الرياض ـ «القدس العربي»: حرب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لإعادة السلطة الشرعية إلى اليمن دخلت شهرها الثالث دون ان تنتهي أو دون ان تحقق نتائج عسكرية حاسمة على الأرض، ودون ان يلوح في الأفق أمل في حل سياسي ينهي انقلاب الحوثيين.
والإعلام السعودي انشغل الأسبوع الماضي في متابعة زيارتي ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (الرجل الثالث في الدولة السعودية ) إلى كل من روسيا وفرنسا، بشكل غطى على ضجيج الحرب المشتعلة على الحدود الجنوبية للمملكة.
فبعد زيارته إلى روسيا يومي 19و20 الشهر الجاري ولقائه الرئيس والتوقيع على ست اتفاقيات للتعاون، توجه ولي ولي العهد السعودي إلى باريس في زيارة رسمية للتوقيع على مزيد من اتفاقيات تشمل صفقات عسكرية وتجارية جديدة منحت فرنسا عقودا بما لا يقل عن 10 مليارات دولار لشراء طائرات وزوارق سريعة، بالإضافة إلى اتفاقية لبناء مفاعلين نوويين في بلاده.
ولاشك ان زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا بعد أقل من ثلاثة شهور على توتر العلاقات بين الرياض وموسكو أتت لتعكس السياسة البراغماتية السعودية الدولية للعهد السعودي الجديد الذي يقوده الملك سلمان بن عبد العزيز.
وهذه السياسة «البراغماتية « تجعل المملكة تعمل على فتح الأبواب مع كل القوى الدولية والاقليمية بحثا عن مصالحها وأمنها، ولا يهم في ذلك إذا كان هناك اختلاف مع هذه الدولة أو تلك حول موقف سياسي من قضية أو نزاع، المهم البحث عن نقاط الالتقاء للبناء عليها للوصول إلى تفاهمات حول نقاط الاختلاف.
فمثلا مع تركيا استعاد الملك سلمان علاقات بلاده مع أنقرة التي فترت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بسبب الخلاف التركي الحاد مع مصر، ولم ينتظر الملك سلمان تحسن علاقات أنقرة مع القاهرة ليستعيد علاقات المملكة معها، فللسعودية مصالح مشتركة عديدة واستراتيجية مع تركيا وأولها مصلحتهما المشتركة في اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ودعم المعارضة السورية لتحقيق هذا الهدف، وللسعودية مصلحة في ان تكسب ولو تأييدا سياسيا من تركيا لحربها في اليمن. ولها مصلحة في ابعاد تركيا عن إيران التي أصبحت الخصم الرئيسي للمملكة هذه الأيام بسبب الأطماع والتدخلات الإيرانية في العالم العربي.
ومن هنا استعادت الرياض علاقتها سريعا مع أنقرة وأصبحت طرق الاتصال مفتوحة بين الملك السعودي والرئيس أردوغان، وانعكس ذلك على الأوضاع في سوريا حيث عمل التنسيق السعودي التركي الذي تشارك فيه قطر بقوة على أوضاع قوات المعارضة السورية التي أخذت تحقق انتصارات عسكرية ضد النظام في دمشق، وحتى ضد مقاتلي إرهابيي تنظيم الدولة في العديد من المناطق السورية.
والسياسة «البراغماتية» للعهد السعودي الجديد، هي التي جعلته يطرق أبواب موسكو من أجل التلاقي معها على مصالح مشتركة، ولعل هذا التلاقي يؤدي مستقبلا إلى تفاهمات سياسية على ملفات سياسية مختلف عليها حاليا وأولها ملف الأزمة السورية والموقفين المتعارضين للرياض وموسكو منها، ولعل ذلك يؤدي إلى خلق مصالح لروسيا في علاقاتها مع المملكة تجعلها لا تبني مواقفها السياسية إنطلاقا من الحرص على مصالحها مع إيران.
وفي الحقيقة رغم الاختلاف في المواقف السياسية بين الرياض وموسكو ورغم عدم رضى السعودية على الدعم الروسي لنظام بشار الأسد إلا ان الاتصالات بين العاصمتين لم تنقطع سواء عبر الاتصالات الهاتفية بين قيادتي البلدين أو عبر الزيارات المتبادلة بين مسؤوليها، حتى عندما توترت العلاقات السعودية مع روسيا اثر الهجوم الحاد على روسيا الذي وجهه وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل لموسكو خلال قمة شرم الشيخ العربية نهاية شهر نيسان/ابريل الماضي، لم يمض أقل من شهر على هذا الموقف الحاد حتى اتصل الملك سلمان بالرئيس بوتين وبعدها عاود الرئيس بوتين الاتصال، بل في نهاية شهر ايار/مايو الماضي قام مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط بوغدانوف بزيارة للمملكة على رأس وفد من رجال الأعمال الروس والتقى العاهل السعودي في جدة حيث جدد الدعوة للملك لزيارة موسكو.
وتلقف العاهل السعودي هذه الدعوة ليرسل ابنه وأقرب الناس إليه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في زيارة وصفت في الرياض بانها «ملكية» إلى روسيا للقاء الرئيس بوتين.
الإعلام السعودي تابع هذه الزيارة باهتمام وصخب كبيرين وتحدث عن آفاق التعاون مع روسيا ومستقبله، في الوقت الذي كان الوفد السعودي المرافق لولي ولي العهد يوقع مع الجانب الروسي ست اتفاقيات للتعاون المشترك أهمها اتفاقية نوايا لحصول المملكة على مفاعلات نووية روسية ذكر السعوديون ان عددها سيكون 16 مفاعلا للاستخدام السلمي.
بالطبع لم يثر السعوديون في موسكو موضوع موقف روسيا المؤيد والداعم لنظام الرئيس الأسد، حتى لا يفتحوا مجالا لإثارة الخلافات، الإعلام السعودي تحدث عن ان المحادثات تناولت الأوضاع في سوريا وفي اليمن والمنطقة.
السعوديون أيضا لم يشترطوا ان يكون فتح المجال للتعاون الاقتصادي واعطاء موسكو عقودا تجارية هو ان تغير روسيا موقفها من الأزمة السورية ـ كما حدث حين زار رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير بندر بن سلطان موسكو مرتين في عام 2013.
السعوديون وقعوا اتفاقات لتعاون يسمح باعطاء موسكو عقودا وصفقات تجارية وربما تسليحية من باب كسب روسيا حتى ولو «اختلفنا معها».
الإعلام السعودي تحدث بعضه عن ذلك رغم ان غالبيته هلل لزيارة الأمير محمد بن سلمان لانها زيارة ملكية لـ»ولي ولي العهد».
ولوحظ ان الإعلام الروسي لم يعط الزيارة السعودية الاهتمام المقابل، ولوحظ أيضا انه بعد يومين من لقاء الرئيس الروسي مع ولي ولي العهد السعودي حرص الرئيس بوتين على التصريح ان بلاده ستواصل تعاونها مع الرئيس السوري بشار الأسد للوصول إلى حل سياسي للأوضاع في سوريا، وبدا وكأن هذا التصريح جاء ليبدد بعض التكهنات عن انه ستكون هناك من نتائج الزيارة السعودية لروسيا تغير موقف موسكو المؤيد للنظام السوري.
مصدر دبلوماسي روسي في احدى العواصم الخليجية أوضح ان بلاده يهمها التعاون مع السعودية وإقامة علاقات جيدة مع واحدة من أهم بلدان المنطقة، لذا فان موسكو لم تقطع اتصالاتها مع الرياض رغم الخلافات السياسية بينهما حول أوضاع سياسية معينة، والرئيس بوتين وجه الدعوة للملك السعودي لزيارة روسيا مرتين وهو أيضا مستعد ليلبي دعوة لزيارة الرياض.
وزيارة ولي ولي العهد السعودي لروسيا لاقت ترحيبا من الرئيس، ووقعت اتفاقات «إطارية «للتعاون المشترك في مختلف المجالات، ولكن هذا لن يكون على حساب المواقف الروسية المعروفة من بعض القضايا السياسية مثل الموقف من سوريا الذي تختلف فيه مع المملكة، وهناك تعاون في قضايا وملفات سياسية أخرى، مثل الموقف في اليمن حيث روسيا تؤيد شرعية الرئيس هادي ولم تعترض على قرار مجلس الأمن 2216 الخاص باليمن.
ولكن الدبلوماسي الروسي المتابع للسياسة السعودية أثار ملاحظة ان الاتفاقات التي وقعها الوفد السعودي في سان بطرسبرغ هي اتفاقات نوايا وتحتاج إلى وقت طويل وإرادة سياسية لترجمتها وتحويلها إلى اتفاقات عملية ومبرمجة، وسبق للسعودية ان وقعت اتفاقات مماثلة مع روسيا ولكن لم ينفذ منها إلا اتفاقات التعاون الأمني في مجال تبادل المعلومات، وكانت الرياض قد وقعت قبل نحو عشر سنوات اتفاق نوايا مع موسكو للحصول على دبابات روسية وتمت تجربتها ولكن عدلت عن ذلك. وفي روسيا يبدو ان هناك العديد من المسؤولين يرون ان الرياض لا يمكن ان توثق علاقات تعاون استراتيجي مع موسكو لان واشنطن لن تكون راضية على ذلك.
ولكن يبدو ان للرياض وجهة نظر مخالفة تقول ان علاقاتنا التاريخية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة يجب ان لا تمنع ان تكون لنا علاقات تعاون استراتيجي أو غير استراتيجي مع دول أخرى، وكل له مصالحه التي يبحث عنها مع أي دولة أو أطراف دولية أخرى.
ويبدو واضحا ان هذا المفهوم «البراغماتي «هو الذي جعل الرياض تبدأ رحلة جديدة لعلاقاتها مع روسيا، وهذا المفهوم هو الذي جعل الرياض تعزز علاقاتها مع فرنسا وجعلها علاقات استراتيجية قريبة من العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن مع اختلاف أساسي وهو ان الرياض تتعامل مع باريس بثقة متبادلة ليست في حجم الثقة بينها وبين واشنطن رغم ان العلاقات الأمريكية السعودية تمر حاليا بفترة ايجابية جدا، ولكن يبقى لدى السعودية عدم ثقة في بعض السياسات الأمريكية غير المنطقية.
لذا فانه يجب ملاحظة ان الانفتاح السعودي على فرنسا لاسيما في عهد الملك سلمان يتزايد هذه الأيام وهذا ما جعل ولي ولي العهد السعودي يطير إلى باريس بعد زيارته لروسيا ويوقع اتفاقات لمنح فرنسا المزيد من العقود بمليارات جديدة من الدولارات.
سليمان نمر
وهل يفهم الأمير الذي لم يبلغ الثلاثين البراغماتية وهل فتح الأبواب بتوزيع العقود فقط
السعودية تبحث عن توازن يخرجها من الاتجاه الواحد لأمريكا
خاصة بعد التوازن الذي قامت به أمريكا مع ايران وروسيا
بكل تأكيد أن فرنسا أفضل للسعودية من روسيا بسبب التكنلوجيا
ولا حول ولا قوة الا بالله
.
– السعودية في الطرق الصحيح ، إن شاء الله .
.
– برنامج هائل .
.
– وجب القيام بنفس البرامج في الداخل .
.
– مع الأسف الشديد يتحتم علينا بأن نعترف ان روسيا اكثر وفائا لأصدقائها من الإدارة الأمريكية الأكثر وفائا لمصالحها ، حصريا .
.
– عقيدة أمريكا ، في هذا الباب ، ” أمريكا لأمريكيين ” ، لم تتغير منذ عهد الرئيس James MONROE
( 1758-1831).
جاء اليوم الذي يجب على السعودية أن تنفصل عن الارتباط الأزلي مع أمريكا الصهيونية … لقد تحالفت أمريكا مع إيران في الخفاء وأهدتها العراق على طبق من فضة ثم سوريا والآن تحاول أمريكا فعل الشيء نفسه في اليمن والبحرين بمخطط صهيوني غربي رخيص!