سقوط بشار الأسد على الشاشات اللبنانية.. فظائع واغتيالات ومؤامرات.. و”المنار” خارج السرب- (فيديوهات)

 سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: بعدما خطف سقوط نظام بشار الأسد الأضواء، عبّر الشارع اللبناني بمختلف تلاوينه، باستثناء الشارع الشيعي، عن فرحة عارمة برحيل الأسد، وعكست هذه المشاعر الشاشات اللبنانية التي تبارت في مهاجمة النظام “البائد”.

ولفت أن محطة “إم تي في” تقدّمت كلَّ الشاشات في الاحتفال، بعدما اعتبرت نفسها معنية بمواجهة الوصاية السورية في التسعينات، ما أدّى إلى إقفالها لسنوات، قبل أن تعود إلى البث عام 2009.

وتولّى مدير الأخبار وليد عبود شخصياً قراءة مقدمة نشرة الأخبار، وتم إرسال فريق إخباري إلى دمشق لتغطية المستجدات في وقت كانت الأسهم النارية تطلق في سماء منطقة النقاش ابتهاجاً.

وجاء في نشرة أخبار MTV ما يلي: “8 كانون الأول/ديسمبر 2024، ماتت سوريا الأسد، عاشت سوريا الجديدة. 8 كانون الأول 2024 ماتت سوريا البعث، فانبعثت سوريا الحرية والأحرار. فيا بيروت افرحي، ويا دمشق هللي، اخلعا عنكما رداء الليل والعتمة، رداء الظلم والظلمة، وعانقا من جديد لون الشمس وضوء النهار. فبشار اندحر، الطاغية اندثر، نظامه انكسر، الديكتاتور لم يعد له من أثر. الأسد بالاسم فقط، هرب من القصر تحت جناح الليل، فلم يكن أسداً، بل مجرد أرنب، وهكذا هي دائماً نهاية الطغاة”.

وأضافت: “8 كانون الأول 2024: إنه يوم مجيد، لا بل إنه يومنا المجيد. فسبّحوا للحرية في الأعالي. أما الأفعى الإيرانية فهي مختبئة في وكرها بعدما لدغت نفسها. أمر غريب، إذ ليس من سلوكيات الأفاعي الانتحار. لكن المهم أنها تنتحر. فسبّحوا للعدالة في الأعالي، واهتفوا هللويا. 8 كانون الأول 2024 الأفعى الإيرانية المسمومة أمست بذيل أسدي مقطوع. ذيل بدأت عملية قطعه بأيدي ثوار انتفاضة الاستقلال في لبنان في عام 2005. واستكملت عملية القطع سورياً في عام 2011. وها هي الثورة، وبعد ثلاثة عشر عاماً على اندلاعها، حوّلت أسطورة الأسد إلى رماد. فالسوريون صمدوا بوجه أعتى الطغاة، السوريون وقفوا في وجه محور بأسره، السوريون لم يتراجعوا حتى تحت تلك البراميل النازلة من السماء محملة بلعنتين من الجحيم: لعنة البارود والنار، ولعنة حقد بشار الأسد. 8 كانون الأول 2024 اليوم انتهى كل شيء. هرب بشار الأسد لكن الشعب السوري بقي. هرب بشار الأسد لكن سوريا بقيت. هرب بشار الأسد لكن لبنان هنا، والشهداء هنا، والـ MTV هنا. فتحية من كمال جنبلاط إلى السويداء، وتحية من بشير الجميل ورينيه معوض إلى حلب، وتحية من حسن خالد ورفيق الحريري إلى حمص، وتحية من سليم اللوزي وجبران تويني إلى دمشق، وتحية من كل الشهداء والشهداء الأحياء إلى كل حارة وبلدة ومدينة ومحافظة في سوريا، فالساقي سقي بما سقى، وإن الله والتاريخ هما أعدل العادلين”.

بدورها، أوردت قناة LBCI مراحل حكم بشار الأسد والاغتيالات التي طالت قيادات لبنانية والحروب على المناطق في لبنان، وجاء فيها: “سقط الرئيس بشار الأسد، سقط الرئيس حافظ الأسد، سقطت سوريا الأسد، سقطت واحدة من أطول الديكتاتوريات في العالم. سقط النظام الذي حكم سوريا، وحاول أن يحكم اللبنانيين والفلسطينيين، ويهادن الإسرائيليين. سقط من ارتكب أفظع المجازر والاغتيالات والتفجيرات والاعتقالات، سواء في سوريا أو في لبنان أو في حق الفلسطينيين. ولم يشن على إسرائيل سوى حرب واحدة في خلال نصف قرن. حارب شعبه وشعوب الدول الشقيقة، وكلمة الشقيقة بين مزدوجين طبعاً. وهادن عدوه”.

وقالت: “صفّى معظم رفاقه، وأبقى على الطيعين والمطيعين الذين تنافسوا على إرضائه بالإجرام: من مجزرة حماة في سوريا، إلى مجزرة مخيم اليرموك في دمشق، إلى حركة التوحيد الإسلامية في طرابلس، إلى ثكنة فتح الله بحق “حزب الله” في بيروت، إلى حرب المئة يوم على الأشرفية، إلى حرب زحلة، إلى قصف ثكنة الفياضية، ومجزرة القاع، إلى الهجوم على شناطة، ودير بللا، وقنات، وبيت ملات”.

وأضافت “إل بي سي”: “سقط من حكم لبنان مباشرة من الـ 1990 إلى 2005، وعبر بعض الأدوات من الـ 2005 إلى اليوم، وبعض المناطق من 1976 حتى 1990. سقط من قام بالاغتيالات، من كمال جنبلاط إلى بشير الجميل إلى رينيه معوض إلى رفيق الحريري، ومن بينهم ومن بعدهم، من المفتي حسن خالد إلى الشيخ صبحي الصالح إلى الصحافيين سليم اللوزي ورياض طه إلى خطف ميشال أبو جوده وغيرهم. سقط من خطف الرهائن عبر أدواتهم من لبنانيين وغير لبنانيين. سقط من كان شعاره الحقيقي في سوريا “الأقلية تحكم بشعار الأكثرية”، وفي لبنان شعب واحد في بلدين.”

ولوحظ تحول كبير في سياسة قناة “الجديد”، إذ إنها هاجمت أيضاً نظام الأسد، وأوردت في نشرتها الإخبارية: “تأخر عن الرحيل أربعة عشر ربيعاً، أعطته الدول الحليفة والبعيدة فرصاً تشاركية مع المعارضة، ابتدعوا له حلولاً في أستانة، وفاوضوه في جنيف، وبروكسل، لكن بشار الأسد اختار انتخاب نفسه كل مرة رئيساً لا ينازعه أحد. تغيّب الأسد عن الحكم للمرة الأولى بداعي الفرار.. وسقط حكم عمر في السلطة ثلاثاً وخمسين سنة بقبضة سياسية حديدية، وفي ليلة لم يطلع لها نهار. طار بشار، وحتى الساعة لم تُعرف وجهة الرئيس الهارب، وما إذا كانت روسيا هي المنقذ، أم أنها المصيدة، فكما غاب الرئيس.. غُيبت أيضاً طائرته عن رادار المراقبة، واختفى مدرج الهبوط. ويتضح تباعاً دور موسكو في عزل الأسد الذي لم يأخذ بالمقترحات الروسية وعصى على الحكم ورفض التطبيع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومعالجة أزمات الشمال والنزوح. وبلحظة تمرد إقليمية دولية انتزعت تركيا السلطة من فم الأسد.. عاونتها روسيا، وغضت الطرف إيران”.

وبعدما تحدثت “الجديد” عن “إطباق النظام على الحريات والديمقراطيات وجعله من السجون مكاناً للموت البطيء”، قالت: “لم يجد الرئيس المرحَّل سورياً يأسف على رحيله، مواطنون فنانون، نازحون، وآخرون لم يدلوا بموقفهم بعد. وحتى الجيش السوري فإن فيالقه كادت تعلن النصر برحيله.. وهو الجيش الذي لم يجد لزوماً للقتال إلى جانب سلطة مهزومة، ولم يتمتع بعقيدة خوض حرب دفاعاً عن أسد سيهرب من غابته. سوريا اليوم جديدة، بمعزل عن الجهة التي ستحكمها، وأياً كانت هذه الجهة، فإنها لن تعمر نصف قرن في السلطة”.

أما قناة “المنار”، فأطل مذيعها بلهجة حملت نوعاً من الخيبة والحزن، وأدلى بنشرة إخبارية جاء فيها: “هو انقلاب الصورة في سوريا، وإن لم يكتمل بعد، وأبعد ما يكون عن المنطق النطق بكلام قاطع عن الحال الذي مشت إليه الشام ومعها المنطقة. إنه يوم تاريخي في الشرق الأوسط، كما قال بنيامين نتنياهو، يخلق فرصاً جديدة ومهمة جداً لإسرائيل، بحسب تعبيره، فماذا سيقول السوريون أنفسهم وجماعاتهم المسلحة؟ وماذا في جعبة الأيام السورية، بعد عقود من الثبات على خط العداء للصهاينة؟ أول القرارات الصهيونية المبنية على التطورات السورية المستجدة احتلال القنيطرة وجبل الشيخ بكامل قمة حرمون بعد انسحاب الجيش السوري منها، والسيطرة على المنطقة العازلة، وإصدار تحذيرات لسكان عدة قرى جنوب سوريا بعدم الخروج من منازلهم لنية الجيش العبري الدخول إليها”.

ورأت “المنار” في نشرتها أن “الأسد اختار حقن ما أمكن من دم السوريين، وسلّم السلطة على أمل أن تسلم وحدة البلاد. سلّم بعد أن قاوم لعقود، ولم يستسلم لكل الإغراءات التي أرادت أن تغير قبلته السياسية عن فلسطين وقضيتها. وتبقى فلسطين وقدسها ميزان القياس لصورة أي حكم جديد، كيف سيتعامل مع هذه القضية؟ وأين هي من الأولويات؟ وهل ستصدق الأفعال الأقوال التي كانت تتردد على منابر الحكام الجدد من أن طريق القدس تمر من باب دمشق؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية