منظمات اغاثة دولية تطالب المجتمع الدولي بالتحرك الآن لانقاذ سورية

حجم الخط
0

دبلن ـ رويترز: في نداء سياسي يندر صدور مثله طالب مديرو منظمات الاغاثة التابعة للامم المتحدة زعماء العالم الاثنين بالتحرك على وجه السرعة لكسر الجمود الدبلوماسي الذي يحيط بسورية للحيلولة دون وصول الازمة إلى نقطة تحول خطيرة.
وقال أحدهم إنه اذا استمر تردد المجتمع الدولي فقد تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية تترك اثرها على المنطقة على مدى جيل كامل.
وبعد مرور اكثر من عامين على الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب اهلية قتل فيها ما لا يقل عن 70 ألف شخص ما زال المجتمع الدولي في حالة جمود دبلوماسي مع معارضة روسيا والصين لفرض اي عقوبات على حكومة الرئيس بشار الأسد.
وفي اوروبا تعارض ألمانيا اقتراحا فرنسيا بريطانيا برفع حظر السلاح المفروض على سورية لدعم مقاتلي المعارضة الأقل عدة وعتادا من قوات الأسد.
وانضم مديرو برنامج الاغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى فاليري آموس الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون الانسانية وانطونيو جوتيريز المفوض السامي لشؤون اللاجئين للقول بانهم اوشكوا على تعليق بعض المساعدات الانسانية.
وقال البيان المقرر نشره في عدة صحف غدا الثلاثاء ‘نحن مديري منظمات الامم المتحدة المكلفة بالتعامل مع الكلفة البشرية لهذه المأساة نناشد الزعماء السياسيين المعنيين الاضطلاع بمسؤوليتهم أزاء شعب سورية ومستقبل المنطقة.’
وأضاف البيان ‘نطلب منهم ان يستخدموا نفوذهم الجماعي للاصرار على التوصل إلى حل سياسي لهذه الازمة الرهيبة قبل ان يفقد مئات الالاف من الاشخاص الاخرين منازلهم وحياتهم ومستقبلهم في منطقة بلغت بالفعل مرحلة فاصلة.’
وتقدم هذه المنظمات المساعدة لما يقرب من 1.3 مليون لاجيء سوري ونحو اربعة ملايين من النازحين داخليا بسبب الصراع في سورية.
ويأتي هذا النداء قبل أن يدلي جوتيريز وآموس بافادتيهما أمام اجتماع لمجلس الامن يوم الخميس بخصوص الوضع الانساني في سورية.
وقال انتوني ليك المدير التنفيذي ليونيسيف وأحد الموقعين على النداء ان ‘تردد’ المجتمع الدولي قد يفضي الى كارثة.
وأضاف ليك على هامش مؤتمر في دبلن ‘يجب على المجتمع الدولي ايجاد حل سياسي لهذا الصراع قبل ان تتسع المجزرة البشرية وتتسع متحولة من ازمة إلى كارثة وهو ما تؤول اليه الامور بالفعل.’
وأضاف ليك هو مستشار سابق للامن القومي الأمريكي في مقابلة مع رويترز ‘لا يوجد تمويل كاف ولا اهتمام كاف ولا ارادة سياسية كافية.’
وقال ليك إن عدم احراز تقدم في العمل على إيجاد حل للحرب الاهلية هو اكبر مشكلة تواجه جهود الاغاثة الانسانية لكن أزمة التمويل لها اثر كبير ايضا.
وتابع ‘الاحتياجات تفوق التمويل’ مضيفا ان وكالته التي لها 60 موظفا يعملون بدوام كامل في سورية قد تجد صعوبة في الاستمرار في تقديم خدماتها في الشهور القادمة.
وقالت الامم المتحدة الاسبوع الماضي انها ستوقف المساعدات الغذائية لنحو 400 الف لاجيء سوري في لبنان الشهر القادم ما لم تحصل على تمويل عاجل جديد.
وأضافت انها لم تتسلم سوى 400 مليون دولار من أكثر من 1.5 مليار تعهد بهم المانحون الدوليون في كانون الثاني (يناير) لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين للنصف الأول من العام.
وقال ليك انه خلافا لازمات اخرى لم يترجم الاهتمام الاعلامي بالصراع في سوريا إلى تبرعات كبيرة مشيرا إلى ان ذلك يعود في جانب منه إلى تركيز الاعلام على السياسة لا على المعاناة الانسانية.
وأضاف أن هناك ايضا ما يسمى بكلل المانحين. وقال ‘رأينا هذا في صراعات وأزمات من قبل. بعد فترة يرى الناس نفس العنوان يتكرر ثم يعتادون عليه’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية