القاهرة ـ «القدس العربي»: اختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الخامسة والأربعين فعالياته مساء الجمعة بحفل ختامي حافل جمع بين تكريم المواهب السينمائية وإبراز القضية الفلسطينية. شهد الحفل، الذي ترأسه الفنان حسين فهمي، حضور نخبة من نجوم الفن، حيث بدأ بعرض قوي للفرقة الفلسطينية «وطن للفنون الشعبية» والتي جاءت خصيصًا من غزة. أثارت الفرقة تفاعل الحاضرين، ليظهر حسين فهمي في لفتة مؤثرة وسط أعضاء الفرقة ويشكرهم على حضورهم، مشيرًا إلى أن مشاركتهم تأتي في سياق التضامن مع الشعب الفلسطيني.
في هذه الدورة، خص المهرجان الأفلام الفلسطينية بتكريم خاص. حيث ذهبت جوائز اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي لأفضل فيلم فلسطيني إلى فيلم «أحلام كيلو متر مربع» للمخرج قسام صبيح في المركز الأول، وفيلم «حالة عشق» للمخرجتين كارول منصور ومنى خالدي في المركز الثاني، وفيلم «أحلام عابرة» للمخرج رشيد مشهراوي في المركز الثالث. كما قدمت لجنة التحكيم شهادات تقدير لكل من الدكتور غسان أبو ستة، الطبيب الجراح بمستشفيي الشفاء والعودة في غزة، والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وفيلم «سن الغزال» للمخرج سيف حماش.
وفي إطار دعم السينما الفلسطينية، منحت شركة «مصر العالمية يوسف شاهين» ثلاث جوائز نقدية ضمن سلسلة الأفلام الفلسطينية «المسافة صفر» حيث فاز كل من فيلم «جلد ناعم» للمخرج خميس مشهراوي، وفيلم «خارج التغطية» للمخرج محمد الشريف، وفيلم «يوم دراسي» للمخرج أحمد الدنف، بمبلغ قدره ألف دولار أمريكي لكل فيلم.
استمرت فعاليات الحفل بالإعلان عن الجوائز الأخرى، حيث حصد الفيلم المصري «دخل الربيع يضحك» للمخرجة نهى عادل جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية (فيبرسي) إلى جانب جائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني للمخرجة نفسها، بالإضافة إلى تنويه خاص للفنانة رحاب عنان عن أدائها في الفيلم. كما فاز فيلم «حالة عشق» بجائزة سعد الدين وهبة لأفضل فيلم عربي، بينما ذهبت جائزة صلاح أبو سيف للمخرجة نهى عادل عن فيلمها «دخل الربيع يضحك».
على صعيد المسابقة الدولية، حصل الفيلم الروماني «العام الجديد الذي لم يأت أبداً» للمخرج بوجدان موريشانو على جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم، فيما ذهبت جائزة الهرم الفضي لأفضل مخرج لناتاليا نزاروفا عن فيلمها الروسي «طوابع بريد». وفاز فيلم «مالو» للمخرج بيدرو فريري بجائزة الهرم البرونزي كأفضل عمل أول أو ثان. كما حصد فيلم «ريا» الإيطالي جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو. أما جوائز التمثيل، فكانت من نصيب الفنان ليي كانج شنغ عن دوره في فيلم «قصر الشمس الزرقاء» والفنان ماكسيم ستويانوف عن دوره في فيلم «طوابع بريد». ونالت الفنانة يارا دي نوفايس جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «مالو».
في مسابقة أسبوع النقاد الدولي، حصل الفيلم الفرنسي «ألماس خام» للمخرج أجاث ريدينجر على جائزة شادي عبد السلام لأفضل فيلم، بينما نال الفيلم الأرجنتيني «سيمون الجبل» للمخرج فيديريكو لويس جائزة لجنة التحكيم الخاصة. كما حصل الفيلم المصري «أبو زعبل 89» للمخرج بسام مرتضى على تنويه خاص.
أما في مسابقة الفيلم القصير، فقد حصل الفيلم الصيني «ديفيد» على جائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير للمخرجين كاي شويه وهونغ جييشي، بينما فاز فيلم «انصراف» للمخرجة جواهر العامري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وحصل فيلم «الأم والدب» للمخرجة ياسمينا الكمالي على تنويه خاص.
في المسابقة الأفريقية، حصل فيلم «داهومي» للمخرج ماتي ديوب على جائزة أفضل فيلم أفريقي طويل، بينما فاز فيلم «أبو زعبل 89» بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. كما ذهبت جائزة منظمة ترويج السينما الآسيوية لفيلم «تاريخ موجز لعائلة» للمخرج لين جيانجي.
وكان الحفل قد بدأ بالسلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية وبعدها تم عرض قصيدة «على هذه الأرض ما يستحق الحياة» للراحل محمود درويش.
تلاها استعراض لفرقة «وطن للفنون الشعبية» الفلسطينية، وسط تفاعل الحاضرين، مثلما حدث في حفل افتتاح المهرجان في لافتة تضامنية من المهرجان مع أهل فلسطين، ليظهر بعدها حسين فهمي وهو يتوسط الفرقة وبعد العرض قدم الشكر للفرقة الذي أكد أنهم حضروا من غزة الشقيقة. وقال حسين فهمي رئيس المهرجان: «أهلا بكل في حفل الختام على هذه الأرض ما يستحق الحياة فالفن قادر أن يحكي حواديت لأشخاص من لحم ودم يستحقون الحياة وأنا لمحت حبا كبيرا واحتفاء بالمهرجان وكلنا كفريق عمل سعداء بكل كلمة اتقالت علينا وكل اللي اتقال في حق فلسطين ولبنان مش غريب على مصر أم الدنيا فهي حاضنة العروبة فمصر كبيرة بفنها وفنانينها الذين حضروا خلال فعاليات المهرجان بحب حقيقي للسينما».
وأضاف حسين فهمي: «قمنا بإنشاء عدد من البروتوكولات خلال الدورة 45 ووقعنا مؤخرا بروتوكولا بين لجنة مصر للأفلام ورابطة مديري مواقع التصوير بالعالم ومقرها أمريكا لتعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية لتصوير الأفلام العالمية وهذا يدل على مكانة مصر لتكون السينما مصدرا من مصادر الدخل القومي المصري».
شهد الحفل أيضاً كلمة من وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو، الذي أكد على أهمية المهرجان كمنارة ثقافية، وأعرب عن فخره بالدورة الخامسة والأربعين التي جمعت بين التنوع الفني والتضامن الإنساني. واختتم حديثه قائلاً: «وزارة الثقافة هي بيتكم والملاذ والمنارة الثقافية في مصر، وأهلاً بكم دائماً».