البرلمان التركي الجديد يجتمع خلال أيام والمعارضة تواصل وضع «شروط تعجيزية» للانضمام لحكومة توافقية

حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أعلنت اللجنة الانتخابية العليا في تركيا، الخميس، النتائج الرسمية النهائية للانتخابات العامة التي جرت في 7 حزيران/يونيو الحالي، في خطوة تمهد لانعقاد البرلمان الجديد خلال أيام، وبدء سريان مهلة الـ45 يوماً لحزب العدالة والتنمية من أجل تشكيل الحكومة، بالتزامن مع مواصلة أحزاب المعارضة وضع «شروط تعجيزية» أمام أحمد داود أوغلو من أجل الانضمام لحكومة توافقية برئاسته.
وبحسب القانون التركي، سيكلف الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية الحاصل على أعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات للبدء بتشكل مشاورات تشكيل حكومة جديدة خلال مدة اقصاها 45 يوماً وذلك بعد بدء الدورة الأولى للبرلمان الجديد والتي ستنعقد بعد أيام برئاسة أكبر أعضائه سناً تمهيداً لانتخاب رئيس وأعضاء اللجان المختلفة للبرلمان.
النتائج النهائية وحسب النتائج النهائية «الرسمية» فقد فاز حزب العدالة والتنمية بـ 258 مقعدا من أصل 550 عدد مقاعد البرلمان، فيما حصد حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة 132 مقعدا، وحزب الحركة القومية 80 مقعدا، وحزب الشعوب الديمقراطي «الكردي» 80 مقعدا.
ونال حزب العدالة والتنمية 40.87٪ من أصوات الناخبين، فيما فاز حزب الشعب الجمهوري بـ 24.95٪، وحصد حزب الحركة القومية 16.29٪، في حين حصل حزب الشعوب الديمقراطي(غالبية أعضائه من الأكراد)، 13.12٪ من الأصوات.
وأوضح رئيس اللجنة، سعدي غوفن، في مؤتمر صحافي، أن فترة الاعتراض القانونية على النتائج انتهت الأربعاء، وأنهم نظروا في الاعتراضات وحددوا النتائج النهائية في ضوء ذلك. لافتاً إلى أن عدد الأصوات الصحيحة بلغ 46 مليونا و163 ألفا و243 صوتا، فيما بلغ عدد الأصوات الباطلة مليون و 344 ألفا و224 صوتا، ووصلت نسبة المشاركة 83.92٪..

أوغلو: أعمل لأجل حكومة ائتلافية

قال «أحمد داود أوغلو» رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال التركية إن عليهم القيام بما في وسعهم من أجل تشكيل حكومة ائتلافية في البلاد.
وأضاف في لقاء تلفزيوني بإحدى القنوات المحلية، إنه لا يفكر الآن بأية سيناريوهات أخرى غير تشكيل الحكومة، قائلاً: «عندما أسير وفق خطة، لا أفكر بالبدائل، بل أؤجلها للمرحلة القادمة، الآن نسعى لفعل كل شيء من أجل تشكيل حكومة ائتلافية».
واعتبر داود أوغلو أنه لم يلوح بـ»عصا الانتخابات المبكرة» من أجل إجبار الأحزاب الأخرى على القبول بتشكيل حكومة لا يرغبون فيها.
وفي سؤال حول أقرب سيناريو لحكومة ائتلافية يراها، أشار إلى أنه يشارك ما يفكر به زملاؤه، قائلاً «إن الإشارات التي تأتي من السيد كلجدار أوغلو (زعيم أكبر أحزاب المعارضة)، تقطع الطريق علينا، هو يضع 14 شرطاً، ثم يقول إننا سنتحدث بها عند كتابة بروتوكول الحكومة الائتلافية». وكانت مصادر تركية كشفت أن حزب الشعب الجمهوري وضع شروطاً «تعجيزية» أمام حزب العدالة والتنمية لأجل الانضمام للحكومة، ومنها الحصول على عدد كبير من الوزارات السيادية في البلاد.

الحركة القومية: لن نشارك

من جهته، أكد دولت بهشلي رئيس حزب الحركة القومية ثاني أكبر أحزاب المعارضة في تركيا أن حزبه لن يدخل في حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية «ما لم تتم المحاسبة على ما وقع في تركيا من أعمال خيانة وسرقة وفساد».
وفي تصريحات نقلتها الصحافة التركية، أكد أن حزب الحركة القومية «لن يُرحّب بحكومة ائتلافيّة دون تصحيح ما وقع في البلاد من أعمال خيانة وسرقة وتقديم ضمانات وتعهدات بذلك»، في إشارة لاتهام أعضاء من العدالة والتنمية بالحصول على رشاوى والتورط في قضايا فساد.
وقال: «حزب الحركة القومية لن تنطلي عليه الحيل والألاعيب ولن يقع في أية فخاخ»، موضحًا أنه «يجب أولا على حزب العدالة والتنمية أن ينظر في المرآة ويحاسب نفسه بصدق».
وأضاف: «يكفينا ألا يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان لاختطاف دور من السياسة، وألا يستغل الفرصة للتدخل في موضوع تشكيل الحكومة. ونحن بصفتنا ـ الحركة القومية- لن نذكر حتى اسم الائتلاف على ألسنتنا قبل أن يتم محاسبة المتورطين في أعمال الفساد والرشوة في 17 و25 كانون الأول/ديسمبر 2013، أو إظهار ميول حقيقيّة في هذا المضمار».
وفي حال لم يتمكن حزب العدالة والتنمية من تشكيل ائتلاف حكومة مع أحد أحزاب المعارضة، سيمنح الرئيس التركي حزب الشعب الجمهوري 45 يوماً آخراً لتشكيل حكومة، وفي حال لم ينجح الأخير سيدعو أردوغان لعقد انتخابات برلمانية مبكرة لإخراج البلاد من حالة الفراغ السياسي، وهو السيناريو الذي يتوقعه الكثير من المراقبين للشأن التركي.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية