سقطة أخرى لغوارديولا ​والسيتي!

بعد سلسلة من خمس هزائم متتالية في جميع المسابقات تعرض سيتي غوارديولا إلى سقطة أخر​ى جديدة في الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا بعد التعادل الذي فرضه عليه الفريق الهولندي فينورد روتردام في ملعب “الاتحاد” عندما قلب التأخر بثلاثة – صفر إلى تعادل في الربع ساعة الأخير، هو الأول من نوعه للفريق الانكليزي في التاريخ بهذا الشكل المحير والمثير للكثير من التساؤلات في الأوساط الفنية والجماهيرية، خاصة وأنه جاء مباشرة بعد تجديد عقد المدرب الإسباني لموسمين اضافيين الى غاية صيف 2027، وجاء بعد أن كان الفريق متقدما بثلاثية نظيفة في الدقائق الأخيرة، وجاء أيضا قبل أيام من مواجهة أخرى صعبة ومعقدة في “أنفيلد” أمام ليفربول في الدوري الانكليزي.
كل شيء كان جميلا  بالنسبة للسيتي في مباراته الخامسة في دوري الأبطال التي كان يعول فيها على إيقاف سلسلة الخسائر المتتالية، فأحرز ثلاثة أهداف إلى غاية الربع ساعة الأخير الذي شهد ريمونتادا هولندية تاريخية بسبب أخطاء دفاعية كارثية، وفقدان اللاعبين لتركيزهم وتوازنهم ما كلفهم الغرق في أزمة يصعب تفسيرها والخروج منها بسهولة خاصة أنها نفسية أكثر منها فنية في تقدير الكثير من المحللين، في حين يعتبرها البعض الآخر طبيعية وعادية بسبب غياب رودري والإصابات الكثيرة لعديد اللاعبين الذين تراجع مستواهم على غرار كيفن دي بروين وفل فودن وجاك غريليش وبرناردو سيلفا، حيث اضطر المدرب إلى البحث عن حلول لم تكن موفقة.
البعض الآخر يعتقد أن غوارديولا هو السبب بعد أن فشل في تجديد منظومة لعبه ووصل الى مرحلة يجب عليه أن يرحل ليس لأنه مدرب فاشل، لكن لأنه فشل في إيجاد الحلول للمشاكل الفنية التي واجهته منذ انطلاق الموسم، وفشل في إيجاد الحلول للغيابات المتكررة، وتحفيز لاعبيه الذين بدأوا يفقدون الشغف منذ تتويجهم بدوري الأبطال اعتقادا منهم بأنهم حققوا كل البطولات والألقاب مع غوارديولا الذي أحرز 18 لقبا في ثماني سنوات، ولم يعد لديه أهداف أخرى مع السيتي رغم تجديد عقده لموسمين إضافيين بعد أن شعر بأنه لا يوجد سبب لرحيله، ولا يزال بإمكانه تحقيق المزيد، على حد تعبيره الأسبوع الماضي، وهو الذي خاض 490 مباراة مع السيتي حقق فيها  18 لقبا.
العوامل الذاتية للتراجع لا تلغي عوامل أخرى موضوعية تعود للمنافسين الذين لم يعد يخيفهم السيتي بعد أن انكشفت أمامهم طريقة لعب الفريق ونقاط قوته وهشاشة منظومته الدفاعية التي تلقت أكثر من هدفين في مبارياته الستة الأخيرة، بدأها بالخسارة في ثمن نهائي كأس الرابطة أمام توتنهام بثنائية، ثم ثنائية أخرى في الدوري أمام بورنموث، وخسارة برباعية ضد سبورتينغ لشبونة في دوري الأبطال، قبل أن يسقط بثنائية أخرى في الدوري أمام برايتون، و​رباعية قاسية ومذلة على ميدانه عندما واجه توتنهام وتلقى الخسارة الخامسة على التوالي هزت أركان فريق ليس ككل الفرق، ومدرب ليس ككل المدربين، ظهر حزينا وتعيسا ومنهارا في الندوة الصحفية التي أعقبت مواجهة فينورد.
المهم أن المان سيتي لم يحقق أي فوز في 6 مباريات متتالية لأول مرة مع غوارديولا، خسر فيها خمس مباريات في جميع المسابقات، وبات أول فريق إنكليزي في تاريخ دوري الأبطال يفشل في الفوز بمباراة بعد أن كان متقدما في النتيجة بثلاثة أهداف حتى الدقيقة الخامسة والسبعين، والأهم هو المستقبل وكيف سيكون رد الفعل، خاصة وأن المباراة المقبلة ستكون الأصعب والأخطر عند مواجهة ليفربول في “أنفيلد” في واحدة من أكثر التحديات التي يواجهها سيتي غوارديولا صعوبة في مشواره الكروي الثري، فهل ستكون الانطلاقة من ليفربول أم سنشهد الضربة القاضية التي تقضي على ما تبقى من هيبة السيتي التي تصدعت بعد السقطات المتكررة للفريق.
إعلامي جزائري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية