بيروت – «القدس العربي»: قفزت إلى واجهة الأحداث في لبنان التطورات المتعلقة بالموحدين الدروز في المنطقة بعد المجزرة التي نفذها أحد فصائل «جبهة النصرة» في ريف أدلب بمواطنين دروز، ما طرح تساؤلات عن مدى بقاء الدروز بمنأى عن تهديدات «جبهة النصرة» التي يسعى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى مغازلتها بحجة توفير الأمن للطائفة الدرزية في مناطق سيطرتها وعدم التعرض لها.
ويبدو الدروز حائرين بين خيار النائب جنبلاط بالاستمرار في ممالأة «جبهة النصرة» والمعارضة السورية أو حمل السلاح للدفاع عن أرضهم، وخصوصا في محافظة السويداء أو طلب حماية دولية. ويشبه البعض وضع الدروز اليوم بوضعهم قبل حرب الجبل غداة الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 حيث طرحت تساؤلات حول المصير والوجود وكيفية العيش بكرامة، وكيف استطاع وليد جنبلاط في تلك الفترة الإفادة من دعم الرئيس السوري حافظ الأسد وعدد من الفصائل الفلسطينية لقلب موازين القوى العسكرية في الجبل في مواجهة القوات اللبنانية مستفيدا من تواطؤ إسرائيلي ضد حكم الرئيس الأسبق أمين الجميل الذي رفض توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل وبدا غير متحمس لتوقيع اتفاقية 17 أيار.
وقد استقطب الوضع الدرزي تعليقات وتحليلات الصحافة اللبنانية. وهاجمت جريدة «الأخبار» الموالية للنظام السوري و»حزب الله» سلوك النائب جنبلاط وكتبت «أن النموذج الذي يراد لدروز سوريا اعتماده اليوم، هو خيار من يقف على تل، وهي اللعبة الأحب لقيادات مثل جنبلاط، بحيث يبقى متفرجا على ما يجري من حوله، ويكون مستعدا لعقد الصفقة مع الأقوى والمنتصر بين المتنازعين. هو المشترك الذي يراد لدروز سوريا ان يكونوا أسراه، حتى اذا حصلت الفاجعة، تراهم يرفعون الصوت طالبين الحماية والحصانة. وفي حالة سوريا اليوم، لا النظام قادر على تمييزهم كجماعة، ولا المعارضة تهتم لمراعاة خواطرهم، وأصلا لا شفاعة لأحد عند المجموعات التكفيرية القاتلة. فإلى أين يكون المفر: مع الأسف، إلى إسرائيل، التي تستعد عمليا، لا نظريا، لأداء دور الحضن المستعد لاستقبال هذه الجماعة، و»لم شملها» مع أبناء جلدتها من دروز فلسطين، لكن إسرائيل لا تفكر لهؤلاء في دور يتجاوز دور من يشغل حزاما امنيا يكون فاصلا بشريا بين كيانها والشمال الشامي».
وأضافت الصحيفة «اذا كان فريق محور المقاومة لا يقدم اليوم تصورا خاصا يغري الدروز بالانضمام اليه، فإن ما يقترحه الفريق الاخر، الذي ينطق جنبلاط باسمه، ليس اكثر من تخيير الدروز بين الانتحار ذبحا وقتلا على يد «الثوار»، والتوجه صوب اسرائيل طلبا للحماية. وما لا يريد جنبلاط الاقرار به، ليس فشل كل ما تبناه من سياسات خلال العقدين الاخيرين، بل يرفض مغادرة مربع التخيل بأن هناك امكانية لابقاء زعامته التقليدية على قيد الحياة لجيل جديد». وختمت «اذا ما كان الغرب بقيادة الولايات المتحدة، يسير في مشروع تقسيم سوريا، فإن الخطوة الاولى ستأتي من الجنوب، وسيكون «وهم» الدويلة الدرزية، أول إسفين، يسبق بسنوات كثيرة، «وهم» انتاج دويلات أخرى وسط الشام وشمالها وغربها».
ولم تكن صحيفة «الديار» بعيدة عن الترويج لمشروع التقسيم فأوردت «ان اسرائيل وقادتها كانوا قد طرحوا على فاعليات درزية عام 1982 اثناء دخولهم إلى لبنان قيام جيب اسرائيلي يمتد من السويداء إلى القنيطرة وصولا إلى شبعا وحاصبيا وجزين وحتى الشوف وعاليه وأن يكون طريق الشام فاصلا بين الجيب الاسرائيلي والدولة اللبنانية، يعني شمال وجنوب خط الشام، وصولا إلى راشيا الوادي حتى بيادر العدس وقطع طريق المصنع، لكن القيادات الدرزية قاتلت في العام 1982 هذا المشروع، وقدموا آلاف الشهداء، وساهم الرئيس الراحل حافظ الأسد في الدعم الذي قدمه للدروز بإسقاط هذا المشروع، علما ان مشروع إقامة الدولة الدرزية طرح عام 1960 واسقطه عبد الناصر وكمال جنبلاط، لكن الأوضاع السورية الحالية ربما تسمح بتمرير هذا المشروع الذي يرفضه كل الدروز في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن، لكن التطورات الحاصلة والاحداث الكبرى ربما لا تسمح لهم بالوقوف ضد هذا المشروع الذي أصبح اكبر من قدراتهم».
ونقلت الصحيفة عن مصادر درزية «تخوفها من ان تلعب إسرائيل بأوراقها عبر دعم المسلحين للقيام بمجازر بحق الدروز وتحويل السويداء إلى كوباني جديدة، وربما أدى ذلك إلى طلب الدروز للحماية الدولية أو الحماية الاسرائيلية في ظل موازين القوى التي ستكون ليس لصالح الدروز، ورغم ان هذا المشروع رفضه الدروز لكن الأحداث كبيرة واللاعبين كبار».
إلى ذلك، عقد المجلس المذهبي الدرزي اجتماعا طارئا خُصص لمناقشة مستجدات الأوضاع في إدلب والسويداء، ومحاصرة تداعيات الأحداث الدموية الأخيرة هناك، من خلال وضع الأمور في نصاب العقل والحكمة. وكان جنبلاط شدد في اجتماع حزبي على وجوب تعميم أجواء التهدئة والتعقل ومحاصرة كل محاولات التحريض وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية على الساحة الدرزية والتصدي لمحاولات تهييج الشارع الدرزي وحثه على التسلح والثأر ردا على أحداث إدلب، وذكرت مصادر اشتراكية أن «الأخطر في هذا الإطار يكمن في محاولة هؤلاء جر نيران الفتنة السورية إلى الداخل اللبناني من خلال تحريض الدروز على الانتقام من النازحين السوريين».
وكان انقسام درزي حصل في كيفية مقاربة الوضع بين فريق داع إلى مهادنة «النصرة» وفتح صفحة جديدة معهم ضد النظام السوري وفريق آخر داع للدفاع عن السويداء وحماية الأرض.
سعد الياس
الأفضل هو بانضمام الدروز للجيش الحر
أليس الجيش الحر من السوريين ؟
أو يبقوا على الحياد
ولا حول ولا قوة الا بالله
اطلبو الحمايه بسرعه