غزة ـ «القدس العربي»: تأجج الخلاف على نحو خطير بين أجهزة الأمن في غزة التابعة لحركة حماس، وبين نشطاء تنظيم «أنصار الدولة الإسلامية»، وأسفرت مواجهة مسلحة بين الطرفين عن مقتل أحد أفراد التنظيم المتشدد خلال محاولة اعتقاله في مدينة غزة. وقالت مصادر محلية في منطقة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة لـ «القدس العربي» إن اشتباكا مسلحا وقع بين أفراد من أجهزة الأمن، وبين أحد نشطاء تنظيم «أنصار الدولة» خلال محاولة اعتقاله، أسفر في نهايته عن مقتل المطلوب.
وسبق الاشتباك فرض طوق أمني حول المنزل الذي يتواجد فيه المطلوب واسمه يونس الحنط، الذي كان يرتدي حزاما ناسفا، أراد تفجيره لحظة تعرضه للاعتقال، غير أنه أفراد الأمن تمكنوا من قتله قبل التفجير. وقال سكان من المنطقة إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار عنيف في المنطقة، ناجم عن الاشتباك.
وقال إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة في تصريح صحافي معلقا على الحادثة «توفي صباح اليوم (أمس) أحد العناصر الخارجة عن القانون بعد إصابته أثناء محاولة اعتقاله، ردا على مبادرته بإطلاق النار على القوى الأمنية, ورفضه تسليم نفسه, وتفخيخ المنزل المتواجد به». وأشار إلى اكتشاف أحزمة ناسفة وعبوات تفجيرية وقذائف آر بي جي وأسلحة مختلفة.
وعرضت وزارة الداخلية على موقعها صورا، التقطت للأسلحة التي عثر عليها في منزل الشاب القتيل. وذكرت تقارير أن القتيل له علاقة بعمليات التفجير الأخيرة التي شهدتها عدة مناطق في قطاع غزة مؤخرا.
ومن المحتمل أن تشكل الحادثة هذه تأجيجا للخلاف القائم في غزة بين قوات الأمن والنشطاء السلفيين، مع قدرة الأولى على حسم أي خلاف لصالحها، لامتلاكها القدرة والإمكانيات، خاصة وأن أنصار الدولة في بيان لهم حذروا حركة حماس وأمهلوها 48 ساعة لوقف حملات المطاردة ضد عناصرها.
وجاءت العملية بعد يومين فقط من تبني تنظيم «أنصار الدولة الإسلامية»، تفجير محل يعود ملكيته لأحد ضباط الأمن العاملين في قسم المباحث الجنائية، بعد أن اتهمه البيان بأنه يقف خلف عمليات الاعتقال التي تطال أعضاء التنظيم، في الفترة الأخيرة.
ووزعت الجماعة وقتها بيانا، أعلنت خلاله استهداف محل بمدينة خان يونس، تعود ملكيته لأحد ضباط الأمن بعد أن اتهمته الجماعة بمشاركته مع حكومة غزة التي وصفها بـ»حكومة الردة» في «الحرب المعلنة ضد الموحدين والعبث بأعراض المسلمين».
وحذر البيان كافة عناصر الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة غزة من استمرار مشاركتهم في «الحرب المعلنة»، ودعاهم لـ «التوبة واتباع منهج التوحيد».
ورغم إعلان الجماعة المسلحة المتشددة قتل هذا الضابط، إلا أن التقارير أشارت إلى أنه لم يصب بأذى.
وأنذرت الجماعة في بيان قبل شهر ضباط الأمن الذين يحققون مع عناصرها في السجن بالملاحقة.
وقالت الجماعة المناهضة لحماس في بيانات سابقة أن أجهزة الأمن هدمت أحد المساجد التي يتردد عليها أفرادها في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، غير أن رواية وزارة الداخلية اختلفت عما قدمته الجماعة، وقالت إنه لم يكن مسجدا.
وخلال الأسابيع الماضية نفذت أجهزة الأمن في غزة حملة اعتقالات واسعة في صفوف السلفيين، وانتشرت في قطاع غزة بشكل كبير حواجز ليلية لأجهزة الأمن، وذلك بالتزامن عن اكتشاف عدد من السيارات التي تقل متفجرات. وفي أحد المرات انفجرت سيارة دون أن تتسبب بأذى في منطقة تقع بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
واشتهر تنظيم «أنصار الدولية الإسلامية» في غزة مؤخرا، بعد مسيرة لشبان متشددين، انطلقت من وسط المدنية تجاه المركز الثقافي الفرنسي، غرب المدينة، تنديدا وقتها برسومات المجلة الفرنسية «شارلي ايبدو» المسيئة للرسول.
وأعادت حادثة قتل الشاب الحنط إلى الأذهان الاشتباك المسلح الذي خاضته أجهزة الأمن في غزة، في منتصفآب/ أغسطس من عام 2009، ضد جماعة «جند أنصار الله» في مدينة رفح جنوب القطاع، التي يتزعمها الدكتور عبد اللطيف موسى الملقب «بأبي النور المقدسي»، وذلك بعد أن أعلن الرجل الذي دخل في خلاف مع حماس، ومعه أنصار الجماعات السلفية المتشددة، عن «إمارة أكناف بيت المقدس». ووقتها دارت اشتباكات عنيفة استمرت 6 ساعات، بين أنصار هذا التنظيم، وبين قوات أمن حماس، أسفرت عن مقتل عدد كبير من أفراد التنظيم، علاوة عن مقتل عدد من قوات الأمن.
وأعلن وقتها أن عدد الضحايا من الطرفين بلغ 22، إضافة إلى الدكتور موسى، بينهم ستة من أفراد الأمن.
وتلا ذلك في نيسان/ أبريل من عام 2011، أن قتلت قوات الأمن في غزة خلال اشتباك مسلح وسط قطاع غزة، اثنين من نشطاء التنظيمات المتشددة، أحدهما من القطاع، وآخر أردني الجنسية قدم لغزة ضمن قافلة إغاثة، وذلك بعدما اتهما بقتل المتضامن الإيطالي المقيم في القطاع فيتوريو أريغوني.
أشرف الهور
دم المسلم على المسلم حرام. أكثر من هيك ما في داعي للكلام. كل يدعي أنه الإسلامي الصحيح ولكن ما أسرع هؤلاء الإسلاميين باستباحة الدم المسلم. للطرفين أقول، غيروا مسمياتكم الإسلامية أولا، وثانيا اقرأوا خطبة الوداع للرسول عليه الصلاة والسلام (إذا بتعرفوه) وثالثا: عيب عليكم.