لندن-“القدس العربي”: تمكن العلماء في المعهد الكوري الجنوبي للعلوم والتكنولوجيا من تطوير روبوتات جديدة لتنقية مياه البحار والمسطحات المائية من جزيئات البلاستيك الصغيرة.
وقال موقع “تيك إكسبلور” العلمي في تقرير له إن جزيئات البلاستيك الصغيرة باتت مشكلة خطيرة تهدد مياه البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات، والطرق التقليدية لتنظيف المياه من هذه المواد ليست فعالة بالشكل المطلوب، لذا قرر العلماء في المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا تطوير روبوتات خاصة للتعامل مع هذه المشكلة.
وتبعا للموقع فإن الروبوتات الجديدة تعتمد في عملها على أقراص دوارة مجهزة بمسننات، وأثناء حركة الروبوت في الماء تدور الأقراص وتقوم مسنناتها بجمع جزيئات البلاستيك الصغيرة، وبهذه الطريقة لن تكون الروبوتات بحاجة للمصافي والمرشحات التي يمكن أن تنسد ثقوبها نتيجة تراكم النفايات وجزئيات البلاستيك.
ونوه العلماء إلى أن الروبوتات الجديدة لايمكنها جمع البلاستيك من الماء بمختلف أشكاله وأحجامه، بل خصصت لجمع جزيئات البلاستيك التي تتراوح أبعادها ما بين 1 ميكرون إلى 4 ملم، ويمكنها جمع جزئيات مواد مختلفة مثل البوليسترين والبولي بروبيلين والبولي إيثيلين، كما يمكن استعمالها في البحار والمحيطات والبحيرات والأنهار، ويمكن تطوير نسخ خاصة منها لتستخدم في مزارع الأسماك أو تطوير نسخ للاستخدامات المنزلية.
يشار إلى أن استهلاك المواد البلاستيكية النانوية يشكل مصدر قلق، حيث تكشف الدراسات العلمية الحديثة عن علاقة البلاستيك بالتأثيرات المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، وكذلك المواد الكيميائية التي يمكن أن تغزو خلايا الجسم والتي يمكن أن تسبب مشاكل طويلة الأمد مثل ارتفاع ضغط الدم.
وتُظهر نتائج دراسة حديثة أن زجاجات المياه البلاستيكية التي تُباع في متاجر البيع بالتجزئة يمكن أن تحتوي على كمية أكبر من البلاستيك النانوي في سائلها مما كان متوقعاً.
وقام فريق باحثين في جامعة كولومبيا بتطوير تقنية جديدة قادرة على التحليل الكامل للتحلل الكيميائي للجسيمات النانوية الموجودة في المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية، مما سمح برؤية هذه الجسيمات النانوية وإحصائها أيضاً.
ومن خلال الدراسة، تبين أن هناك ما يقدر بنحو 110.000 إلى 370.000 قطعة بلاستيكية لكل لتر من المياه المعبأة. وتم تقريب هذه الأرقام بعد أن قام الباحثون بتحليل العديد من العلامات التجارية المباعة في الولايات المتحدة. كما تم العثور على ملايين الجسيمات النانوية، والتي تشمل “الجسيمات النانوية غير العضوية” وجزيئات بلاستيكية لم تتم دراستها بشكل مباشر.