من أكثر ما يخطر ببال الناس عندما يتعلق الأمر بالتدليل على مدى انتشار الأمية عندنا في البلاد العربية والإسلامية الاستشهاد عادة بالقولة المنسوبة إلى موشي ديان عن أن «العرب لا يقرؤون» أو القول بسخرية أو حسرة: إن «أمة ‘قرأ’ لا تقرأ”. وقد بات معروفا أن تقرير «مؤشر القراءة» الذي تنشره منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لا يفتأ كل عام يؤكد ثبات هذه الحقيقة الحاطّة بالكرامة البشرية. وكان مؤشر العام الماضي بيّن أن معدل الوقت الذي يخصصه المواطن العربي للقراءة لا يتجاوز ست دقائق. إلا أن من المضحكات المبكيات أن بعض من يتحرّون الدقة – وتحريها فضيلة علمية وأخلاقية بلا شك – لا يترددون في التنبيه إلى أن هنالك إحصائيات تشير إلى أن هذا المعدل هو سبع دقائق كاملة وليس ستا فقط، ولهذا وجب التنويه!
ويكفي بطبيعة الحال التذكّر بأن معدل الوقت المخصص للقراءة في اليابان والبلاد الغربية لا يقل عن مائتي ساعة سنويا، حتى تتبين هنا عنترية الدقة وقلة غنائها، بل حتى يصح الاحتجاج، في مثل هذا المقام، بأن رب (عذر) دقة أقبح من (ذنب) تقريب! ولا تتعلق مسألة ضعف القراءة، بل انعدامها، في بلادنا بمأساة انتشار الأمية فقط، بل إنها تتعلق أيضا باستفحال فاجعة «أمية المثقفين». والمرجح أن أول من استعمل هذه العبارة هو عالم الكيمياء المصري والكاتب ذو الأسلوب الأدبي الرفيع أحمد زكي. فقد نعى أحمد زكي في مقالة مجلجلة في مجلة “العربي” الكويتية، التي تولى رئاسة تحريرها منذ إنشائها عام 1958 حتى وفاته عام 1975 – على المثقفين، الذين كان يعني بهم آنذاك حملة الشهادات الجامعية، أنهم يقلعون عن القراءة حالما يحصلون على الوظيفة. وقد روت لي أستاذة في أحد معاهد التعليم الثانوي في تونس أن زميلا قال لها إن آخر كتب قرأها هي تلك التي كانت مقررة في آخر سنوات دراسته في كلية الآداب، بل إنه أضاف أنه لم يقرأها بنصها الكامل، بل كان يكتفي بـ«ما قل ودل»، ثم يسد النقص بما تيسر من شروح ونقود.
وما يعنيه هذا هو أن الوضع قد ساء الآن إلى حد أن كثيرا من المتعلمين لا ينسون ما تعلموه فقط، بل إنهم يدخلون بسرعة في مسارات معقدة من الانشغال المعيشي والكسل الذهني تنتهي بهم إلى إعادة الجهل بما كانوا قد علموه يوما، وهذا بالضبط هو ما يقصده المتحدثون بالانكليزية عندما يستعملون الفعل السالب لفعل التعلم، أي
هذا في ما يخص القراءة عندنا. أما عن القراءة عند الغربيين، فيكفي التذكير بحقيقة بديهية، ولكنها كثيرا ما تضيع في لجج التنظير وزحام الكلام. هذه الحقيقة هي أنه صحيح أن حب المطالعة منتشر في جميع البلاد الغربية وأن فعل القراءة ملازم للفرد الغربي المعاصر، من حيث هو فعل تحقق وجودي وفعل سلوك مدني في الوقت ذاته. هذا صحيح. ولكن ضخامة عدد الجمهور القارىء (عشرات الملايين من القراء) ما كانت لتبلغ حجم الظاهرة المحددة لروح هذا العصر من عصور الحضارة الغربية لولا الدور المحوري الذي يضطلع به الإعلام الجاد في التعريف بالكتاب والكتّاب وفي تعهد مختلف صنوف القراءة، بإطلاق، بالتنمية والرعاية، بل وبالاحتفاء والتشريف . من ذلك أن عام 2013 شهد إحياء خمسينية ثلاث مؤسسات إعلامية راقية لا يزال لها إلى اليوم دور عظيم في استدامة فعل القراءة في الثقافتين الأنغلوساكسونية والفرنسية. إنها مجلة «نيويورك ريفيو أوف بوكس»، ومجلة «لونوفيل أوبسرفاتور» وإذاعة «فرانس كولتور».
ولأن الاجتهاد الإعلامي في هذا المجال متعدد المصادر ومتنوع الأشكال، فقد احتفلت مجلة Lire (القراءة) الفرنسية هذا الشهر بعيد ميلادها الأربعين. كيف ظهرت هذه المجلة التي آلت على نفسها أن تظل تزف بشرى النصوص الإبداعية للإنسانية القارئة؟ عام 1975 رأى ناشر مجلة «الاكسبرس» جان-لوي سرفان-شريبير أن يستلهم تجربة مجلة «ريدرز دايجست» الأمريكية التي كانت تتمثل أساسا في نشر ملخصات عن الكتب الصادرة حديثا مرفقة بمختارات مطولة. وسرعان ما أدركت دور النشر الفرنسية أهمية هذه الأداة الإعلامية الجديدة. ولكنه يقول إنه ما كان لينشىء هذه المجلة لولا وجود برنار بيفو. كان بيفو، ولا يزال، أهم أعلام الصحافة الثقافية الفرنسية. عمل في البدء محررا ثقافيا في جريدة لوفيغارو ثم تولى مطلع 1975 تقديم برنامج «أبوستروف» (فاصلة عليا) الشهير الذي تربع على عرش الإعلام الثقافي التلفزيوني في فرنسا طيلة ربع قرن.
٭ كاتب تونسي
مالك التريكي
لو كل مواطن تونسي يدفع مستحقاته من الجباية للدولة لتحسن الوضع المادي للبلاد. ولو وضع حد للتجارة الموازية لامتلأت خزينة الدولة. ولو دفع كل ثري مستحقاته نحو خالقه لامتلأ أيضا صندوق الزكاة. ولو أسقطت الدولة القروض عن الموظفين في نطاق إصلاح المنظومة المالية الخاصة بالبنوك لتحسنت الحركة. الإقتصادية للبلاد لأنه معظم تقريبا جل الموظفين غارقين في الديون بسبب عدم تناسق المرتبات مع التهاب الأسعار. لفتتة صغير لقطاع المالية تجني منه الدولة أىباحا طائلة تساعدعلى الإستقرار الإجتماعة ما يسمح للبلاد بالتحرك قليلا نحو الأمام.
السبب الاكبر في انتشار الامية وامية المتعلمين هو فساد النظام التعليمي. وهذا الفساد متعمد في اغلبه ويعود الى النظام السياسي في المقام الاول و السلطة الاجتماعية في المقام الثاني. و يكفي للتدليل على ان الفساد متعمد هو عدم اعطاء التعليم الاولوية في سياسات و ميزانيات الدول العربية. الا ترى ان وزارات الدفاع و الداخلية و الخارجية و التجارة و الاعلام تسبق وزارة التعليم في المكانة و الاهتمام و الميزانية مع ان النظام التعليمي هو مصنع مستقبل الامة؟
و للاسف فاننا نرى مستقبلنا السيء بام اعيننا ز نغذ اليه الخطى. اقول هذا قياسا على نواتج النظام التعليمي حتى الان و التي هي في تدهور من سيء الى اسوأ
ليس من عادتي التعليق. الموضوع هام و خطير على حاظرنا. ومستقبلنا لكن لفت انتباهي التعليقين
1-خارج على. الموضوع
2-كلام معقول
والسؤال هنا كم من امة اقرأ. قرأت هذا المقال الممتاز ؟