لندن- “القدس العربي”:
اتهم تقرير شامل تم إعداده على مدى عامين، قناةَ “جي بي نيوز” البريطانية، بأنها مهووسة بالإسلام والمسلمين وهناك مخاطر من أن تؤدي تغطيتها لهم بالتحريض وإثارة العنف ضدهم.
وفي تقرير أعده عمران ملا، ونشره موقع “ميدل إيست أي”، قال فيه إن التغطية من قناة جي بي نيوز: “ربما أسهمت بخلق الأجواء السامة التي قادت لأعمال الشغب في الصيف”. ونشر التقرير مركز رصد الإعلام في المجلس الإسلامي البريطاني، واتهم القناة بأنها “تكره الإسلام والمسلمين”.
وتبث القناة برامجها من لندن، وأنشئت في عام 2021، وتفوقت قبل فترة على عدد المتابعين لها أكثر من قناة سكاي نيوز، بمعدل 70,000 مشاهد. ويقدم زعيم حزب الإصلاح اليميني المتطرف، نايجل فاراج، وهو نائب في البرلمان، برنامجا في القناة.
ودخلت محطة جي بي نيوز في مشاكل مع هيئة مراقبة الإعلام “أوفكوم” والتي وجدت أن القناة خرقت معايير البث التلفزيوني 12 مرة. وتواجه القناة اتهامات جديدة وردت في تقرير المجلس الإسلامي البريطاني الذي نشر يوم الثلاثاء، ووجد أنها ذكرت المسلمين والإسلام أكثر من 17,000 مرة في برامجها.
وهو ما يعادل نسبة 50% من ذكر الإسلام والمسلمين في البرامج الإخبارية بالقنوات البريطانية الأخرى. ووجد التقرير أن “جي بي نيوز” من النادر ما عرضت منظور أو رؤية المسلمين، و”فشلت في تحدي التعليقات الكارهة للإسلام”، وتصور المسلمين على أنهم “حصان طروادة” في بريطانيا.
وهي قناة “مفرطة” في التركيز على المسلمين، وتصل إلى حد “الهوس”، وتقوم بشكل “منتظم بشيطنة معتقداتهم”، حسبما ورد في التقرير.
من الجدير بالذكر أن التقرير انتقد بشدة تغطية القناة لأعمال الشغب اليمينية المتطرفة التي وقعت خلال الصيف. وقد اندلعت أعمال الشغب العنيفة في مدن وبلدات بريطانية لأكثر من أسبوع في أواخر تموز/ يوليو وبداية آب/ أغسطس. وجاءت بناء على معلومات مضللة عبر الإنترنت، وذلك في أعقاب هجوم طعن أدى لمقتل ثلاث بنات صغيرات في بلدة ساوثبورت بشمال إنجلترا في 29 تموز/ يوليو. وانتشرت المزاعم الكاذبة بسرعة حول أن المهاجم كان مهاجرا مسلما غير شرعي.
وتبع ذلك موجة من هجمات قام بها غوغاء وجماعات عنصرية كارهة للإسلام، حيث استهدفت المساجد والفنادق التي تؤوي طالبي اللجوء. وتعرض أفراد الأقليات العرقية لاعتداءات عنيفة، وأغلقت المتاجر التابعة للأقليات في بعض المناطق أبوابها، بينما تعهدت الحكومة بتوفير المزيد من الأمن للمساجد.
ويكشف تقرير مرصد الإعلام في المجلس الإسلامي البريطاني، أن “قناة جي بي نيوز نشرت 62% من اللقطات التي ربطت المسلمين بأعمال الشغب”. وقال التقرير: “لقد صورت جي بي نيوز المسلمين بشكل متكرر باعتبارهم مرتكبي أعمال العنف وليسوا ضحايا لها، وقللت من أهمية الهجمات على المساجد والمجتمعات الإسلامية، مما ساهم في تعزيز رواية متحيزة”.
ورغم معركة أوفكوم مع جي بي نيوز، إلا أن التقرير يدعو الهيئة المنظمة للبث التلفزيوني إلى انتهاج “منهج قوي ضد التقارير ذات المحتوى المتحيز وتقوم بتضليل المشاهدين وتقسم المجتمعات وربما تشجع على العنف والفوضى”.
وساهم في إعداد التقرير المديرُ التنفيذي السابق لشبكة “آي تي إن”، ومنظم أوفكوم ستيوارت بورفيس. وبعد نشره، قال إن الدراسة “تخلق تحديا واضحا لأوفكوم: هل خلق نموذجها غير المنظم للأخبار الإذاعية عواقب غير مقصودة؟ وهل يمكن السماح لمؤسسة بث بمحاولة بناء جمهورها ونفوذها السياسي من خلال تصوير سلبي باستمرار لمجتمع عرقي؟”.
ووصفت البارونة، سيدة وارسي، النتائج بأنها “صادمة”، وقالت إنه “من الضروري أن تتخذ كل من الهيئة التنظيمية والحكومة إجراءات حاسمة لضمان عدم استخدام منصات البث لتأجيج الكراهية والتطرف الذي يتجلى في شكل فوضى عنيفة بشوارع بريطانيا”.
ونقل الموقع عن متحدث باسم جي بي نيوز قوله: “هذا التقرير غير الدقيق والتشهيري ليس أكثر من محاولة تخدم الذات وأنانية لإسكات حرية التعبير. إنه يثبت بالضبط لماذا يجب أن تكون هناك منظمة إخبارية مثل جي بي نيوز ولماذا تنجح”. وأضاف: “نحن قلقون من أن هذا المشروع الذي يتبناه المجلس الإسلامي البريطاني لم يتصل في أي وقت بجي بي نيوز أو مقدميها للسماح لهم بالرد على هذه الادعاءات التشهيرية للغاية”.