يكرم الشاعر العراقي عدنان الصائغ: مهرجان ربيع الشعر يتناول قضايا الشعر العربي بالمهجر

حجم الخط
0

أسدل الستار على فعاليات مهرجان ربيع الشعر، الذي نظمته جمعية الأوراش للشباب فرع مولاي ادريس زرهون خلال أيام 8 ـ 9 ـ 10 من شهر نيسان (أبريل) 2013 بدار الثقافة تحت شعار:’الشعر العربي بالمهجر: قضاياه وظواهره الفنية’.
وقد مثل المهرجان الدورة العاشرة، دورة الشاعر العراقي المبدع عدنان الصائغ. استهل بأنغام موسيقية أتحفت بها فرقة ‘دلاركو’ الجمهور الذي حج بكثافة إلى القاعة كعادة أهل المدينة العاشقين للشعر. جاءت كلمة رئيس الجمعية عبد الرحيم لحليمي مضمخة بالشكر والترحيب بالشعراء الضيوف وبالحضور، وبالداعمين لهذا المهرجان، مذكرا بماضي المدينة الثقافي والديني والتاريخي، ثم عرج على الدورات السابقة التي احتفت بأسماء إبداعية محلية ووطنية وعربية، مبينا دور الشعر في إبعاد الإنسان عن الرداءة التي صارت تغطي العالم اليوم. وذكر أن هذه الدورة ترسخ لتقليد سنوي تعانق فيه المدينة الشعر، وتحتفي فيه بأسماء إبداعية ساهمت في إغناء المشهد الشعري الوطني والعربي. وفي الأخير ركز على دواعي احتفاء المهرجان بقامة شعرية متواصلة العطاء مغتربة بالمهجر، ألا وهي الشاعر العراقي الكبيرعدنان الصائغ.
أما ممثل رئيس المجلس البلدي فقد أشاد بمجهود جمعية الأوراش للشباب التي كسرت هدوء هذه المدينة الوديعة بهذه الاحتفالية الكبيرة التي تنسجها الكلمة الموزونة، ثم تحدث عن مسؤولية المجلس في النهوض بمستقبل مدينة زرهون التي تشكل قطبا تنمويا، وعن مجهودات المجلس في التعامل مع جمعيات المجتمع المدني واللجان التي كونها لتسهيل عمليات التواصل والدعم والتنسيق معها قصد إنجاز المشاريع الثقافية كمهرجان بني عمارت، ومهرجان زرهون الشعري وغيرها، رغم الإمكانيات المادية المتواضعة التي ما يألو المجلس يعمل على مضاعفتها كل سنة. ثم تولى مدير المهرجان الدكتور محمد الديهاجي الإعلان عن انطلاق فعاليات المهرجان، الذي استضاف شعراء وزجالين ونقادا من أنحاء المغرب والعالم العربي، مرحبا وشاكرا الجميع على تلبية الدعوة. وبعد إشعال شموع كعكة الدورة انتقل الجميع إلى حفلة الشاي المقامة على شرف المدعوين. فعاش الجميع لحظات باذخة بالمحبة والتعارف قبل أن يعودوا إلى القاعة بغية تكريم عريس المهرجان الشاعر العراقي المبدع عدنان الصائغ، الذي قرأ نصوصا شعرية معبرة من اختياره. وقد شاركه في القراءة خلال هذه الأمسية الافتتاحية الشعراء هيام قبلان (فلسطين) ـ محمد أعشبون (هولندا) ـ (الناظور) ـ إبراهيم قهويجي (مكناس) ـ محمد الديهاجي (زرهون)، ثم منحت للمحتفى به هدايا وجوائز تقديرية احتفاء واعترافا بمجهوده الشعري وألقه الإبداعي المتوهج على طول مساره، سواء في منفاه واغترابه بلندن أو في غيرها من البلدان التي استقر بها مجبرا بعيدا عن وطنه الأصلي العراق.
وفي المساء على الساعة الخامسة جاء الجمهور بنفس الحماس واللهفة للإنصات إلى الشعراء الذين ساهمون في الجلسة الشعرية الأولى التي خصصت للشعر الفصيح، التي سيرها الشاعر ، ومن هؤلاء الشعراء خالد لوكيلي (زرهون) ـ فاتحة اليعقوبي (فاس) ـ أيسر رضوان (الأردن) ـ عبد الله فراجي (مكناس) ـ عبد اللطيف الهدار (أبزو) ـ لحسن عايي (الراشيدية) ـ ليلى المليس (باريس) ـ مزين عبد النور (طنجة) ـ محمد جعفرـ كريم شياحني ـ محمد فري (المغرب).
وفي صباح اليوم التالي أقيمت ندوة شعرية لمقاربة شعار الدورة ‘الشعر العربي بالمهجر قضاياه وظواهره الفنية’ التي أدارها الأستاذ حسن إمامي والتي شارك فيها النقاد والباحثون: عبد اللطيف الوراري (الأدب والمنفى)، نقوس المهدي (الأدب المهجري: تاريخه وخصوصياته ومظاهره)، حسن لشقر (تمثل المكان عند الشاعر المغترب أدونيس)، محمد الديهاجي (الشعر العربي المهاجر: البوح والتكتيم في شعرعدنان الصائغ). وقد جاءت مداخلاتهم القيمة للنبش في تاريخ أدب المهجر من الماضي إلى الحاضر وإبراز مظاهره وتجلياته وخصوصياته الفنية والموضوعية مع الوقوف واستجلاء تجربتين معاصرتين: تجربة أدونيس، وتجربة عدنان الصائغ. وقد أثارت هذه المداخلات مجموعة من الأسئلة التي تهم خصوصيات أدب المهجر المعاصر وماهيته في ظل زمن العولمة وغيرها من الأسئلة الوجيهة والملاحظات التي عبر عنها المتدخلون.
وفي المساء تقاطر جمهور زرهون المهتم مجددا إلى القاعة ليعيش لحظات متوهجة في حضرة القصيدة الزجلية التي احتضنتها الأمسية الشعرية الثانية التي سيرها الشاعر الأردني أيسر رضوان والتي ساهم فيها زجالات وزجالون مغاربة جاءوا من مختلف مدن المغرب، وهم: محمد الحبيب العسالي، عبد الكريم اليانوس، مليكة فتح الإسلام، عدنان الهمص، ليلى الحجامي، عمر نفيسي، عبد الحق طريشة، محمد ظريف، ادريس بلعطار، ادريس سجاع، الزهرة الزرييق إلى جانب الزجال الجزائري: توفيق ومان.
وبعدئذ تفضلت الشاعرة والروائية الفلسطينية هيام قبلان بتتويج الزجال المغربي المبدع ادريس بلعطار بالكوفية الفلسطينية، اعترافا بتألقه الإبداعي المميز. كما منحت الجمعية المنظمة دروع المهرجان للذين عملوا في العلن والخفاء على دعم المهرجان ماديا ومعنويا قصد إنجاحه والاستمرار في إقامته سنويا، ثم أعلن عن ختام المهرجان الذي انتهت فعالياته بنجاح كالعادة على أمل إقامة النسخة الحادية عشرة السنة المقبلة.
وعلى هامش المهرجان عرضت دواوين الشعراء المشاركين الجديدة والقديمة، كما نظم معرض للوحات التشكيلية التي أبدعها الفنان عبد الواحد بولفليسات مبدع الدرع الذهبي جامور المحبة الجواني فضلا عن سمر فني يومي زينته النصوص الشعرية والموسيقية من توقيع الشعراء والزجالين والفرقة الموسيقية ‘دلاركو’، وقراءات شعرية وزجلية بالموقع الأثري وليلي صباح اليوم الثالث.
الأجمل في هذا المهرجان الناجح بامتياز هو الحضور الكبير والإنصات العميق الذي عبر عنه جمهور زرهون المتخلق إبداعيا وإنسانيا، والحفاوة الإنسانية الرائعة الملموسة في أعضاء الجمعية المنظمة، والإصرار الشجاع على مواصلة تنظيم المهرجان سنويا بإحكام ونجاح أكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية