سلفيت – «القدس العربي»: أُصيب 9 مستوطنين إسرائيليين واستشهد فلسطيني، في عملية إطلاق نار استهدفت حافلة قرب مستوطنة «أريئيل» شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وشهد اليوم عمليتين اخريين، كان آخرها إطلاق نار استهدف دورية إسرائيلية قرب بيت لحم، من دون تسجيل إصابات حسب إعلام إسرائيلي.
وأفادت مصادر طبية إسرائيلية أن بين المصابين في عملية «أريئيل» أربعة تعرضوا لإطلاق النار مباشرة، حيث وُصفت جراح ثلاثة منهم بالخطيرة، بينما أُصيب الرابع بجراح متوسطة، فيما كانت الإصابات الخمس الأخرى طفيفة.
وقال جيش الاحتلال إن أربعة من المصابين هم من جنوده.
وأفاد مصدر عسكري في جيش الاحتلال بأن عملية إطلاق النار التي وقعت قرب سلفيت، استهدفت دورية شرطة وحافلة تقل مستوطنين، مشيرًا إلى أن العملية نفذها مسلح، وتم إعدامه، وقد وصل مسلحاً ببندقية آلية ويرتدي جعبة واقية من الرصاص.
طوق أمني
وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن قوات الاحتلال كانت تطارد منفذًا ثانياً، وسط استنفار أمني مكثف في المنطقة.
في الوقت ذاته، أطلق ناشطون دعوات عبر مواقع التواصل لحذف تسجيلات كاميرات المراقبة في محيط العملية، لتفادي استخدامها من قِبل الاحتلال في عمليات الملاحقة. وذلك قبل أن يعلن جيش الاحتلال أن المنفذ كان وحيداً.
وأغلقت قوات الاحتلال عدداً من الحواجز القريبة من محافظة سلفيت، ما أدى إلى شلّ حركة المرور.
وتأتي هذه العملية بعد أيام من حادثة مشابهة، حيث أصيب إسرائيليان بجراح في السادس من الشهر الجاري جرّاء عملية دهس عند مدخل مستوطنة «شيلو» قرب بلدة ترمسعيا، تبعها إطلاق النار على منفذ العملية.
وأبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية، عصر الجمعة، وزارة الصحة باستشهاد سامر محمد أحمد حسين (46 عاما) برصاص الاحتلال قرب سلفيت.
وقالت مصادر محلية، إن الشهيد إمام مسجد وأب لخمسة أطفال. وبيّن التحقيق الأولي للجيش الإسرائيلي أن المنفذ وصل على الأرجح من جهة نابلس عبر طريق 505، ومر عبر مفترق تفوح واتجه غربا.
وعندما وصل إلى مفترق «جيت أبشر»، أوقف سيارته على بعد حوالي 150 مترا من الحافلة وأطلق النار عليها.
وتمكن جنود الاحتلال الموجودون في نقطة عسكرية ثابتة، من رصد المنفذ وأطلقوا النار عليه.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال تركت المواطن المصاب ملقى على الأرض وهو ينزف، ومنعت تقديم الإسعافات له، ما أدى إلى استشهاده، مشيرةً إلى أن الاحتلال احتجز جثمان الشهيد.
وأغلقت قوات الاحتلال البوابة الحديدة على الشارع المؤدي إلى القرى الغربية لمحافظة سلفيت، قرب بلدة قراوة بني حسان.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي، إن المنفذ كان أسيرا سابقا في السجون الإسرائيلية.
وأضاف، أنه لم تكن هناك إنذارات محددة حول هجوم قريب، مشيرا إلى أن الأمن الإسرائيلي يحقق فيما إذا كان المنفذ عضوا في خلية.
وقالت وسائل إعلامية عبرية إن العملية عبارة عن كمين أعد مسبقاً على مركبة للشرطة كانت تؤمن المكان وعلى الحافلة الإسرائيلية.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن منفذ العملية استخدم بندقية M16 حيث كان بحوزته مخزن رصاص، تمكن من إطلاق نصف احده أي قرابة 15 رصاصة.
وباستشهاد حسين، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 797 شهيدا بينهم 168 طفلا، وفقا لبيانات صادرة عن وزارة الصحة.
وتبنّت «كتائب الشهيد عز الدين القسّام» العملية، وقالت في بيان: «بأسمى آيات الفخر والاعتزاز، تزفّ كتائب القسام، لشعبنا العظيم ولأمتنا الأبية، منفذ العملية البطولية: الشهيد القسامي المجاهد /سامر محمد أحمد حسين (46 عامًا)، من قرية عينبوس جنوب نابلس».
وشدّدت «كتائب القسام»، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، على أن «كل القرارات التي كُتبت بحبر الحكومة الصهيونية المتطرفة، والتي تستهدف بها الضفة الغربية، ستدفّع ثمنها دماً مسفوكاً من أجساد الجنود والمغتصبين في كل محافظات الضفة بإذن الله».
ورأت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في بيان، أن العملية «» صفعة قوية للعدو الصهيوني تؤكد جاهزية المقاومة واستمرار ضرباتها النوعية في كل فلسطين».
وتشهد الضفة الغربية تصعيدًا ملحوظاً في الآونة الأخيرة، في ظل استمرار المواجهات وعمليات المقاومة في عدد من المناطق.
وفي عملية أخرى، قال جيش الاحتلال إن مسلحين حاولوا إطلاق النار من مركبة مسرعة على قوة تابعة له قرب منطقة جبل الخليل، جنوب الضفة الغربية، دون وقوع إصابات.
وطالب مستوطنون وأعضاء كنيست إسرائيلي الجيش الإسرائيلي بإطلاق عملية عسكرية في الضفة الغربية كما هو الحال في الشمال والجنوب. ودعا رئيس المجلس الاستيطاني في الضفة اسرائيل غانتس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يسرائيل كاتس، إلى تنفيذ عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية، «بهدف تفكيك بنى الإرهاب وإعادة الأمن إلى المنطقة».
وأضاف غانتس: «ندعو إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتغيير الواقع في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). يجب العمل ضد الإرهاب الإيراني في المنطقة بنفس الحزم الذي عملنا به ضد الإرهاب في غزة ولبنان، من خلال تحريك السكان وتفكيك بنى الإرهاب التحتية».
الأقصى
من جهة ثانية، أدى عشرات آلاف المقدسيين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في القدس، فيما واصلت سلطات الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلين إليه.
وقدرت مصادر في الأوقاف الإسلامية أعداد المصلين الذين أدوا صلاة الجمعة في الأقصى بـ50 ألف مصلٍّ.
في الوقت نفسه، وضعت أقامت قوات الاحتلال حواجز للشرطة ونشرت عناصرها على أبواب الأقصى وفي البلدة القديمة وعلى الطرق المؤدية إليه، وقامت بتوقيف الشبان ومنعت المئات منهم من الدخول «بشكل عشوائي».
وقال الشبان: «إن القيود على دخول الأقصى متواصلة، ولم تتوقف منذ بداية الحرب على غزة، وفي الأشهر الأخيرة أصبحت تخضع لمزاجية الضباط والجندي المتمركز على باب الأقصى أو أبواب البلدة القديمة».
وأضافوا: «تتضمن هذه القيود الضرب والاعتداء والإبعاد بالقوة عن محيط الأقصى، لكننا نحاول الوصول إلى أقرب نقطة والصلاة عندها». وأدى الشبان الصلوات على عتبات الأقصى وفي البلدة القديمة، رغم الملاحقة والاعتداءات التي تعرضوا لها.
وتشهد منطقة باب الأسباط (الطريق وأبواب البلدة القديمة والأقصى) إجراءات مشددة، تتمثل في وضع السواتر والمتاريس الحديدية، ونشر قوات بأعداد كبيرة في المنطقة، وتوقيف الوافدين إلى الأقصى والاعتداء على الفتية والشبان.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة عبر باب العامود وباب الأسباط، ودققت في هوياتهم، وأوقفت عددا من الشبان ومنعتهم من الدخول إلى المسجد. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اعتدت على شاب قرب باب الأسباط بعد أن منعته من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة.
وأدى عدد من الشبان صلاة الجمعة في محيط المسجد الأقصى بعد أن منعهم الاحتلال من الدخول إلى باحاته.
وتواصل قوات الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خاصة خلال أيام الجمعة. وتحرم سلطات الاحتلال آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، حيث تشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.
وفي سياق مواز، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
اعتقالات
في قرية بيت فوريك شرق نابلس، إعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين بعد اقتحامها للبلدة ومداهمة عدد من المنازل وتفتيشها والعبث بمحتوياتها. والمعتقلون هم: محمد محمود خطاطبة، ومحمد حسام أبو حيط حنني، وثائر بدران مليطات، ومحمود بسام نصر حنني.
كما استولت قوات الاحتلال على ثلاث مركبات تعود ملكيتها للمواطنين محمد حسام حنني، والشقيقين محمد ويوسف حسن أبو سمرة، إضافة إلى مصاغ ذهبي ومبلغ مالي من منزل المواطن بسام حنني.
وفي مدينة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة وتجولت في عدد من شوارعها، دون أن يتم الإبلاغ عن اعتقالات أو مداهمات إضافية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة بيت لحم وداهمت منازل في شارع الصف تعود للمواطنين محمد وأسعد الهريمي.
وفي بلدة بلعا شرق طولكرم، أبلغت قوات الاحتلال عائلة المعتقل محمد طلال أبو ياسين بقرار هدم منزلها. وتم إلصاق القرار على جدار المنزل، ومنحت العائلة 72 ساعة للاعتراض قبل تنفيذ عملية الهدم. وأبو ياسين معتقل منذ كانون الثاني / يناير الماضي. في السياق ذاته، اقتحمت آليات الاحتلال مدينة طولكرم، حيث تجولت في عدة مناطق وضواحيها، قبل أن تنسحب باتجاه حاجز «عناب» العسكري.
وفي الخليل جنوبا، طارد مستوطنون، رعاة الأغنام، فيما منعت قوات الاحتلال، ترافقها مجموعة أخرى من المستوطنين الأهالي من زراعة أراضيهم في مسافر يطا جنوب الخليل.
كما منعت قوات الاحتلال الاسرائيلي ترافقها مجموعة من المستوطنين، الأهالي من حراثة أراضيهم وزراعتها بالمحاصيل الشتوية، بالقرب من سوسيا في مسافر يطا.