تذكير لاوباما بأن الارهاب لم ينته

حجم الخط
0

كم كان سيكون الامر مريحا لو ان المسؤولين عن العملية التفجيرية في بوسطن كانوا مجرد امريكيين هذين من نوع ما. لكن الحال ليست كذلك ولهذا فان الادارة الامريكية، ومواطني الولايات المتحدة ايضا في مشكلة صعبة اليوم.
لا توجد الى الآن في الحقيقة أدلة على أن الأخوين تسرناييف هما من نشطاء القاعدة بكامل المعنى، لكن تأييدهما للمنظمة الارهابية المتطرفة ولمواقع جهادية عنيفة قد كُشف عنه في الانترنت.
تلقى اوباما تذكيرا في أكثر المدن الامريكية وُدا في بوسطن بأن محاربة الارهاب ليست وراءنا. كان عند اوباما بعد العملية اسئلة كثيرة مثل: كيف نفذ شباب نشأوا في الولايات المتحدة هذا العمل؟ هل حصلوا على مساعدة؟ وكيف لا يمنع الاطلاع على نهج الحياة الامريكي أعمالا كهذه؟ وهذه اسئلة جيدة ويتوقع ان تكون الأجوبة صعبة بالنسبة لمن أراد ان يمحو مصطلح الارهاب الاسلامي من المعجم الامريكي.
إن العملية التفجيرية في بوسطن هي درس لكل من لا يريد ان يعترف بحقيقة ان الايديولوجية الجهادية تتجاوز الحدود وهي قادرة على التطور ايضا في الغرب بين الشباب كالأخ الصغير جوحار الذي حصل على هبة لجامعة ديرتنوف الفخمة.
غير ان الرئيس اوباما يؤمن بعالم مختلف، أفضل. وربما من اجل هذا احتاج الى زمن طويل ليعترف بأن قتل السفير الامريكي في ليبيا كان عملية ارهابية، واحتاج في بوسطن ايضا الى 24 ساعة لينطق كلمة ‘ارهاب’.
أعلن اوباما في خطبة وضع الأمة في شباط من هذه السنة انه ‘على يقين’ من ان الولايات المتحدة نجحت في ان تهزم النواة الصلبة لمنظمة القاعدة. وكان اوباما الذي نجح في ولايته في تصفية اسامة بن لادن (وهو انجاز لا يستهان به) كان على يقين من انه بقي له الآن فقط ان يكافح ‘بقايا’ المنظمة. بل إنه قال إن محاربة الارهاب أصبحت وراءنا.
لكن تبين لامريكا ان ذلك غير دقيق. واسوأ من ذلك أنها تعرضت للمركب الفتاك لعملية مشتركة داخلية خارجية ينفذها مواطنون امريكيون أو مهاجرون نشأوا في الولايات المتحدة يحصلون على إلهام وربما على استشارة ايضا من الخارج. وتذكرت امريكا فجأة في قلق العملية الفتاكة التي وقعت في 2009 في تكساس حينما قتل الرائد في الجيش الامريكي نيدل مالك حسن، وهو من أصل فلسطيني، 13 من رفاقه في قاعدة بورت هود بعد ان كان على صلة بالداعية والارهابي أنور الأولقي في اليمن والذي كان هو ايضا مواطنا امريكيا.
احتفلت امريكا في نهاية الاسبوع باعتقال الأخ الصغير بعد تصفية الأخ البكر. وأصبح واضحا ان أكبر قوة في العالم ستعرف هوية منفذي العملية. لكن حقيقة ان الأخ البكر تيمرلان حُقق معه في 2011 بعد معلومة جاءت الى الامريكيين من دولة اجنبية (روسيا) وأُفرج عنه، تضيئ مصباحا أحمر بيقين.
كتبنا بعد العملية في بوسطن فورا أن الشحنة الناسفة نفسها قِدْر الضغط التي خُبئ فيها كرات معدنية تُذكر بالارهاب الاسلامي. وذكرنا ايضا المساعدة التي عرضها بوتين على الامريكيين. ما كان ينقصنا إلا الشيشان لا بسبب الحرب التي تجري هناك منذ القرن التاسع عشر مع الأم روسيا، بل وأكثر من ذلك بسبب الاسلام المتطرف الذي نشأ هناك، هذا هو الواقع سواء أردنا الاعتراف به أم لا.

اسرائيل اليوم 21/4/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية