الناصرة ـ «القدس العربي»: تواصل شركة إسرائيلية مساعيها لإزالة 23 قبرا تقع على 11 دونما من مساحة مقبرة القسام في حيفا داخل أراضي 48 لصالح مشاريع اقتصادية عليها، بعد أن ادعت ملكيتها لهذا الجزء من المقبرة.
وتضم المقبرة التاريخية البالغة مساحتها 30 دونما ضريح المجاهد الشهيد عز الدين القسام الذي استشهد في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1935 في أحراش بلدة يعبد شمال الضفة الغربية الواقعة داخل الخط الأخضر. وساهم استشهاده على يد الإنكليز بتفجير الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936. وأجلت أمس محكمة الصلح في حيفا جلسة البت في طلب الشركة الإسرائيلية «كيور أحزكوت» من أجل بناء مستودعات تجارية.
وتدعي الشركة المذكورة أن أرض المقبرة ملكً لها، بموجب اتفاقية بينها وبين ما تسمى بـ»دائرة أراضي إسرائيل» من عام 1962، بدأت بتأجير الأرض لها، وحصلت على ملكيتها بعد 40 عاما.
ورفع العشرات من أهالي حيفا مقابل مقر المحكمة شعارات تؤكد تشبثهم بملكية المقبرة التاريخية. وقال المحامي محمد سليمان اغبارية الذي يتابع ملف المقبرة إن المحكمة قررت تأجيل البت في القضية وطلبت من النيابة إعادة صياغة لائحة الدعوى لوجود مغالطات فيها. واشارت إلى أن المحكمة المحت بإمكانية الوصول لتسوية بين الشركة والدولة باستثناء هيئة الأوقاف، تقضي بتعويض الشركة عوضا عن أرض المقبرة. وأضاف اغبارية أن طاقم الدفاع أكد للمحكمة وقفية المقبرة وقدسيتها، وأن المساحة التي تنوي الشركة الاستيلاء عليها تضم عشرات القبور الاسلامية، الأمر الذي يفرض على الجميع احترامها.
من جهته قال محمد صبحي جبارين رئيس مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن جلسة المحكمة تعد حلقة من مسلسل تصفية الأوقاف الاسلامية الذي تنفذه المؤسسة الإسرائيلية عبر جهات مختلفة. كما أكد على إسلامية المقبرة ووقفيتها، مشيرا إلى أن المس بأي شبر منها يعد انتهاكا واضحا للأموات فيها ومسا بمشاعر المسلمين، وليس فقط في حيفا إنما في العالم بأسره. ولفت إلى ضرورة احترام حرمة الأموات من أي طرف كان دون أن يقتصر ذلك على دين بعينه.
وقال ممثل الحركة الإسلامية في حيفا فؤاد أبو قمير إن المقبرة وأرضها وقف إسلامي بحت، وهي لها تاريخها وحرمتها، ولذلك فلن يسمح بإزالة ولو قبر واحد من المقبرة، التي تحمل مكانة كبيرة، خاصة وأنها تؤوي بالإضافة إلى مئات القبور، قبر الشهيد عز الدين القسام. وأكد أن اجتماعا للجنة الشعبية في حيفا سيُعقد اليوم الأربعاء، لبحث الإجراءات والخطوات اللازمة لحماية المقبرة.
وردا على سؤال قال النائب عن المشتركة باسل غطاس لـ «القدس العربي» إن المحكمة تمثل صلف المستعمر واحتقاره للسكان الأصليين أصحاب الأرض والدوس على حقوقهم وتحقير مقدساتهم. وشدد على حيوية الاحتجاج الشعبي بموازاة المسار القضائي لحماية مقبرة مشحونة بدلالات رمزية كبيرة.
وشارك في المظاهرة أحفاد الشهيد عبد الرحمن أبو عيشة المدفون في المقبرة وأبناء جيلهم الذين رفعوا شعارا قالوا فيه إنه لا حق يضيع وراءه مطالب.
وديع عواودة