العراق مستعد لتقديم المساعدة للسوريين في هذه «المرحلة المفصلية»

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: جدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، استعداد بلاده لتقديم المساعدة للسوريين في هذه المرحلة التي وصفها بـ«المفصلية».
جاء ذلك، خلال لقاء مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، شهد «بحث الأوضاع في سوريا، ومستجدات الأحداث فيها، والدور الأوروبي والدولي في مساعدة السوريين لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا وأمنها، وكذلك التأكيد على ضرورة عدم التدخل في الشأن السوري، وأنّ الشعب هو من يقرر مصير بلده» وفق مكتب السوداني.
وأكد رئيس حكومة العراق «استعداد العراق لتقديم المساعدة للسوريين في هذه المرحلة المفصلية» مشدداً على أهمية «ضمان تمثيل كل مكونات الشعب السوري في النظام الجديد، بما يحقق تطلعات هذا الشعب الذي يستحق العيش بأمن وسلام».
وشهد اللقاء «بحث العلاقات الثنائية بين العراق وألمانيا، ومناقشة التعاون المشترك في مختلف المجالات، والإشارة إلى دور ألمانيا الداعم للعراق ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتحالف الدولي» وأكد السوداني «حرص العراق على إدامة العلاقات مع ألمانيا باعتبارها شريكاً اقتصادياً مهماً».
فيما نقل بيستوريوس «تحيات المستشار الألماني إلى رئيس مجلس الوزراء» معبراً عن تطلع بلاده إلى «تطوير العلاقات الأمنية والعسكرية في مجال التدريب، وتوسيعها في مجالات أخرى، ووفق ما جرى الاتفاق عليه خلال زيارة السوداني إلى برلين العام الماضي».
وأكد وزير الدفاع الألماني أن «العراق شريك بارز بالنسبة لألمانيا، المهتمة بالتعاون والتنسيق الثنائي معه في مختلف المجالات».
وكان السوداني قد التقى، مساء الأربعاء، وفداً من وزارة الخارجية الأمريكية، برئاسة وكيل الوزارة للشؤون السياسية جون باس، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط بربارا ليف.
اللقاء تضمّن، حسب بيان منفصل، التأكيد على «التنسيق المشترك بخصوص الأوضاع في سوريا، وأهمية أن تكون هناك مرحلة انتقالية تضمّ جميع الأطراف، وتحفظ حقوق المكونات كافة، من أجل ترسيخ الاستقرار داخل سوريا».
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن «العراق يؤدي دوره في التواصل مع الأشقاء والأصدقاء للتشاور بشأن الأوضاع السورية، وأهمية احترام إرادة الشعب السوري في تقرير مستقبله».
فيما بين باس أنّ «العراق شريك أساسي في المنطقة» مؤكداً أهمية «التشاور معه بشأن تطورات الأحداث».
وعبَّر عن «التزام التحالف الدولي بحماية أمن العراق وسيادته من أي تهديد خارجي».
وبالعودة للملف السوري، كشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، عن قرب طرح العراق خطة شاملة لمعالجة «الأزمة السورية» من شأنها تحقيق الاستقرار في هذا البلد، وفيما أشار إلى جملة مبادرات دبلوماسية تبنّتها الحكومة العراقية لإدارة الأزمات في المنطقة، أقر أن الوضع السوري معقّد.

رئيس الأركان: الحدود مؤمنة بالكامل ولن نسمح بتهديدها

وقال وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحافي عقده في محافظة البصرة التي يزورها على رأس وفد دبلوماسي عربي وغربي، إن «الوضع في المنطقة، وخاصة في سوريا، معقد للغاية، لذلك قامت الحكومة العراقية بعدة مبادرات وكان العراق مركزاً للفعاليات الدبلوماسية، حيث تم طرح أفكار جديدة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وإدارة الأزمات».
وأشار إلى أن «هناك اجتماعات ستُعقد في بغداد أو في مناطق أخرى بشأن الوضع السوري، وستشمل خطة شاملة لمناقشة هذا الموضوع» مبيناً أن «من واجب العراق طرح بعض المسائل المتعلقة بالأزمة السورية والشعب السوري، بهدف تحقيق الاستقرار السياسي الذي يشمل جميع مكونات الشعب السوري».
جاء ذلك عقب مناقشة الوزير العراقي مع وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل باروت، عبر اتصال هاتفي، أهمية التدخل الأممي في العملية السياسية الجديدة في سوريا.
بيان للخارجية أفاد أن الاتصال الذي جرى مساء الأربعاء، تطرق إلى «الاتفاق على أهمية عدم السماح لتنظيم داعش بإعادة بناء قوته، ومواصلة الجهود المشتركة لمحاربته في كل من سوريا والعراق» كما جرى التأكيد على «استمرار التعاون بين البلدين في المسارات التي تعزز أمن واستقرار المنطقة».
وناقش الطرفان «الوضع في سوريا من الجوانب الأمنية، العسكرية والسياسية، مع التشديد على أهمية تفعيل المسار الأممي لتحقيق العملية السياسية الشاملة في سوريا» وتم التأكيد على ضرورة «ضمان شراكة جميع مكونات الشعب السوري وحماية حقوقهم» حسب البيان.
وتناول الاتصال أيضاً أهمية «استمرار التنسيق الثنائي بين العراق وفرنسا في هذا الإطار، إلى جانب التواصل مع الدول الفاعلة ودول الجوار الجغرافي لسوريا، بما في ذلك تركيا، الأردن، لبنان، والدول العربية الأخرى» وتم التطرق كذلك إلى «تأثير الوضع السوري على العراق ودول المنطقة، وامتداد تداعيات التطورات في سوريا إلى الدول المحيطة».
في الموازاة، شدد مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، ورئيس أركان الجيش البريطاني الأدميرال توني رادكن، على أهمية ضمان وحدة الأراضي السورية واستقرار المنطقة.
وذكر بيان لمكتب الأعرجي أن الأخير «استقبل رئيس أركان الجيش البريطاني، الأدميرال توني رادكن، والوفد المرافق له، بحضور السفير البريطاني في بغداد، ستيفن هيتشن».
وشهد اللقاء «استعراض مستجدات الأوضاع على الساحة الاقليمية، لاسيما تطورات الأحداث في سوريا».
وشدد الجانبان، حسب البيان، على أهمية «ضمان وحدة الأراضي السورية وأهمية استقرار المنطقة» فيما أكد الأعرجي وجوب «الاستمرار بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي».
في السياق، جدد رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عبد الأمير رشيد يار الله، تطمينه أن الحدود العراقية مؤمنة بالكامل، لافتا إلى عدم السماح بتهديدها.
القائد العسكري العراقي ذكر للوكالة الرسمية أن «الحدود العراقية جيدة ومؤمنة بالكامل».
واضاف، أن «الوضع في سوريا غير مستقر ولن نسمح بتهديد حدودنا» مشيرا الى أنه «تم تعزيز الحدود بخط دفاعي من الجيش والحشد».
وأكد أن «وزير الداخلية ابدى اهتماما كبيرا بالحدود السورية، إذ إن الجدار الكونكريتي والكاميرات وخط الدفاع موجود وقطعات الجيش والحشد، فضلا عن استمرار التعزيزات في الحدود من قبل وزارة الداخلية».
وتابع: «لا يوجد أي احتكاك مع القوات الموجودة بالجانب السوري».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية