الناصرة ـ «القدس العربي»: أكد رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال إيلي بن مئير أن ترميم غزة هو القاعدة للمحافظة على الهدوء، وذلك بعد الدمار الشامل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في الصيف الماضي. وشدد بن مئير خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست على الدور الحاسم لعملية إعادة إعمار غزة في منع جولة العنف القادمة. وزعم أن إسرائيل تتيح إدخال مساعدات ومواد لإعمار غزة وتعمل كل ما بوسعها لتخفيف حالة أهاليها المحاصرين من قبلها منذ ثماني سنوات.
وبحسب بيان صادر عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست كررّ بن مئير موقف إسرائيل الذي يحمل حركة حماس مسؤولية إطلاق صواريخ نحوها من غزة.
وجاء في البيان أن قضية إعمار قطاع غزة وإدخال البضائع اليه، تشغل قيادة الجيش. وفي اجتماعات داخلية يضغط قادة كبار فيه من أجل تحويل مسؤولية معبري بيت حانون وكرم أبو سالم للسلطة الفلسطينية وهذا ما ترفضه حركة حماس. وأوضح موقع «والا» الإخباري نقلا عن مصادر في الجيش أن كبار قادته يوصون بفحص إمكانية إنشاء ميناء بحري في غزة. كما ينقل عن مصادر إسرائيلية محجوبة الهوية قولها إن قطر حولت حتى الآن 200 مليون دولار لغزة وإنه تم إدخال مواد لبناء منازل جديدة وشوارع ومستشفيات ومدارس وعيادات.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قال في مؤتمر «هرتزليا للمناعة القومية» إن إسرائيل تشارك في المساعي لإعمار القطاع، مشيرا إلى أنها غير راغبة بحريق جديد في المنطقة المتوترة والمشتعلة أصلا. وتابع مزاعمه «إذا كانت هناك جهة تعمل على بناء غزة من جديد فهي إسرائيل وهذه حقيقة رغم أنه لا ينشر عنها. وحتى الآن تم تحويل 200 مليوني دولار من قطر لترميم غزة «.
يشار إلى أن رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين قال نهاية أيار/ مايو الماضي خلال زيارة لقاعدة عسكرية في شمال البلاد ان «إعادة إعمار غزة يصب في مصلحة إسرائيل. وجيد أن تكون هناك مبادرة يمكننا مرافقتها للوصول إلى حل لمشكلة مواطني غزة».
وأوضح ريفلين الذي يتمتع بصلاحية معنوية ورمزية فقط، أن هذه المبادرة يجب أن تكون دولية ومن خلال الفهم بأنّ إعمار غزة يفرض وقف كل العداء لإسرائيل. وتابع القول على خلفية إطلاق صاروخ من غزة نحو مدينة عسقلان للمرة الأولى بعد الحرب «أدعو جميع الشعوب في العالم، الولايات المتحدة والأوروبيين، ليأتوا ويشاهدوا كيف نبادر إلى وضع نسمح فيه بتحسين حياة وظروف مواطني غزة. مبادرة كهذه تتطلب الأخذ بعين الاعتبار أن الشرط الوحيد الذي لا هوادة فيه، هو أن لا تشكل غزة جبهة لضرب إسرائيل في كل لحظة ممكنة».
يشار إلى أن أوساطا محلية في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة وبعض النواب في الأحزاب الإسرائيلية تطالب بالسعي لإعمار غزة كي يتم تعزيز الأمن واستبعاد إطلاق صواريخ منها من منطلق أنه سيصبح لديها ما تخشى على فقدانه بحرب إسرائيلية جديدة.
وديع عواودة