بيروت- «القدس العربي» : فيما ينتظر ان تُفعّل مساعي حل الأزمة الحكومية بعد عودته من مصر، وصل رئيس الحكومة تمام سلام أمس إلى القاهرة، حيث أجرى مباحثات مكثفة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قصر الاتحادية. وأشارت المعلومات إلى ان السيسي أبلغ سلام موقف بلاده الداعي إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في أسرع وقت ممكن، وأعرب عن دعم مصر للبنان وجيشه في مواجهته القائمة اليوم مع الإرهاب. كما بحث الطرفان الازمة السورية وتداعياتها على لبنان، خاصة لناحية النزوح السوري الكثيف، حيث تعهد السيسي بمتابعة إرسال المساعدات للنازحين إلى جانب دعوة القاهرة إلى ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، كما عرض الرجلان سبل مواجهة الفكر المتطرِّف في المنطقة.
وعقد سلام اجتماعا ثنائيا مع نظيره المصري إبراهيم محلب تلته مباحثات موسعة بين الوفدين اللبناني والمصري. وكان سلام استهل لقاءاته في مصر باجتماع مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وتمّ التداول في تطورات المنطقة في ظل التطورات في العديد من الدول العربية وموجة التطرف التي ترفع شعارات دينية.
وأشاد في تصريح بعد الاجتماع بـ»الجهد الكبير الذي يبذله الأزهر الشريف من أجل صياغة خطاب ديني معتدل والتصدي للإرهاب والغلو واعتماد نهج التواصل والحوار في حل الخلافات».
ونوه بـ «الدور الذي تقوم به المؤسسات التعليمية والدعوية التابعة للأزهر الشريف في تعليم ونشر المنهج الإسلامي الوسطي في مواجهة الفكر المتطرف»، داعيا إلى «تعزيز هذا المنحى في العمل الدعوي لتحصين الشباب المسلم ومنعه من السقوط في فخ الحركات الإرهابية».
ولمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ضمّن مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان رسالته إلى اللبنانيين مواقف لافتة، شددت مجددا على ثوابت دار الفتوى في هذه المرحلة الدقيقة، الا وهي ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، إحياء كل المؤسسات الدستورية ووقف التعطيل، دعم الجيش اللبناني ومحاربة التطرف». وفي السياق، حذّر المفتي دريان من «تفكك الدولة وتداعيها تحت وطأة التأزم والفراغ»، وقال «نحن اللبنانيين محتاجون اليوم قبل الغد، إلى رئيس جمهورية عامل، وإلى حكومة فاعلة، وإلى مجلس نواب يعمل ويشترع ويراقب. ونحن لا نفهم كيف يكون باستطاعة جهة أو فريق – مهما علا شأنه – أن يرتهن النظام السياسي كله، لأنه يريد الاستيلاء عليه كله».
وأكد «ان الأوطان لا تبنى بالعناد والتصلب في المواقف، بل بالتفاهم والتلاقي والحوار، مهما كانت الظروف والمعطيات. وما نشهده في لبنان على صعيد التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية، وتعطيل لعمل المجلس النيابي، وشلل حكومي، هو في قمة الخطورة. فالمطلوب تقديم التسهيل لا التعطيل، الذي ينعكس سلبا على الوطن والمواطن. فهناك قلق في عرسال، ولا يحمي عرسال إلا الجيش اللبناني الذي ينبغي دعمه ومساندته. ولا يجوز التشكيك به، بل مساعدته في تخطي الأزمة التي يمر بها لبنان».
في غضون ذلك، أوضحت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان «ان إحدى الصحف المحلية نشرت معلومات نقلا عن مصادر غير محدّدة، أشارت فيها إلى أن دفعة الصواريخ نوع «ميلان» التي تسلّمها الجيش من السلطات الفرنسية مؤخرا في إطار الهبة السعودية، هي قديمة العهد، وأن بعضها غير مطابق للمواصفات». واكّدت قيادة الجيش «أن هذه الصواريخ هي من مخازن الجيش الفرنسي، وقد أجرت الأجهزة المختصة في الجيش اللبناني كشفا دقيقا على هذه الصواريخ لدى تسلّمها، وتبيّن عدم وجود أي خلل تقني أو صناعي فيها».
وذكّرت قيادة الجيش «وسائل الإعلام مجددا بضرورة توخّي الدقة في تناول أي معلومات تتعلق بالجيش والعودة إلى هذه القيادة للتأكد من صحة هذه المعلومات قبل نشرها».
سعد الياس