القدس ـ بيروت ـ «القدس العربي» ـ ووكالات: يترقّب اللبنانيون نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لجلاء مصير الحرب الإسرائيلية على لبنان وإمكان مساهمة الرئيس الذي سيصل إلى البيت الأبيض في التوصل إلى وقف لاطلاق النار، لكن هذا الترقب يبقى مجرد أمل لأن لا معطيات جدية تؤشر إلى اختلاف المشهد بعد موعد الانتخابات عما قبله.
توازياً، بقيت العين على الجنوب حيث واصل العدو الإسرائيلي تفجير القرى الحدودية وانتشر على مواقع التواصل فيديو مؤلم عن تفجير متزامن لمعظم المنازل في بلدة ميس الجبل.
وليست هذه عملية التفجير الوحيدة في جنوب لبنان، منذ إعلان الجيش الإسرائيلي في نهاية ايلول/سبتمبر عن بدء عملياته البرية. فبين 20 و31 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان عن عمليات تفجير إسرائيلية في سبع قرى حدودية على الأقل، بينها بلدة محيبيب الواقعة على تلة والمحاذية لميس الجبل، إضافة الى كفركلا والعديسة.
وفي أواخر تشرين الأول/أكتوبر، بثّت القناة 12 الإسرائيلية مقطع فيديو يظهر أحد صحافييها إلى جانب جنود إسرائيليين، يضغط على جهاز لإحداث تفجير في إحدى القرى الحدودية، ما اثار غضبا واسعا في لبنان.
وتعلن إسرائيل بين الحين والآخر إنها تفجر أنفاقا وبنى تحتية ومستودعات لحزب الله في المنطقة الحدودية. وتقول إنها تريد إبعاد مقاتلي الحزب عن حدودها لإعادة عشرات الآلاف من سكان مناطقها الشمالية التي نزحوا منها على وقع التصعيد بين الحزب والدولة العبرية. في حين مازال جيش الاحتلال عاجزاً عن تثبيت تمركزه في هذه القرى الحدودية.
وأفادت تقارير عن سحب قواته من المناطق التي توغّل فيها وآخرها منطقتا الخيام وعيتا الشعب، في وقت كان «حزب الله» يلاحق تجمعات العدو بالقصف الصاروخي والمدفعي. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 9 عسكريين في معارك جنوب لبنان خلال الساعات ال 24 الأخيرة.
بيانات «حزب الله»
أما على خط «حزب الله» فقد أكد في سلسلة بيانات أنه «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، وفي إطار التحذير الذي وجهته المقاومة الإسلامية لعددٍ من مستوطنات الشمال، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلامية ليل الأحد الإثنين مستوطنات «اييليت هشاحر» و«شاعل» و«حتسور» و«دلتون» بالاضافة إلى وحدة المراقبة الجوية في قاعدة «ميرون» بصلية صاروخية ومستوطنة «يسود هامعلاه».
وأعلن «الحزب» عن شن هجوم جوي بسربٍ من المسيرات الانقضاضية على تجمع لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة «المنارة» وهجوم جوي آخر على تجمعٍ لجنود العدو في مستوطنة «يفتاح» وعلى تجمع شرق بلدة مارون الراس. وقصف «الحزب» مدينة صفد ومستوطنة «نهاريا» بصلية صاروخية كبيرة، وأعاد استهداف قاعدة «ميرون» للمراقبة الجوية» بصلية مماثلة.
في المستجدات الميدانية، تعرّضت مدينة بنت جبيل وبلدات مارون الراس ويارون وعيترون، لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع، فيما شهدت قرى القطاعين الغربي والاوسط هدوءاً حذراً. وسجلت غارات على الناقورة، حاريص، يانوح، محرونة، ياطر، الغسانية وعلى منزل من 4 طبقات في بلدة ديرقانون رأس العين.وطالت الغارات منطقة الوطى بين بلدتي الدوير وعبا، ومنزلاً في منطقة مرج حاروف طريق زبدين، أطراف بستات ومعروب، حبوش، كفرجوز، عيناثا، المنطقة الواقعة بين يارين والجبين، زبقين، زوطر الشرقية، عين بعال، القليلة في قضاء صور، محيط بلدات ياطر ورشكنانيه وجبشيت، ومنزلاً عند أطراف بلدة برج رحال، واقتصرت الاضرار على الماديات.
إلى ذلك، سقط 3 شهداء جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة عربصاليم في قضاء النبطية، وثلاثة شهداء آخرون وجرحى في غارة على بلدة حبوش، وواصلت فرق الدفاع المدني التابع لجمعية «كشافة الرسالة الاسلامية» البحث عن مفقودين بين الركام وأنقاض المبنى المستهدف في بلدة البازورية بعد سلسلة غارات ليلية بلغت الطيري وكونين وعيناتا بالتزامن مع قصف مدفعي متقطع طال هذه البلدات إضافة إلى حامين وبرعشيت وحداثا.
نفي «حزب الله»
نفى «حزب الله» مساء الاثنين، صحة ادعاءات إسرائيلية باغتيال القيادي لديه «أبو علي رضا» في منطقة برعشيت جنوب لبنان. وقال الحزب، في بيان: «لا صحة للادعاءات الصهيونية حول اغتيال الأخ المجاهد الحاج أبو علي رضا، وهو بخير وعافية». ويتولى أبو علي رضا، قيادة وحدة «بدر» إحدى أبرز التشكيلات العسكرية في «حزب الله».
الاحتلال يفجّر منازل ميس الجبل ويسحب جنوده من منطقتي الخيام وعيتا الشعب
وفي وقت سابق الاثنين، ادعى الجيش الإسرائيلي في بيان نشره بحسابه على منصة «إكس» أن طائراته الحربية التابعة لسلاح الجو، قامت «بتوجيه من الفرقة 36 (فرقة مدرعة نظامية تابعة لقيادة المنطقة الشمالية) بمهاجمة وقتل المخرب أبو علي رضا، قائد موقع برعشيت التابع لحزب الله». وأضاف الجيش، أن رضا، كان «يوجه ويقود عمليات إطلاق الصواريخ والقذائف المضادة للدروع على قوات الجيش وكان يقود النشاطات العسكرية لـ«حزب الله» في المنطقة». وهذه المرة الثانية التي ينفي فيها الحزب اغتيال رضا، حيث ادعى إعلام عبري من بينه إذاعة الجيش في سبتمبر/ أيلول الماضي، اغتياله بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها «حزب الله» بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
رصد 60 صاروخاً
وأعلنت إسرائيل رصد إطلاق 60 صاروخا من لبنان (شمال) تجاه منطقتي الجليل الأعلى والجليل الغربي منذ صباح أمس الاثنين، واعتراض طائرات مسيرة من جهة الشرق. ودوّت صفارات الإنذار في مدن عكا ونهاريا وصفد والعديد من المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي، عبر منصة «إكس» إنه «رصد حوالي 30 قذيفة عبرت من لبنان تجاه منطقة الجليل الأعلى، وتم اعتراض بعضها وسقط الباقي في مناطق مفتوحة». وأضاف أنه هاجم الموقع الذي أُطلقت منه الصواريخ. وتابع: و«بعد الإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الغربي، تم رصد نحو 30 صاروخاً عبرت من لبنان، وجرى اعتراض بعضها وسقط الباقي في مناطق مفتوحة». ولم يشر الجيش عن خسائر بشرية ولا أضرار مادية.
الغارات المعادية تتركز بعنف ضد بنت جبيل ومارون الراس ويارون وعيترون
وأعلن «حزب الله» الاثنين، أنه قصف بدفعات صواريخ وحدة مراقبة جوية و4 مستوطنات شمال إسرائيل، غداة إعلانه عن شن 27 هجوماً. وقال الحزب في سلسلة بيانات عبر منصة «تلغرام» إن مقاتليه قصفوا وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بدفعة صواريخ.
يأتي ذلك غداة إعلان «حزب الله» الأحد، شنه 27 هجوماً على قواعد عسكرية وتجمعات لقوات ومستوطنات، مستخدما صواريخ وقذائف مدفعية وطائرات مسيرة. وكرر الحزب في بياناته أن هذه الهجمات تمثل «دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه».
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها «حزب الله» بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
ويومياً يرد «حزب الله» بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين. وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.