الاعتراف بدولة فلسطين

كثيرون مثلي، سرهم اعتراف حكومة إسبانيا بالدولة الفلسطينية، هذا بينما يضاعف جنود الاحتلال عملياتهم الحربية في غزة، وترتكب تل أبيب حرب إبادة وتجويعاً وعنفاً جنسياً، واقترفت أكثر من 2500 مجزرة. وحسناً، فعلت جريدة “القدس العربي” حين كتبت بتاريخ 16 تشرين الثاني/ نوفمبر عن الإبادة بالأرقام: بينها 171 طفلاً رضيعاً ولدوا واستشهدوا، و17029 شهيداً من الأطفال، إسرائيل تحرص على قتل الأطفال قبل أن يكبروا ويقاتلوا ضدها، وعلى قتل الصحافيين والإعلاميين لأنهم ينقلون الحقيقة وأكثر من ربع مليون مريض في خطر في غزة بسبب منع الأدوية، و5000 معتقل من غزة خلال حرب الإبادة وتتم معاملتهم في السجون الإسرائيلية على نحو مهين. ألا تستحق غزة المزيد من الاهتمام العالمي بما يقترفه جنود الاحتلال فيها؟ حيث يتعرض السجناء الغزاويون للصعق بالكهرباء والتجويع والتعرية المذلة، وحتى يعترف العالم كله بدولة فلسطين؟

تغيير التوقيت

وجد الكثير من العلماء أن تغيير التوقيت مرتين في العام سيئ، ولأن فرنسا ـ التي أعيش فيها حالياً ـ من الدول التي تغير التوقيت يخصني الأمر على الصعيد الشخصي. الأطباء يقولون إن ذلك يغذي مشاكل النوم وحوادث المرور وارتفاع حالات السرطان. من طرفي، أتكيف فوراً مع تبديل التوقيت لكنني أجده سيئاً لأنه يزيد من فاتورة الكهرباء، حيث يهبط الظلام ساعة قبل عادته..! ولأن أصدقائي وأخي وأسرته يعيشون في بلاد أخرى يصير عليّ الاتصال هاتفياً بهم لمعرفة هل تبدل التوقيت في الدول التي يعيشون فيها وعليّ أن أتذكر ألا أتصل بهم هاتفياً بعد نومهم أو قبل استيقاظهم! وإذا عرضوا قضية تغيير التوقيت على التصويت أظن أن الكثيرين سيصوتون مثلي: لا.

البدانة بريئة من البطالة

قرأت عن بلد أوروبي سيوزع آلاف الحقن لإنقاص الوزن، وبالتالي لإخراج البدناء من البدانة. لا أدري رأي الطب في ذلك ولكنني أعتقد أن اخراج الناس من البطالة يتطلب إرادة الشخص قبل إنقاص الوزن.
ثم إنني أعرف العديد من البدينات والبدناء الذين يعملون، بما في ذلك بعض نجمات التلفزيون الفرنسي. وأنا شخصياً حين ألتقي بشخص بدين أنسى حجمه الجسدي ويلفتني سلوكه الإنساني.. ولا أعتقد أن البدانة هي بالضرورة سبب المرء عن تقاعسه في العمل.

سفيرة البوم: لا!

بصفتي محبة كبيرة لطائر البوم وفي بيتي عشرات منها (في تماثيل ولوحات) ولذا لم أصدق صورة لنجمة هوليودية تحمل بومة. هذه الصورة مزورة لأنها ملتقطة (بالفلاش) أي الضوء الذي يتم عصرياً التقاط الصور به، وبحكم صداقتي الحميمة مع البوم أعرف أنها لن تفتح عينيها على هذا النحو في وجه الضوء الساطع، فالبومة تحب الظلام وتصطاد ليلاً وتهرب من الأضواء على العكس من النجمة الهوليودية. وفي الصورة البومة الجميلة تحدق في المصور وذلك غير ممكن في الحياة الحقيقية!
الصورة الهوليودية جميلة وتلفت النظر، ولكن عشاق طائر البوم، مثلي، يعرفون أن هذه البومة ليست أكثر من تمثال متقن الصنع! ومعذرة من البوم!

تدريس الكذب في الكتب!

في (غارتي) الأسبوعية على المكتبات في باريس فوجئت بسلسلة من الكتب تعلم القارئ الكذب ليبدو مثقفاً!
هذا كتاب (منشورات هاشيت) يعلمك كيف تتظاهر بأنك ناقد للطعام في مطاعم باريس! وهذا كتاب عن 500 كذبة قابلة للتصديق للتخلص من زوجتك وأصدقائك لساعات! وكنت أظن أن الكتب وجدت لنشر الحقيقة لكن مع الزمن كل شيء يتغير.

حتى الشوارع تتغير!

في إحدى زياراتي إلى لندن، أيام كان أخي يدرس فيها، وجدت غرفة للإيجار في مبناه فأقمت فيها كجارة لأخي الحبيب، وسررت بهدوء الحي وحرصت على العودة إلى (البيت) قبل منتصف الليل في (الباص) رقم 15 الذي تصادف أن له محطة مقابل (البيت). ولكنني فوجئت بعد ذلك بأعوام أن الحي الذي كان هادئاً صار موقعاً لكرنفال “نوتينغ هيل”، الموصوف بأنه مهرجان لندن الأشهر. وقرأت أن هذا المهرجان يقام في تلك المنطقة عبر “لادبروك غروف” أي الشارع الهادئ الذي كنت وأخي نقيم فيه..!
مع الزمن كل شيء يتبدل، لا بعض الكتب وحدها، بل والشوارع أيضاً!

الأبناء يتغيرون أيضاً!

روعني خبر قرأته في منبر أثق بأخباره وهو عن رجل قتل 12 من أفراد عائلته في حادثة إطلاق نار جماعي بينهم والده وشقيقه مع العلم أنه في إيران (حيث وقعت الجريمة العائلية) يمنع اقتناء السلاح ـ باستثناء بنادق الصيد. ثم قُتل (القاتل) مع قوات الأمن خلال محاولة توقيعه! وحدث ذلك في إيران. وأظن أن ذلك سببه “لحظة جنون” حتى بالمعنى الطبي للكلمة. ولم يتمكن أحد من استجوابه (وكنت أتوق لمعرفة بماذا سيفسر فعلته المروعة) فقد قتل خلال اشتباك مع قوات الأمن التي حاولت إلقاء القبض عليه (عمره 30 سنة). أظن أنه من الأفضل عدم توافر السلاح في أيدي بعض الناس ومن يبيعهم ذلك هو شريك في الجريمة! والمرعب أن حوادث إطلاق النار على الأهل تتكاثر..

الحنين إلى الوطن الأم

لا أرى صورة لسوق الحمدية في دمشق إلا وأقصها من الجريدة، وأمامي الآن صورة قصصتها من “القدس العربي” بتاريخ الثلاثاء 21 ـ 8 ـ 2018 وأعتقد أن كل من غادر وطنه الأم يشعر بالحنين إليه.
وأتذكر أن صاحب “دار الآداب” الدكتور سهيل أديب في بيروت وزوجته، زارا دمشق ونزلنا في فندق راق قريب من ساحة المرجة وسوق الحمدية، وأن قريبي الشاعر الكبير نزار قباني اصطحبني إليهما للتعارف ولأعرض عليهما نشر كتابي الأول “عيناك قدري”..! ولدي ذكريات كثيرة في مدينتي الأم دمشق لا يتسع لها المجال وتحتاج إلى سلسلة من الكتب وهو ما فعلته وما زال في قلبي المزيد كما في قلب كل من غادر وطنه الأم حتى إذا أقام في أجمل مدن العالم. فالوطن الأم لا يُنسى.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية