عدا عن اصطدام رئيس النادي مع القضاء على خلفية التهرب من الضرائب في صفقة نيمار التي لا تنتهي فصولها ومفاجآتها، عدا عن العقاب الذي ناله النادي من الاتحاد الدولي لكرة القدم على خلفية ضم اللاعبين القصر، وحرمانه من سوق الانتقالات حتى الشتاء المقبل، قبل ان تطل مشاكل ميسي ووالده اما بسبب التهرب من الضرائب أو بسبب عتب النجم الارجنتيني على ادارة النادي وعدم تجديد عقده برفع راتبه بالقدر الكافي الذي يجعله الأعلى في العالم، وايضاً كي يتماشى مع النظام الضريبي الجديد في البلاد، الذي بات ينتقص المزيد من رواتب النجوم الأجانب.
هذه كلها ظروف صعبة لأي مدرب مخضرم يتمتع بالخبرة، فما بالك بالمبتدئ انريكي، لكن مع ذلك هل يظل هذا يكفي لاعتباره عظيماً ويسير على خطى غوارديولا؟ أم أن الواقع يقول ان نجوماً بحجم ميسي وسواريز ونيمار وماسكيرانو وأنييستا وبيكي وبوسكيتس هم الذين يصنعون النجاحات؟
المدافعون عن انريكي، سيقولون لماذا يحقق الفريق النجاحات مع تاتا الموسم الماضي، في ظل وجود اللاعبين أنفسهم تقريباً؟ لكن تاريخ برشلونة أيضاً يشير الى أن ليس كل مدرب يحقق النجاح معه يعتبر عظيماً، ففي العام 2006 نجح البارسا بقيادة المدرب الهولندي فرانك رايكارد في احراز دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه، والاولى منذ 1992، ومع ذلك ماذا حل بالمدرب الهولندي؟ وهل اعتبر مدرباً عظيماً رغم انه لم يعتزل وما زال في منتصف العمر؟ ففي الواقع فانه بعد رحيله عن برشلونة خاض موسماً فاشلاً مع غلطة سراي التركي، وعامين فاشلين مع المنتخب السعودي، وما زال يبحث عن عمل الى اليوم.
الثلاثية تبدو قريبة جداً لانريكي، لكن شعوري الشخصي يقول انه سيحظى بالثنائية وليس الثلاثية، لانه سيخسر نهائي كأس الملك أمام بلباو… مجرد شعور يكون مؤشراً الى قدرات انريكي.

خلدون الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية