نقول لوزير الخارجية الامريكي الذي بدأ رحلة مكوكية ليدفع قدما بحل الدولتين، كي يعلم: لا شريك لك في وزارة الدفاع الاسرائيلية، وقد قال جون كيري في لقائه مع رئيس الدولة شمعون بيرس في الاسبوع الماضي: ‘نعلم جميعا أن هذا غير سهل لكنه قابل للتنفيذ. وقد عبر عنه الزعماء الاسرائيليون الذين يؤمنون بامكانية حل الدولتين للشعبين. وأنا على ثقة بوجود طريق الى الأمام وأنتظر في نفاد صبر المباحثات مع القيادة الاسرائيلية’. اذا كان كيري ينوي ان يُباحث ‘قادة اسرائيليين’ في حل الدولتين بجدية فيحسن به ان يتجاوز القائد الذي يجلس في وزارة الدفاع. فيعلون فضلا عن أنه لا يؤمن باتفاق مع الفلسطينيين هو على يقين من أنه لا يمكن ‘في الحقبة الحالية ولا حتى في القرن الحالي تقسيم ارض اسرائيل الغربية الى دولتين لشعبين يهودية وفلسطينية تتعايشان في سلام عن جانبي حدود الرابع من حزيران 1967’. ويحسن ان يقرأوا على مسامع كيري قطعا من كتاب يعلون ‘طريق طويل قصير’، أُخذ منه هذا الاقتباس كي يدرك انه لا يوجد له في الشأن الفلسطيني من يُحادثه ولا ما يُحادث فيه في مبنى الكرياه في تل ابيب. يؤمن يعلون بأن ‘خطة مراحل’ م.ت.ف لم تزُل من العالم. فمن الواضح له ان ليس ياسر عرفات وحده كان يقصد خداع اسرائيل بل ورثته ايضا. ‘لا توجد اليوم قيادة فلسطينية تقصد حقا وصدقا حل الدولتين بل انشاء كيان عربي مكان دولة اسرائيل وعلى أنقاضها’ (من الكتاب). ويُقلق يعلونَ جدا المجتمعُ الاسرائيلي الذي طور توجها مستكينا يقوم على ‘شيء من الأعراض المرضية العميقة جدا لضحية تؤيد المعتدي، وميلا مريضا ما الى قول ‘يبدو أننا نستحق’، و’يبدو أننا لسنا على ما يرام’… وهذه فورة اخرى من شيء ما موجود كما يبدو في شيفرتنا الجينية’. ومن الواضح له من الذي يقود المجتمع الاسرائيلي الى الاتجاه الخطر: ‘في نظرة الى الوراء، الى صورة تدبير اسرائيل أمورها في العقد الاخير، أو ربما في العقدين الأخيرين، يمكن ان نقول جازمين بلا شك إن مجموعات القوة الثلاث وهي المال والاعلام والقضاء الفعال جعلت من الصعب على قيادة الدولة ان تواجه التهديدات التي تعارضها كما ينبغي’. ويعتقد يعلون ان الاسرائيليين لا يفهمون ان الطريق الوحيد لمواجهة الفلسطينيين هو ضربهم مرة بعد اخرى من اجل تقوية ردعنا و’كي وعيهم’. وعلى ذلك، حينما نشبت الانتفاضة الثانية، ‘أدركت أننا بلغنا الى لحظة الحقيقة… ولهذا كانت حرب سنوات الألفين تحديا وجوديا لكنها كانت فرصة تاريخية ايضا. فهي تُمكّننا من ان نُحدث تحولا استراتيجيا وان نُثبت قوتنا وثباتنا وان نجدد قوة ردعنا’ لأنه ‘من الواضح أنه سواء وجدت تسوية أم لا، فانهم سيستمرون في ضربنا ما استطاعوا ذلك وما ظلوا يُقدرون ان العنف مُجدٍ’. مرت عدة سنين في الحقيقة منذ كتب يعلون كتابه، لكن يبدو ان دخوله الى الحكومة لم يغير آراءه. فهو سيقول بيقين إن ما يُرى من هناك يُرى بصورة أوضح من هنا ايضا. قبل ثلاثة اشهر فقط في حفل ‘ثقافي’ أوضح مرة اخرى انه لا مكان لانشاء دولة فلسطينية: ‘هناك كيان في غزة يستطيع من وجهة نظري أن يسمي نفسه ‘الجمهورية الاسلامية الموحدة’ ‘، قال. ‘وتستطيع السلطة ان تسمي نفسها من جهتي الامبراطورية الفلسطينية… إن أهداف رئيس السلطة أبو مازن تشبه أهداف حماس’ ولهذا لا تتكل يا كيري على يعلون.