رئيس الشؤون الدينية التركي يعلن من غزة استعداد بلاده لإعمار المساجد

حجم الخط
1

غزة ـ «القدس العربي»: تفقد رئيس الشؤون الدينية التركية محمد قورماز الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الأخيرة على غزة في الصيف الماضي وزار المساجد المدمرة وأعلن عن استعداد تركيا لإعادة إعمار هذه المساجد.
جاء ذلك خلال زيارة لقورماز على رأس وفد رفيع تدوم يومين شملت تفقد المشاريع التركية في غزة ولقاء إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
وفور وصوله إلى قطاع غزة، قام المسؤول التركي الكبير بزيارة عدد من المساجد الكبيرة المدمرة قبل أن يزور وزارة الأوقاف في غزة ويعقد لقاء مع نائب رئيس مكتب حركة حماس السياسي إسماعيل هنية.
وقال قورماز خلال جولته في غزة ان بلاده على استعداد لتقديم نماذج وأشكال معمارية إسلامية من أجل بناء المساجد المدمرة، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيبدأ في تنفيذه بشكل فوري. وأكد ضرورة أن يتعاون الجميع في بناء المساجد المدمرة لتكون على شكل أفضل مما كانت عليه قبل الدمار والقصف الإسرائيلي. وأشار إلى أن البناء الجديد يجب أن يأخذ بالاعتبار إنشاء مرافق جديدة تعليمية وتربوية.
وعبر المسؤول التركي عن سعادته لزيارته إلى قطاع غزة، ثاني محطاته في المناطق الفلسطينية بعد الضفة الغربية. ودعا لإتمام الوحدة بين الفلسطينيين وقال: «العدو لا يستطيع أن يدخل في أمة بدون تفرقة والتفرقة تستطيع أن تفعل في الأمة ما لا تستطيع أن تفعله المدافع».
وإمتدح غورماز غزة بقوله: «عندما نقول كلمة العزة كمصطلح لا يخطر على بالنا إلا غزة، فلاشك أن كلمة العزة وصفها الله لعباده المؤمنين الصالحين».
ووضعت لافتات ترحيب بالمسؤول التركي والوفد المرافق له عند وصوله للمساجد المدمرة من بينها مسجد علي بن أبي طالب في حي الزيتون ومسجد السوسي في مخيم الشاطئ. وكتب عل احدى اللافتات الكبيرة التي اعتلاها علما فلسطين وتركيا: «الاحتلال يدمر وتركيا تبني» ووضعت على مدخل أحد المساجد المدمرة.
وفي كلمة ثانية للرجل خلال زيارته للجامعة الإسلامية في مدينة غزة ونقلتها مواقع مقربة من حركة حماس قال انهم يتألمون بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة. لكنه رغم ذلك أكد أن هذا الحصار المفروض منذ سنوات «ليس حصارا مدمرا للإنسان لأن الإحتلال فشل في حصار العقول والقلوب» مضيفا «غزة رغم حصارها حرة».
وأكد أن هناك تحديات أمام المجتمع الدولي والمحاكم الدولية خاصة بعدما استخدمت إسرائيل كل الأسلحة المدمرة ضد غزة في الحرب.
وافتتح المسؤول التركي «مركز نجم الدين أربكان» التابع للجمعية الإسلامية في مخيم جباليا مال قطاع غزة.
ونجم الدين أربكان رئيس وزراء إسلامي سابق لتركيا جرى عزله بحركة من الجيش.
وواكب قورماز في جولته في مدينة غزة مسؤولون من وزارة الأوقاف ومسؤولون من حركة حماس وأعضاء من المجلس التشريعي.
وعبر الدكتور حسن الصيفي، وكيل وزارة الأوقاف في غزة، عن أمله في بناء المسجد الكبير في غزة بنسق عثماني. وأشار إلى أنهم يتطلعون لتعاون تركي كبير.
وكان المسؤول التركي الرفيع قد وصل صباح أمس إلى غزة من خلال معبر بيت حانون (إيرز) شمال القطاع الخاضع لسيطرة إسرائيل في زيارة تدوم حتى اليوم يتفقد خلالها العديد من الأماكن في القطاع أبرزها المساجد والأحياء التي دمرتها قوات الاحتلال خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى لقائه بقيادات من حماس وزيارة مؤسسات خيرية تركية تنشط في تقديم الخدمات لسكان غزة.
ودخل المسؤول التركي برفقة وفد كبير مكون من 22 شخصا بينهم السفير التركي لدى السلطة الفلسطينية مصطفى سارنتش. وجرت مراسم استقبال له والوفد المرافق له في الجانب الفلسطيني من المعبر بمشاركة مسؤولين من وزارة الأوقاف ونواب من التشريعي.
وقبل الوصول إلى غزة زار قورماز الضفة الغربية وخطب في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وتفقد مدينة الخليل جنوبا التي تعيش ظروف قاسية تحت الاحتلال خاصة المقدسات الدينية فيها وقال هناك: «ما يحدث في الخليل لا يمكن القبول به». وأضاف خلال المشاركة في احتفال بذكرى الإسراء والمعراج: «أحس بظلم الاحتلال الغاشم وسأنقل كل ما شاهدته للعالم كله» مشيرا إلى أن أي إنسان لا يمكن أن يقبل بما يحدث»، ويقصد بذلك العراقيل التي تضعها قوات الاحتلال لوصول المصلين المسلمين للحرم الإبراهيمي.
وشدد على وقوف بلاده إلى جانب المسلمين المرابطين في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي. وشدد ايضا على وقوف الشعب التركي إلى جانب الشعب الفلسطيني في مطالبه العادلة بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ولم يعهد أن زار قطاع غزة وفد تركي رسمي رفيع بهذا المستوى منذ الحرب قبل الأخيرة على غزة في عام 2012.
يذكر أن رئيس الوزراء التركي الحالي ووزير الخارجية وقتها أحمد داوود أوغلو ضمن الوفد الوزاري العربي الذي قدم إلى غزة.
واتخذت تركيا موقفا مساندا للقطاع، وشارك نشطاء أتراك بقوة في «أسطول الحرية 1» الذي أرسل وهو يحمل مساعدات لسكان القطاع في مايو / أيار 2010 وهو الأسطول الذي تعرض لعدوان إسرائيلي أسفر عن مقتل تسعة متضامنين أتراك.
وقلصت تركيا علاقاتها مع إسرائيل لأدنى مستوى بعد أن سحبت سفيرها من تل أبيب ودخلت في حالة خلاف قوي جمدت خلاله العدد من الاتفاقيات الثنائية. واشترطت رفع حصار غزة في حال أبرمت صفقة تنهي أزمة العدوا على سفن أسطول الحربة وقتل المتضامنين.
وشرعت تركيا عبر جهات رسمية وكذلك مؤسسات إغاثية دعم العديد من قطاعات غزة. ولهذه المؤسسات فروع عاملة في القطاع وأنشطها «وكالة التنسيق والتعاون والتنمية التركية «تيكا»، وهي مؤسسة حكومية إضافة إلى الهلال الأحمر التركي وهيئة الإغاثة الإنسانية «آي إتش إتش».
وعبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته في زيارة قطاع غزة عن طريق مصر. غير أن الأحداث المصرية التي أطاحت الرئيس السابق مرسى وتدهور علاقات القاهرة بأنقرة ألغت الزيارة.
وكثيرا ما تستضيف تركيا قادة حركة حماس التي تسطير على غزة، والتقى قادة حماس في كثير من المرات الرئيس أردوغان حينما كان رئيسا للوزراء.

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    بارك الله بتركيا شعبا وحكومة ورئيسا
    وبارك الله بالقادمين العثمانيين
    وبارك الله بغزة العزة

    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية