الخرطوم ـ «القدس العربي»: أكدت غرفة طوارئ جنوب الخرطوم، مقتل 28 شخصا وإصابة 37 آخرين إثر عملية قصف مدفعي استهدفت محطة وقود قريبة من سوق المنطقة.
وتقع أحياء جنوب الخرطوم في نطاق مناطق العمليات العسكرية المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي.
وقالت غرفة الطوارئ إن محطة وقود «أمونيا» الواقعة في سوق «6» في منطقة مايو، جنوب الخرطوم تعرّض لقصف أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة. ووفقاً للتقارير الطبية، تضمنت الاصابات 29 حالة حرق، بينها 3 حالات تعاني من حروق من الدرجة الأولى، فضلاً عن 8 حالات أخرى تعاني من إصابات ناجمة عن الشظايا.
ويعيش المئات من العالقين جنوب الخرطوم وسط العمليات العسكرية أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، في وقت نددت غرف الطوارئ باستهداف الاهالي والمرافق المدنية.
وطالبت بفتح مسارات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في الخرطوم في ظل الأوضاع الإنسانية بالغة التعقيد، والنقص الحاد في الإمدادات الغذائية والصحية.
وحسب إحصاءات أعلنتها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية « تقدم» فإن التقديرات الأولية لعدد الضحايا المدنيين في العاصمة السودانية الخرطوم منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي تشير إلى مقتل 160 ألف شخص. فيما أدت إلى نزوح 12 مليون شخص، في أكبر أزمة نزوح ولجوء حول العالم.
وأشارت إلى أن المعارك المستمرة انتجت أكبر كارثة أمن غذائي في العالم تهدد 25 مليون شخص، وأدت إلى خروج 17 مليون طالب خارج النظام التعليمي. ولفتت إلى التداعيات في القطاع الصحي مشيرة إلى خروج 90٪ من المرافق الصحية عن العمل، في وقت انتشرت الأوبئة والأمراض التي تفتك كل يوم بأرواح السودانيين.
وحذر حزب الأمة القومي من تفاقم الأوضاع الكارثية جراء استمرار الحرب التي تقترب من إكمال عامها الثاني، منددا بتصاعد الانتهاكات المروعة بحق المواطنين.
ولفت إلى تداعيات تمدد الحرب مع تزايد حدة الاستقطاب السياسي والمجتمعي السالب وتنامي خطابات الكراهية والعنصرية، مشيرا إلى أنها تهدف إلى قطع الطريق أمام مساعي إيقاف الحرب، مما ينعكس على حياة المواطنين الذين نكلت بهم هذه الحرب.
وقال الأمين العام للحزب الواثق البرير إن هذا الوضع المأساوي يتطلب من القوى السياسية والمدنية والمجتمعية العمل على تجاوز تبايناتها والتوحد للضغط من أجل وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين.
وأكد على أن أولويات المرحلة الحالية هي تضافر جهود القوى السياسية والمدنية وتوحيد مواقفها من أجل الضغط لإيقاف الحرب وتسريع الجهود الإنسانية لإغاثة المتأثرين في كافة أنحاء السودان واللاجئين في المعسكرات في دول الجوار ورتق النسيج الاجتماعي للمحافظة على وحدة البلاد وتماسكها في مواجهة سيناريوهات التقسيم واستمرار الحرب.
وشدد على موقف الحزب الرافض لمحاولات تشكيل الحكومة من أي طرف وفي أي مكان، محذرا من أن ذلك يفتح الباب أمام سيناريوهات التقسيم ويزيد من حدة الاستقطاب.
وطالب الأطراف السودانية بضرورة التوجه لوقف شامل للحرب والعودة لمنبر التفاوض والالتزام بتعهدات حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتأثرين.
وناشد المجتمع الدولي والإقليمي بتكثيف الجهود الإنسانية والعمل على زيادة المنافذ الإغاثية واستخدام وسائل أكثر فاعلية لتوصيل المساعدات لإغاثة المتضررين من الحرب في معسكرات النزوح في الداخل والخارج والمحاصرين في المدن.