رام الله – «القدس العربي»: سألت «القدس العربي» عددا من الباحثين والمواطنين في الضفة الغربية المحتلة عن رأيهم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإن كانوا يفضلون مرشحا على آخر، من بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس.
واجمع هؤلاء على أن دعم إسرائيل سياسة ثابتة لدى الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكنهم أبدوا مخاوف خاصة فيما يتعلق بسياسات ترامب التي قد تقرّ خطط إسرائيل لضم الضّفة، او تهجير الفلسطينيين في غزة وسواها.
سرى أبو الرب – مدير الإعلام في المتحف الفلسطيني
«من وجهة نظري، أعتقد أن الانتخابات الأمريكية لا تتأثر كثيرًا بالسياسات والأحداث الخارجية، وترتكز بشكل أكبر على القضايا الداخلية التي تمس حياة الناخبين الأمريكيين بشكل مباشر. وبالرغم من التأثير الكبير للسياسة الأمريكية على منطقتنا، إلا أن قضايا الشرق الأوسط دائمًا ما تأتي في مرتبة ثانوية ضمن اهتمامات الناخب الأمريكي، وعلى مرّ التاريخ كان دعم إسرائيل مسألة مفروغ منها في السياسة الأمريكية، لأسباب تتعلق بالتأثيرات السياسية للمصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة».
و»لربما يترقب الفلسطينيون نتائج الانتخابات الأمريكية كونها لا تؤثر فقط على علاقة الفلسطينيين في الولايات المتحدة، وإنما تلعب أيضًا دورًا في صياغة التحالفات الدولية، بمعنى آخر، السياسة الأمريكية غالبًا ما تؤثر على مواقف حكومات غربية أخرى تجاه القضية الفلسطينية، وتحدد شكل هذه المواقف. وعليه، فإن أي تغيير قادم قد ينعكس على المواقف الدولية، ولكنه في الغالب – من وجهة نظري – يبقى سطحيًا وبعيدًا عن التأثير يتطلع إليه الفلسطينيون».
«أمريكا من زمان منحازة لطرف إسرائيل وداعمة بأموالها، والدعايات الانتخابية لكلا الحزبين تظهر هذا التحييز بشكل واضح، من خلال خطابات المرشحين لكلا الحزب الديمقراطي والجمهوري (دونالد ترامب، وكامالا هاريس). نحن متضررون في الجهتين، سواء استلم الحزب الجمهوري أو الديمقراطي. لان كلا الحزبين يدعمان «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» من خلال دعمهم المالي والحربي المستمر «.
و»الذي سيختلف إن فاز أحد الحزبين هو الخطاب الموجه للعالم، ولكن كسياسة وكدعم مستمر لإسرائيل فسيستمر، ولكن مرشحة الحزب الديمقراطي «سوف تكون في خطاباتها أخف وقعا فيما يتعلق بالوضع في فلسطين والحرب على غزة «.
و»في النهاية، ليس مهما من يفوز في هذه الانتخابات، لأن «أمريكا هي فاتحة أيديها لإسرائيل».
صلاح أبو الحسن – باحث إعلامي في جامعة الخليل
«الانتخابات الأمريكية بالتأكيد لها علاقة بالشأن الفلسطيني، وخصوصا أن وجود اسرائيل في قلب هذه الانتخابات يجعلها مهمة بشكل كبير، فلا يمكن لاي رئيس في الولايات المتحدة الأمريكية ان يخوض الانتخابات دون أن يؤكد دعمه الكامل لإسرائيل».
وان كنا نرى بأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ثابت مهما تغير الرؤساء، إلا أن توجهات اي رئيس هناك تنعكس على شدة هذا الدعم، فاذا جاء ترامب الى الرئاسة مع ما يحمله من أفكار خطيرة في الشأن الفلسطيني لجهة توسيع اسرائيل لحدودها والموافقة على ضم الضفة كما كان حاله في صفقة القرن إبان حكمه السابق، فان الوضع الفلسطيني سيزداد سوءا. وبرأيي ربما يضغط ترامب بالحد الأقصى على دول المنطقة لقبول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
لكن منافسته الأبرز كامالا هاريس، ليست بأفضل حال منه، إلا أنها أشدّ تطرفا منه، فما رأيناه طوال 13 شهرا الماضية لا ينبئ بأنها ستغير طريقة بايدن في التعامل مع القضية.
والاهتمام بنتائج هذه الانتخابات عن غيرها، يأتي انطلاقا من أن الولايات المتحدة تقود الحرب في هذه المنطقة وأي تغيير في قيادتها ربما يحدث فارقا في اتجاهات الحرب، ويذهب البعض بعيدا نحو تصورات بأن نتائج هذه الانتخابات قد تؤسس لانقسامات داخليه تقود نحو تفكك الدولة الأمريكية، وهو ما ينذر بسقوطها كإمبراطورية استعمارية استعبدت المنطقة والعالم وقتلت وشردت الملايين في المنطقة العربية».
سليمان بشارات – باحث سياسي
في مركز يبوس – نابلس
«صحيح أن المجتمع الأمريكي ما يهمه في الانتخابات ما يطرحه كل مرشح من برنامج حول الاحتياجات والأولويات الخاصة بالمجتمع الأمريكي، ولا تحظى السياسة الخارجية بكثير من الاهتمام بهذه البرامج، الا أن دور الولايات المتحدة في الدعم الكامل للاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص على حساب القضية الفلسطينية، وكذلك الأمر الدور الي تمارسه أمريكيا بالهيمنة على دول العالم، يجعل منا كفلسطينيين نتابع أي تغيرات على الساحة الأمريكية. وفي هذه الحرب الدائرة منذ ما يزيد عن عام، كشف الغطاء عن الدور الأمريكي الذي أصبح واضحا مدى شراكته بالحرب مع إسرائيل تجاه فلسطين، وبالتالي الاهتمام بالانتخابات يأتي في إطارين، الاول وهو محاولة فهم فعلي إن كان الكل الأمريكي يتفق مع سياسات الاحتلال، وبالتالي التصريحات الإعلامية لا تتعدى عبارة عن تنظير ولا تعكس الموقف الحقيقي.
والثاني هو الرجاء في أن تتحول هذه المناسبة من مجرد ممارسة ديمقراطية إلى حالة صراع أمريكي داخلي، على أمل أن تحدث انكفاءة أمريكية على المشاكل الداخلية وترك القضية الفلسطينية والفلسطينيين يحددون مصيرهم ومستقبل دولتهم.
ايهما أفضل باعتقادي بعد هذه الحرب؟ يصعب القول إن هناك أفضلية بين مرشحين لأنهما يمثلان انعكاساً لتجربة سابقة أثبتت اقصائها للقضية الفلسطينية ودعماً كاملاً للاحتلال، ولكن ربما ترامب قد يحمل شجاعة القرار، حتى وإن كانت تــــــجربته السابقة سيئة، إلا أنه على أقل تقدير قد يجـــبر إسرائيل على مسارات، بـــينما هاريس كشخصية ضعيفة ستقاد من قبل إسرائيل وستكون استمرارية لنهج بايدن».