أردوغان إلى غزة نهاية الشهر المقبل للإشراف على رفع الحصار وتل أبيب تتوقع وصوله إلى رام الله , وتعمل على إزالة العوائق أمام زيارته إلى القدس والاجتماع مع نتنياهو

حجم الخط
2

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ : نقل موقع (WALLA) الإخباري الإسرائيلي على شبكة الإنترنت أمس عن مواقع إخبارية تركية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن وبشكل رسمي عن أنه ينوي زيارة قطاع غزة نهاية الشهر المقبل، وذلك بعد زيارته للبيت الأبيض في واشنطن.
ولفت الموقع إلى أن أردوغان لم يحدد موعدًا دقيقًا للزيارة، إلا أنه وفي خطابه الذي بث على القنوات التركية صرح بأن الزيارة ستكون نهاية الشهر المقبل، موضحاً أن زيارة أردوغان تأتي في إطار الإشراف على رفع الحصار عن قطاع غزة بحسب الشروط التي وافقت عليها إسرائيل مقابل الاعتذار لتركيا.
وبحسب الموقع الإسرائيلي فإنه من المتوقع أن يصل أردوغان إلى واشنطن في السادس عشر من الشهر المقبل حيث أنه من المقرر أن يلتقي رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، مشيرا إلى أن أردوغان قد أعلن في وقت سابق عن تأجيل زيارته لقطاع غزة بسبب ضغوطات خارجية، وأن هذه الزيارة تأتي بعد أقل من شهرين على اعتذار إسرائيل لتركيا عن حادث مرمرة التي وقعت في نهاية مايو 2010، ما يدلل عن عدم تطور العلاقات بين الجانبين على الرغم من الاعتذار.
الجدير بالذكر أن الوفد الإسرائيلي الذي من المفترض أن يكون في زيارة إلى تركيا لبحث ملف تعويضات عائلات القتلى الأتراك قد أعلن عن تأجيل زيارته دون الإبداء عن الأسباب، ومن المتوقع أن يكون على رأس الوفد الإسرائيلي رئيس المجلس القومي الجنرال في الاحتياط، يعقوف عميدرور، ويوسف تشاخنوفير، مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
علاوة على ذلك، ذكر الموقع الإسرائيلي أن الإعلان عن تأجيل زيارة الوفد الإسرائيلي إلى تركيا جاء بعد يوم واحد فقط من إعلان عائلات القتلى الأتراك عن عدم نيتهم سحب الدعوى القضائية التي تم تقديمها ضد قيادة الجيش الإسرائيلي في المحاكم المحلية، على الرغم من التعويضات التي سيتم دفعها إليهم من حكومة نتنياهو. يُشار إلى أن الخلاف بين الدولتين يتمحور حول حجم التعويضات، فحسب (يديعوت أحرونوت)، تُطالب تركيا إسرائيل بدفع تعويض قدره مليون دولار أمريكي لكل عائلة من عائلات الضحايا، وعددهم 9، في حين أن تل أبيب أعربت عن موافقتها دفع تعويض لكل عائلة بقيمة 100 دولار أمريكي فقط. ونقلت الصحيفة العبرية، عن أردوغان قوله لأعضاء كتلته البرلمانية من حزب العدالة والتنمية إنه بموجب الاتفاق الذي تم إبرامه مع إسرائيل، فإن الأخيرة تعهدت بإشراك تركيا في ما يُسمى بالعملية السلمية مع الفلسطينيين، لافتًا إلى أن المعادلة في منطقة الشرق الأوسط ستتغير بعد دخول تركيا على مسار المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وساقت الصحيفة قائلةً إن رئيس الوزراء التركي تفاخر وتباهى بأنه قام بتسجيل المحادثة الهاتفية مع نتنياهو، والتي تم خلالها تقديم الاعتذار الإسرائيلي الرسمي، كما قال إنه حصل على وثائق رسمية من الحكومة الإسرائيلية، لكي يكون الاتفاق بين الدولتين مضمونًا، على حد تعبيره.
وأضاف أن الانتصار التركي الدبلوماسي على الدولة العبرية أسعد الكثير من الأصدقاء العرب، وذكر منهم رئيس الدائرة السياسية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، موضحًا أنه بعد الاعتذار الإسرائيلي بدأت حقبة جديدة في منطقة الشرق الأوسط. وقال المراسل للشؤون السياسية في الصحيفة، أيتمار آيخنر، إن صناع القرار في تل أبيب صُعقوا من تصريحات أردوغان، وأكدوا عدم وجود أي تعهد إسرائيلي بإدخال تركيا كطرف في المفاوضات المستقبلية مع الفلسطينيين، ولفتت المصادر عينها إلى أنه مع بداية الشهر القادم سيبدأ الطرفان التركي والإسرائيلي بالمفاوضات حول قيمة التعويضات التي يجب على إسرائيل دفعها لعائلات الضحايا الأتراك، الذين قُتلوا خلال عملية اعتراض السفينة التركية (مافي مرمرة) التي كانت متوجهةً إلى قطاع غزة لكسر الحصار.
على صلة بما سلف، ذكر المحلل للشؤون العربية في صحيفة ‘هآرتس’ العبرية، د. تسفي بارئيل، نقلاً عن مصادر دبلوماسية تركية وصفها بأنها رفيعة المستوى قولها إن الأهمية الإستراتيجية للعلاقات بين أنقرة وتل أبيب هي كبيرة جدًا، وتابعت قائلة إن تركيا عادت إلى الملعب المهم، وهو المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وسنعمل على حل هذا النزاع بشكل تدريجي، على حد تعبيره.
وأشار المحلل إلى أن القنصل التركي في الأراضي الفلسطينية قدم يوم أول من أمس الأحد أوراق اعتماده للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بصفته سفيرًا لتركيا في دولة فلسطين، ليكون بذلك أول دبلوماسي أجنبي يحصل على هذه المرتبة، ورأى المحلل أن هذه الخطوة هي بمثابة رسالة تركية واضحة للإدارة الأمريكية بأن سياسة أنقرة الخارجية لا تتساوق في جميع الأمور مع سياسة واشنطن، ذلك أن الأخيرة رفضت التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة للاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في المنظمة.
ولفت المحلل إلى أن تصريحات أردوغان يوم السبت الماضي والتي قال فيها إن تركيا لن تُوافق على تجديد المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بدون مشاركة حماس، أثارت حفيظة الرئيس الفلسطيني عباس، الذي واكب عن كثب كيفية قيام أنقرة باحتضان حركة حماس في السنوات الأخيرة، كما لفت إلى أن أردوغان شدد في خطابه الأخير على أنه لا فرق بالنسبة لصناع القرار في أنقرة بين حركتي فتح وحماس، على حد تعبيره.
كما أشار إلى أنه إذا خرجت زيارة رئيس الوزراء التركي إلى قطاع غزة إلى حيز التنفيذ، فإن أردوغان سيجد صعوبة في عدم زيارة رام الله المحتلة والاجتماع برئيس السلطة عباس، معربًا عن أمل أركان تل أبيب أنْ تكون زيارة أردوغان لرام الله فاتحة لزيارته إلى القدس الغربية والاجتماع إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على حد قوله.
وخلص إلى القول إن تل أبيب الرسمية تأخذ بعين الاعتبار أن أردوغان يريد الحصول على مكاسب سياسية من الاعتذار الإسرائيلي، وبالتالي فإنهم يعكفون في هذه الأثناء على خلق الظروف المناسبة لمنع أردوغان من عدم زيارة تل أبيب ومنعه من تقديم تبريرات تمنعه من ذلك، على حد قول المصادر السياسية في تل أبيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسن الحساني:

    I hope that Egypt will follow the suit and ask the zionists to compensate the families of the hundreds of the Egyptian soldiers who were in 1956 and 1967 were taken prisoners and killed by the the zionist brutal killers against the all international conventions which provide for the protection of war prisoners.

  2. يقول سعيد:

    اكبر منافق عرفه التاريخ

إشترك في قائمتنا البريدية