غزة: إسرائيل تبيد عائلات… وجثث الشهداء المكدّسة تنتظر من يدفنها

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي»: لم يجد الفلسطينيون في مناطق شمال قطاع غزة متسعا في المقابر، لدفع عشرات جثامين الشهداء الذين سقطوا في المجازر الدامية التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال الاجتياح البري والقصف الجوي، فيما واجهت طواقم الإنقاذ والمواطنون صعوبات بالغة في انتشال الجثامين والمصابين من تحت ركام المنازل المدمرة، وبينهم الأطفال، الذين تقطعت وتمزقت أجسادهم، من شدة الانفجار الصاروخي.
وفي اليوم 412 لحرب الإبادة، سجل استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة العشرات.
ويفوق معدل القتل الإسرائيلي الخمسين شهيدا كل يوم.
وفي بيان أصدرته وزارة الصحة نهار الخميس قالت إن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 71 شهيدا و176 إصابة خلال الـ (24 ساعة الماضية).
وهذا لا يشمل شهداء ارتقوا بعد صدور البيان.

تصعيد في عمليات قتل المدنيين… و71 شهيدا في 24 ساعة

وأعلنت الوزارة أيضا أن حصيلة الحرب ارتفعت إلى 44056 شهيدا على الأقل.
وكان فلسطينيون عملوا على دفع جثامين 66 شهيدا ارتقوا في ساعات الفجر الأولى ليوم الخميس، عندما دمرت قوات الاحتلال مربعا سكنيا كاملا وسوته بالأرض، يقع في محيط مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا، وهي من ضمن المناطق التي تخضع لعملية برية واسعة منذ 50 يوما.
وحمل المواطنون الضحايا صبيحة الخميس إلى أماكن الدفع المكتظة التي تبعد قليلا عن وجود جيش الاحتلال في شمالي القطاع، حيث ووريت الجثامين الثرى على عجل، وحسب إفادات من شهود عيان، فقد جرى دفن أجزاء قطعت من الجثامين، جراء الغارة العنيفة، فيما عم الحزن المنطقة.
وظل المواطنون، والطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان التي هبت للمساعدة، يعملون لساعات حتى تمكنوا من انتشال الجثامين، لعدم امتلاكهم الأدوات اللازمة، وفي ظل تعطل طواقم الدفاع المدني بالكامل في بلدات شمالي القطاع، حيث اضطر المشاركون في عمليات الإنقاذ حمل الضحايا على أكتافهم لإيصالهم إلى المشفى.
وكان من بين الضحايا عدد كبير من الأطفال والنساء، ومن بينهم أيضا نازحون تركوا منازلهم في مناطق أخرى شمالي القطاع، حيث العملية العسكرية البرية، ولجأوا إلى تلك المنطقة.

تكدس الجثث

وقال الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، إن الطواقم الطبية في مشفاه قليلة العدد، واجهت صعوبات في التعامل مع الضحايا، وإن جثث عشرات الشهداء اضطر لوضعها على الأرض بسبب كثرة العدد.
وأكد أنه لا يوجد في المستشفى جراحات تخصصية، وأن ما تقوم به الطواقم يعد فقط «إسعافا أوليا» لأغلب الحالات، فيما لا يزال الاحتلال يمنع دخول الوفود الطبية، وقال «المستشفى سيتحول إلى مقابر جماعية في حال عدم التدخل العاجل من المؤسسات الدولية وإدخال المستلزمات الطبية»، محذرا من أن الأيام المقبلة سنشهد ارتقاء جرحى وزيادة في الإصابات والشهداء نتيجة سوء التغذية وعدم توفر العلاج.
وفي السياق، قالت حركة «حماس» إن «العدو الصهيوني المجرم يواصل ارتكاب جرائمه، إمعانا في حرب الإبادة الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني، مستندا إلى غطاء أمريكي إجرامي، ودعم عسكري وسياسي لا محدود، وآخره الفيتو الذي أفشل به قرارا في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة»، وطالبت بتحرك دولي للضغط لوقف «الإبادة الصهيونية».
وتواصلت هجمات جيش الاحتلال على عدة مناطق شمال قطاع غزة، وقصف الطيران الحربي والمدفعية مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، كما شاركت طائرات مسيرة من الهجمات، وألقت قنابل على محيط مشفى العودة في منطقة تل الزعتر، وذلك على وقع تحركات آليات الاحتلال المتوغلة في تلك المناطق، والتي لا تزال تعمل على ترحيل السكان قسرا من هناك.
وفي مدينة غزة، كان الحال مماثلا لما يجري في بلدات الشمال، حيث استشهد 22 شهيدا معظمهم من الأطفال، وارتقى عشرات المصابين، فيما لا يزال هناك عدد من المفقودين، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة «العروقي» في منطقة أبو اسكندر في حي الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، حيث كان أصحاب المنزل في سبات لحظة الاستهداف، الذي أدى إلى تسوية المنزل المكون من ستة طوابق بالأرض.
وبصعوبة بالغة جرى التوصل إلى أماكن الضحايا تحت الركام ومن ثم واجهت طواقم الإنقاذ أيضا صعوبة في انتشالهم، في ظل افتقارها للكثير من الأدوات والمعدات اللازمة لهذه العمليات، وانتشرت صورا على مواقع التواصل الاجتماعي للضحايا الأطفال، ولقطع من اللحم تناثرت من أجساد الضحايا في مكان الاستهداف.
إلى ذلك واصلت قوات لاحتلال هجماتها على مدينة غزة، وأطلقت آليات الاحتلال المتوغلة على الأطراف الشمالية النار على حي الصفطاوي، كما تعرضت مناطق عدة تقع شمال غرب المدينة لعمليات إطلاق نار وقصف مدفعي.
وسجلت عدة إصابات جراء إطلاق طائرة مسيّرة النار على جبل الريس على أطراف حي التفاح شرقي مدينة غزة.
وترافق ذلك مع هجمات مماثلة طالت حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، حيث سمع أيضا دوي انفجارات عالية من أطراف الحي الجنوبية، ناجمة على الأغلب لعمليات نسف منازل هناك، لقربها من «محور نتساريم».
كذلك أطلقت قوات الاحتلال المتوغلة جنوب المدينة النار على أطراف حي الصبرة، وذكرت مصادر محلية أن طارات مسيّرة من نوع «كواد كوبتر»، أطلقت النار وألقت عدة قنابل على مناطق أخرى تقع في قلب الحي.
ولم تسلم مناطق وسط قطاع غزة من المجازر الدامية، وأعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات، عن استقبال شهيدين جراء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين في منطقة الحي الجديد في المخيم، فيما ارتقى شهيدان آخران في استهداف منزل في الحي، وثلاثة شهداء وعدد من الجرحى إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة «الدعالسة» وسط المخيم، وأصيب أربعة مواطنين، جراء قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين في منطقة مدخل مخيم البريج المجاور.
وتعرض المخيم لسلسلة هجمات بالمدفعية تركزت على المناطق الشمالية الشرقية والغربية، وذكر شهود عيان أن طائرة مسيّرة، أطلقت قنبلة صوب مجموعة من الموطنين غرب الحي الجديد، كما هاجمت قوات الاحتلال المتوغلة على الأطراف الحدود الشرقية لمخيم البريج.

استهداف المناطق الإنسانية

في الموازاة، أعلنت مصادر طبية عن استشهاد مواطن وطفله، متأثرين بجراحهما، في قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين غربي مدينة خانيونس جنوبي القطاع، ليرتفع عدد ضحايا المجزرة إلى تسعة، حيث سقط في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء سبعة شهداء في هذا الهجوم الدامي.
والمنطقة المستهدفة هي من ضمن المناطق الإنسانية حسب مزاعم جيش الاحتلال، وقد سبق وأن طالب المواطنين من عدة مناطق في شمال القطاع بالنزوح إليها، حيث تكررت مؤخرا عمليات استهداف المنطقة التي تعج بمئات آلاف النازحين.
وارتقى أربعة شهداء ومصابون إثر قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في منطقة قاع القرين جنوب شرقي مدينة خانيونس.
وهاجمت أيضا قوات الاحتلال بالمدفعية والرشاشات الثقيلة العديد من الأحياء الواقعة قرب الحدود الشرقية لمدينة خان يونس.
وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفل في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين شمالي مدينة رفح جنوب القطاع، وسقط ثلاثة شهداء وأصيب آخرون بجروح، في قصف الاحتلال لمنطقة ميراج شمال المدينة أيضا، وذلك على وقع استمرار العملية البرية هناك.
وتعرضت كذلك مناطق كثيرة شمال المدينة وشرقها لهجمات لجيش الاحتلال، كان من بينها غارات جوية على عدة أهداف، فيما سمع أيضا دوي انفجارات وتلاها تصاعد أعمدة الدخان من حيي تل السلطان والسعودي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية