تغمر ادارة اوباما الجيش الاسرائيلي بهدايا موفورة مثل: جهاز رادار مطور لطائرات اف 16 واف 15، وموافقة على الامداد بطائرة ‘في 22’ (باهظة الكلفة جدا بل ربما تكون باهظة كثيرا، برغم انه لا يوجد لها مثيل في تخليص طيارين مهجورين في صحارى ايران وتحميل قوات خاصة لعمليات في اماكن نائية)، وطائرات إمداد بالوقود متقدمة، وصواريخ مضادة للاشعاع. وكل ذلك، كما قال أول أمس مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الامريكية قُبيل زيارة وزير الدفاع تشاك هيغل لاسرائيل غدا وبعد غد في طريقه الى اربع عواصم عربية هو من اجل هدف مضاعف تعظيم تفوق الجيش الاسرائيلي النوعي وإمداد دول عربية بسلاح كثير. إن العم تشاك يأتي الاسرائيليين برزمة هي صفقة رزمة: فقد تخلت اسرائيل مسبقا عن ميلها الى ان تكون مُنكرة للجميل والى ان تستعمل اصدقاءها في مجلس النواب الامريكي لاحباط المساعدة للسعودية واتحاد الامارات. هذه صفقة ثلاثية، امريكية اسرائيلية سعودية، في أساسها موافقة اسرائيل على ألا يُعد إمداد السعودية والامارات بصواريخ جو ارض زيادة للتهديد الاقليمي لاسرائيل بل العكس. وستحصل اسرائيل مباشرة على تعويض عسكري ضخم. وستتمتع بصورة غير مباشرة بزيادة القوة الموجودة في الخليج في مواجهة ايران. يسهل ان نُخمن ما الذي سيقوله هيغل للجمهور الاسرائيلي. إن القائد التارك عمله لقيادة اوروبا في جيش الولايات المتحدة والذي هو ايضا قائد قوات حلف شمال الاطلسي، الأدميرال جيمس ستيوارتس يحب ان يكتب وان تُلتقط له صور. فقد كان في زيارة لاسرائيل قبل نحو من اسبوع مع بني غانتس في البزة العسكرية في مكتبه، كالعادة تحت الكتابة المقطوعة ‘لتعلم كل أم عبرية’؛ وفي لباس مدني في حفل اجتماعي؛ ومع قائد سلاح البحرية رون روتبرغ في قاعدة حيفا. ينبغي في هذه المناسبات ألا نفصل الجوهر عن الصورة. وهو اعطاء الجيش الاسرائيلي سلاحا وتقنية وتخطيطا مشتركا والايحاء الى الجمهور الاسرائيلي بدعم كامل القوة العسكرية الامريكية. والاستنتاج بالطبع هو انه ليس من الخير لاسرائيل ولا من الضروري ان تعمل مستقلة في الميدان من سوريا الى ايران. كتب ستيوارتس قُبيل مجيئه الى اسرائيل ان واحدا من أهم ثلاثة أهداف لحلف شمال الاطلسي هذا العام هو ‘الحفاظ على حدود حلف شمال الاطلسي مع سوريا’. ومعنى ذلك انه ليست الدولة التي تسمى تركيا هي التي تحاذي سوريا بل حلف شمال الاطلسي كله الذي تركيا عضو فيه. وهذا هو الجانب الدفاعي. وفيما يتعلق بالعمليات الهجومية قال ‘بفضل عملي قائدا لمنطقة اوروبا في جيش الولايات المتحدة فانني أُقدر ان التهديد الحقيقي هو السلاح الكيميائي’. قبل ستة عقود حينما أُنشئ حلف شمال الاطلسي، دفع التهديد الروسي الأتراك الى الامريكيين. وأصبح ذلك الآن التهديد السوري وهو الذي يحث على المصالحة المخصصة في العلاقات باسرائيل التي حاول ستيوارتس ويتوقع ان يفعل هيغل ذلك ان يحثها قدما. وقد أكد ستيوارتس ان زيارة اسرائيل تمت مع قبعته الامريكية وترمي الى ‘تأكيد ان العلاقات العسكرية بيننا متينة بازاء التحديات في المنطقة. أنا واثق من ذلك في الحقيقة لكنني أريد أن أستمع الى اصدقائنا الاسرائيليين وأن أفحص عن امكانية الاقتراب من تركيا’. إن قيادة اوروبا في جيش الولايات المتحدة مسؤولة عن 51 دولة لكن وريث ستيوارتس جنرال سلاح الجو فيليب بريدلاف، عدّ اسرائيل، من اجل ‘اقامة شراكة قوية’، قبل تركيا وروسيا وبولندة، في رأس قائمة مضيقة فيها اربع دول رئيسة ستحصر قيادة منطقة اوروبا عنايتها في تعزيز العلاقات بها. وفي كلام بريدلاف في الشهادة أمام لجنة في مجلس الشيوخ قال إن واحدا من تحدياته المركزية سيكون ‘الاستمرار المحتمل للربيع العربي الذي قد يؤثر في عمق اسرائيل الاستراتيجي المتقلص. واسرائيل قلقة من مطامح ايران الذرية من تقديرات أمنية تتعلق بالسلاح الكيميائي (والصاروخي) الذي تملكه سوريا، وانخفاض تأثير الجيش في مصر وتضعضع الاستقرار في سيناء نتيجة ذلك ومن قوة منظمة حزب الله’. ولهذا يطمحون في وزارة الدفاع الامريكية ‘الى أن يضمنوا لاسرائيل التصميم الامريكي على كفالة أمنها’. الوعد والأمن والكفالة ـ إن المعنى العملي لكل هذه المصطلحات هو زيادة المساعدة العسكرية ومضاءلة حرية استعمالها.