بغداد ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي يترقب فيه المسؤولون العراقيون، وصول وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي إلى العاصمة الاتحادية بغداد، يوم غد الجمعة، في زيارة رسمية من المقرر لها أن تستمر يوماً واحداً، لبحث تطورات الأوضاع في الأراضي السورية، دعا ائتلاف «إدارة الدولة» الحاكم، التحالف الدولي المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية» لأخذ دوره في حفظ الأمن في العراق وسوريا، فيما استضاف البرلمان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، مخولا إياه اتخاذ قرارات تحفظ الأمن الوطني للبلاد.
وأكد السوداني خلال الجلسة، حق العراق الطبيعي لضمان أمن حدوده وتعزيزها.
فيما جدد رئيس مجلس النواب، محمود المشهداني، خلال الجلسة، دعم السلطة التشريعية الكامل للحكومة فيما يتعلق بالحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، مؤكداً أن العراق لن يقاتل بالنيابة عن أحد.
وقال إن» السلطة التشريعية تقف إلى جانب الحكومة في مواجهة التحديات الأمنية، ولن نسمح لأي تهديدات خارجية بزعزعة أمن العراق واستقراره» مشددًا على أن «المجلس سيكون من أول المشاركين في الدفاع عن أمن الوطن وحمايته».
وأضاف: «نحنُ في وضع ووقت حساس يشهد فيه العراق تحديات أمنية تتطلب تعزيز التعاون بين السلطة التشريعية والتنفيذية للحفاظ على سلامة البلاد».
ذكرت الدائرة الإعلامية للبرلمان أن مجلس النواب استضاف السوداني، بناءً على طلبه برفقة وزراء التخطيط والداخلية والخارجية لـ«الحديث عن سياسات الحكومة والتدابير التي تتخذها لمواجهة التحديات والتطورات الجارية في المنطقة».
ووفق النائب يوسف الكلابي، فإن البرلمان خول السوداني باتخاذ القرارات التي تحفظ الأمن الوطني العراقي.
وقال في تدوينة إنه «بعد انتهاء جلسة استضافة الحكومة، مجلس النواب خول رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة اتخاذ كافة القرارات التي تحفظ الأمن الوطني العراقي وخصوصا في موضوع سوريا».
وأضاف، أن «في وقت الأزمات الشعب العراقي واحد شيعةً وسنة وكرداً وكل أطياف الشعب العراقي».
في الموازاة، عقد ائتلاف «إدارة الدولة» الحاكم، اجتماعه الدوري (منتصف ليلة الثلاثاء/ الاربعاء) بحضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني، وتم تخصيص الاجتماع لبحث التطورات الأمنية في سوريا وانعكاساتها على الأمن القومي العراقي».
مقرا للحوارات
وعبر الائتلاف عن «دعمه وتأييده لكل الجهود الحكومية الدبلوماسية والأمنية التي تقوم بها منذ بداية الأزمة» داعيا إلى أن «تكون بغداد مقراً للحوارات المستمرة».
المشهداني: لن نقاتل بالنيابة عن أحد… وعراقجي في بغداد غداً
وطمأن المجتمعون جميع العراقيين بأن «الاستعدادات كفيلة بأن تمنع أي خطر عن العراق» مؤكدين أهمية «توحيد الخطاب الوطني، وبذل مزيد من الجهود في اتجاه الانفتاح على جميع الدول المعنية بالأزمة، واتخاذ خطوات تحفظ أمن وسلامة الأراضي السورية من جهة، وتحفظ الأمن القومي العراقي من جهة أخرى، وذلك من خلال التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا».
وأعلن المجتمعون عن مبادرة عراقية لدعوة دول الجوار، والدول المعنية بالأزمة السورية إلى اجتماع عاجل في بغداد.
حراك سياسي
وفي الموازاة، حذر رئيس تيار «الحكمة» عمار الحكيم، أمس الأربعاء، من الانهيار الأمني في سوريا وخطورة تداعياتها على البلاد، مؤكدا أن العراق يخوض حراكا سياسيا ودبلوماسيا على الصعيد الداخلي والخارجي لحماية أراضيه.
وقال في مؤتمر صحافي عقده على هامش زيارته لمحافظة ديالى، إن «هناك استنفاراً أمنياً وسياسياً ودبلوماسياً لدفع الخطر عن العراق» لافتاً إلى أنه «تم إرسال قوات كافية الى الحدود».
وأضاف أن «هناك إجراءات لترصين الجبهة الداخلية، وتم اتخاذ أعلى الاستعدادات الأمنية والعسكرية لحماية العراق» مشيرا إلى أن «العراق يخوض حراكاً سياسياً ودبلوماسياً داخلياً وخارجياً لحماية أراضيه والحد من توسع المخاطر في المنطقة وتمدد الإرهابيين في سوريا».
كما شدد على أن «العراق معني بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والتعاون مع الحكومة السورية للتعاون ودرء مخاطر الإرهاب» محذرا من أن «الانهيار الأمني في سوريا ستكون له انعكاسات خطيرة على العراق، ولكن في المقابل هناك جهوزية كاملة لحماية أرضنا سياسيا وأمنيا وعسكريا».
ويرى السياسي العراقي المنتمي «للإطار التنسيقي» الشيعي، إن «تقوية الجبهة الداخلية للعراق يتمثل بعدة خطوات، من بينها تشريع القوانين المهمة والعادلة وكذلك التفاهم السياسي والاجماع الوطني بشأن هذا التحدي في المنطقة».
وأكد وجوب «ضبط الخطاب الوطني ورفض أي خطاب طائفي قد يحدث مشاكل بين المجتمع لدرء الفتنة».
يأتي ذلك في وقتٍ أكدت فيه مصادر عراقية وإيرانية، إجراء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، زيارة رسمية إلى العاصمة العراقية بغداد يوم الجمعة المقبل.
وطبقاً للمصادر فإن عراقجي سيعقد خلال زيارته اجتماعات عدة مع المسؤولين العراقيين لبحث تطورات وتداعيات الأوضاع في سوريا وتأثيرها على المنطقة.
وخلال الزيارة التي من المقرر لها أن تستغرق يوما واحدا، سيلتقي عراقجي رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني.
وينّشغل المسؤولون في العراق بتجنيب البلاد تداعيات التطورات الأمنية في الداخل السوري.
ويؤكد رشيد، ضرورة بذل المزيد من الجهود لتطويق الأزمات في المنطقة.
وذكرت الدائرة الإعلامية لرئاسة الجمهورية في بيان، بأن رشيد، استقبل، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، واستعرض اللقاء مسار الأحداث في شمال سوريا وتطوراتها، والجهود التي تبذل لتخفيف التوترات ونزع فتيل الأزمات في المنطقة.
وأشار الرئيس العراقي إلى ضرورة «بذل المزيد من الجهود لتطويق تلك الأزمات» موضحاً أن «توسع دائرة الصراع في المنطقة لن يكون في صالح استقرار الأوضاع فيها».
وبينت الدائرة الإعلامية لرئاسة الجمهورية، أن حسين، قدم «شرحاً مفصلاً للمشاورات والاتصالات التي تجريها وزارة الخارجية العراقية في إطار تنسيق المواقف الإقليمية والدولية لإيجاد حلولٍ للأزمات التي تشهدها المنطقة، وبما يعزز الأمن والاستقرار فيها».
في حين، أكد مستشار الأمني القومي العراقي، قاسم الأعرجي، دعم العراق لجهود الوصول إلى تهدئة شاملة في المنطقة.
وقال في «تدوينة» له، إن «العراق حكومةً وشعباً، يقف ويؤيد ويدعم بقوة، كل الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة، من أجل الوصول إلى تهدئة شاملة في المنطقة».
ورأى أن «السلام والاستقرار في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، ضرورة ملحة تستوجب زيادة التنسيق والتعاون عبر الحوار البناء، من أجل مستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً لبلداننا».