الدوحة- “القدس العربي”:
يواجه المرضى البالغين المصابين بالسكري من النوع الأول صعوبات للتعايش بصورة طبيعية مع وضعهم والسعي للحفاظ على مستويات السكر والتقليل من خطر المضاعفات طويلة الأمد، وفي هذا السياق أطلق قسم السكري والغدد الصماء بمؤسسة حمد الطبية في قطر، برنامجاً خاصاً يدعم المرضى.
ويُعد داء السكري أحد أخطر التحديات التي تواجه دولة قطر والعالم في وقتنا الحالي. ومع بلوغ نسبة انتشار المرض قرابة 20% بين القطريين، أصبح هذا الداء يمثل واحدًا من أولويات الصحة الوطنية واستراتيجية قطر الوطنية للبحوث.
وتعمل العديد من الجهات في قطر، على تطوير البحوث لإيجاد حلول لهذا المرض الذي يؤثر على الصحة العامة.
وكشفت بيانات صادرة عن مؤسسة حمد الطبية عن أن 17% من السكان البالغين في دولة قطر مصابون بالسكري، وحوالي 20% من سكان دولة قطر يعانون من مرحلة ما قبل السكري.
ويعد مرض السكري حالة مزمنة قد تبدأ دون ظهور أي أعراض، ولكن يمكن أن تتطور إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها وإدارتها بوقت مبكر وصحيح، كما يعد هذا المرض سببا رئيسا لفقدان البصر والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلية في العالم والمنطقة، فضلا على ما يشكله من عامل خطر في حالات مرض الزهايمر والخرف.
ويعمل البرنامج الذي أطلق بالتعاون مع برنامج “دافني” في المملكة المتحدة، ووزارة الصحة العامة القطرية لتعديل الجرعة لتناول الطعام الطبيعي للأفراد المصابين بمرض السكري من النوع الأول. ويتم تنفيذ برنامج التعليم المهيكل بإشراف الدكتورة ظبية المهندي، وهي استشاري أول ورئيس قسم السكري والغدد الصماء بإدارة الباطنية في مستشفى حمد العام.
وتهدف المبادرة إلى دعم المرضى في إدارة مرض السكري من النوع الأول بشكل فعال، وهو حالة مزمنة تؤثر في خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، حيث ينتج البنكرياس القليل جدًا من الأنسولين أو لا ينتجه نهائياً.
ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال تمكين المرضى البالغين المصابين بالسكري من النوع الأول من التعايش بصورة طبيعية قدر الإمكان مع الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الأهداف الصحية، مما يقلل خطر المضاعفات طويلة الأمد.
وتركز الاستراتيجية الوطنية القطرية للسكري، إلى جانب خطة العمل القادمة للسكري والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية، على تمكين مرضى السكري من النوع الأول من خلال برنامج التعليم المهيكل.
ويقدم برنامج “دافني”، تدريباً شاملاً يتضمن حساب الكربوهيدرات، وإدارة الأنسولين، واستخدام التكنولوجيا لرعاية مرضى السكري.
وتعد دولة قطر سباقة في ترجمة منهج دافني، إلى اللغة العربية، مما أدى إلى إنشاء مصدر تعليمي محلي يعزز نتائج التدريب. وتم إنشاء فريق لضمان الجودة وتدريبه على جمع البيانات وتحليلها قبل وأثناء وبعد التدريب، وهو أمر ضروري لإعادة اعتماد البرنامج.
وكشفت الدكتورة ظبية المهندي: “باعتبارها المزود الرئيس للخدمات الطبية الثانوية والمتخصصة لمرضى السكري في قطر، تُعد مؤسسة حمد الطبية المركز الرئيسي لإحالة جميع البالغين الذين تم تشخيصهم بداء السكري من النوع الأول للعيادات المتخصصة، ولذلك فقد تم إطلاق برنامج دافني تحت مظلة مؤسسة حمد الطبية كأولوية”.
وأشار الدكتور خالد بعقر، استشاري أول أمراض السكري والغدد الصماء، إلى أنه يتم حالياً تطبيق برنامج التعليم المهيكل من خلال فرق متعددة التخصصات تتألف من أطباء، مثقفين صحيين، واختصاصيي تغذية في مستشفى حمد العام، بالإضافة إلى فريق أساسي في مستشفى مسيعيد العام.
وأوضحت الدكتورة حمدة عبد الله، استشاري أول أمراض السكري والغدد الصماء: “أنه قد تم تدريب أحد عشر موظفاً في برنامج دافني، منهم خمسة أطباء، وثلاثة مثقفين، وثلاثة اختصاصيي تغذية”.
ويهدف برنامج التعليم المهيكل دافني، إلى التوسع في عام 2025، ليشمل عدداً أكبر من المرضى عبر برنامج تدريب المدربين، مما سيسهم في بناء المزيد من القدرات، وسيتم العمل كذلك لافتتاح عيادة مخصصة.
وأشاد الدكتور عادل عبد العزيز السيد نائب رئيس الاتحاد الدولي للسكري ومستشار منظمة الصحة العالمية في تصريح سابق، بالاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر لقطاعي الصحة والتعليم، ما انعكس بدوره على مستوى الخدمات والرعاية المتطورة المقدمة للمواطنين والمقيمين في هذه المجالات.