غزة – “القدس العربي”:
على وقع مجازر دامية سقط فيها عشرات الضحايا وبينهم أطفال، اقتحمت قوات الاحتلال المتوغلة شمال قطاع غزة، مستشفى كمال عدوان من جديد، والذي يقدم خدمات بالحد الأدنى للمرضى والمصابين، وقامت بتخريب مقتنياته وطرد مرضاه واعتقال عدد منهم، بعد أن كانت قد قصفته على مدار الأيام الثلاثة الماضية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن قيام قوات الاحتلال بارتكاب 3 مجازر ضد العائلات خلال الساعات الـ 24 الماضية، وصل منها للمستشفيات 32 شهيدًا و95 إصابة، وذكرت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 44,612 شهيدًا و105,834 إصابة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
مجازر العائلات
وميدانيا، فقد صعدت قوات الاحتلال من هجومها الدامي على شمالي القطاع، وسقط جراء قصف عنيف استهدف المنطقة المحيطة بمستشفى كمال عدوان أكثر من 30 مواطنًا، وأصيب الكثير بجراح مختلفة.
ورغم كم المجازر الكبيرة شمال قطاع غزة، وسقوط عشرات الضحايا، واحتياج المصابين إلى رعاية طبية، إلا أن قوات الاحتلال واصلت فرض الحصار المحكم على تلك المناطق، بما فيها المشافي، وقامت في ذات الوقت بعد سلسلة استهدافات تعمدت فيها تخريب مقتنيات مشفى كمال عدوان بالهجمات التي نفذتها طائرات مسيرة من نوع “كواد كابتر”، على مدار الأيام الثلاثة الماضية، اقتحام المشفى وطرد واعتقال من فيه من مواطنين ومصابين وطواقم طبية.
وقال الطبيب مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة معلقا على ما جرى في المشفى “إن الخدمة في شمال قطاع غزة وصلت إلى تحت الصفر في ظل العدوان الإسرائيلي الشرس”، لافتا إلى أن الوضع في جنوب ووسط القطاع “لا يقل عن ما يحدث في الشمال”.
وفي السياق، فقد استمرت هجمات جيش الاحتلال على مناطق التوغل البري الأخرى شمال قطاع غزة، وقصف الطيران الحربي والمدفعية العديد من أحياء جباليا وبيت لاهيا، فيما قامت الآليات المتوغلة باستهدافات أخرى تخللها إطلاق النار من رشاشات ثقيلة.
وذكر شهود عيان أن دوي انفجارات عالية سمعت عدة مرات، تلاها تصاعد أعمدة الدخان، ناجمة عن قيام جيش الاحتلال بنسف مبان في المناطق الشرقية لجباليا.
كذلك استمرت هجمات الاحتلال العنيفة على مدينة غزة، وطال القصف المدفعي وإطلاق النار الكثيف المناطق الشمالية الغربية للمدينة، والقريبة من حدود بلدات شمال القطاع، وقامت قوات الاحتلال بنسف مبان سكنية في منطقة الصفطاوي.
وشهدت الحدود الشرقية لحي الشجاعية والحدود الشرقية الجنوبية لحي الزيتون المجاور عدة هجمات، حيث سقطت العديد من القذائف المدفعية على تلك المناطق، كما استهدفت قوات الاحتلال المتوغلة في محيط “محور نتساريم” من الجهة الشمالية أطراف حي الصبرة وتل الهوا جنوب مدينة غزة، وقصف الطيران الحربي منزلا في حي الصبرة.
قصف عنيف
وفي وسط قطاع غزة، قام جيش الاحتلال بقصف مدفعي عنيف استهدف الحدود الشرقية لمخيم المغازي وقرية المصدر وسط القطاع.
أما في مدينة خان يونس، فكالعادة تعرضت المناطق الشرقية للمدينة لقصف مدفعي كثيف، وقد تركز بشكل كبير على المناطق الشمالية الشرقية، والتي أنذرت قوات الاحتلال سكانها منذ عدة أيام بالنزوح القسري.
في الموازاة، استمرت الهجمات الدامية ضد مدينة رفح، وذكرت مصادر محلية أن الطيران الحربي النفاث والمروحي، استهدف بسلسلة غارات جوية عنيفة عدة مناطق في مدينة رفح، وحسب المصادر فإن الغارات التي نفذت صباح الجمعة كانت متتالية وأحدثت أصوات انفجارات عالية هزت المدينة، فيما قامت طائرات مروحية بإطلاق النار بشكل مكثف من رشاشات ثقيلة على مناطق تقع غرب المدينة.
وقامت قوات الاحتلال بنسف مبان سكنية في حي الجنينة شرقي المدينة.
وشهدت مناطق التوغل في المدينة عمليات تجريف جديدة نفذتها آليات هندسية تتبع جيش الاحتلال، إلى جانب إطلاق نار وقصف مدفعي عنيف.