غزة ـ «القدس العربي»: أكد الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن ما سمي بـ»تسريبات» حول زيارة وفد الحركة الرفيع قبل أيام إلى المملكة العربية السعودية، ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يعبر عن «جهل بطبيعة التغيرات الكبيرة في المنطقة». وقال أبو مرزوق في تصريحات إن حركة حماس «ستحافظ على علاقتها مع الجميع»، مشيرا في هذا السياق إلى أن بوصلة الحركة «متجهة نحو القدس».
ولفت أبو مرزوق إلى أن سياسة الولايات المتحدة هي «مراجعة تحالفاتها القديمة، والتغييرات التي طرأت على أولويات مصالحها كثيرة». وأضاف إن ذلك أغضب الكثيرين في المنطقة وأعطى فرصة لآخرين «في حين ظلت حماس الاستثناء من هذه السياسة، وأبقت عداوتها للحركة قائمة». وأشار إلى أن حماس «ستحافظ على علاقاتها مع الجميع، رغم تباين الأطراف»، مؤكداً أن فلسطين ومقاومتها ستبقى جامعة للأمة وللأحرار في العالم، وأن المقاومة ستبقى رافعة لمن يساندها ويقف معها».
وكان أبو مرزوق الذي رافق رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في زيارة السعودية قبل أيام، يرد على ما يبدو على التقارير التي تحدثت عن أن زيارة السعودية جاءت ضمن خطوات حماس للتقارب مع المحور السني، والابتعاد عن التقارب مع إيران.
وقال في ختام تصريحه الصحافي في رد على ما جرى نشره «من نسج هذه الجهالة وأسماها تسريبات يجهل طبيعة التغيرات، ويقصد التشهير بالحركة وخلط الأوراق، حتى لا ترى الناس حقيقة الأمور على أرض الواقع، وحجم التغيرات التي حدثت».
والتقى وفد حماس مع العاهل السعودي يوم الجمعة الماضي، منهيا بذلك مقاطعة المملكة للحركة التي ظلت قائمة طوال السنوات الماضية، وأعقبت انهيار «اتفاق مكة»، بسيطرة حماس على غزة.
ووقتها وجهت المملكة في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، اتهامات للحركة بخرق الاتفاق الذي رعته، وأسفر وقتها عن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
لكن مع تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، ذكر العديد من التقارير أنه يريد تغيير سياسته بما فيها العلاقة مع حماس ومن ورائها الإخوان المسلمون، وأن الأمر تكلل بزيارة مشعل ووفد من الحركة إلى السعودية بعد غياب دام سنوات.
وخلال وبعد زيارة وفد حماس إلى السعودية، نشر العديد من التقارير الصحافية التي تناولت الزيارة، وخرجت بتحليلات متباينة، كان من أبرزها ما ذكرته وكالة أنباء إيرانية، أن حماس اتفقت مع السعودية على المشاركة في العمليات العسكرية التي تقودها المملكة في اليمن، وهو أمر نفته حماس وانتقدته بشدة. واعتبرت حماس هذه التقارير «أكاذيب»، وقالت إن القيادة السعودية لم تطلب ذلك ولا حماس يمكن أن تفكر في مثل هذا الأمر. وأكدت أن الهدف منها التشويش على زيارة حماس الناجحة إلى السعودية ومحاولة التحريض على الحركة.
ومن بين ما نشر من تقارير أيضا حول الزيارة، ما أشار إلى طلب حماس من السعودية التوسط للمصالحة مع النظام المصري، والتدخل لدى مصر لوقف حكم إعدام الرئيس السابق محمد مرسي. لكن حماس نفت ذلك مجددا. ونقلت تقارير صحافية عن مصدر في الحركة نفيه طلب وساطة سعودية لها مع مصر. وأكد على أن قنوات التواصل مع المسؤولين المصريين قائمة ولم تنقطع، وأن الأمر لا يحتاج لوساطة.
وفي سياق متصل طالب الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، دول العالم العربي والإسلامي بـ «دعم المقاومة الفلسطينية» في قطاع غزة بدون «ثمن سياسي». وشدد على ضرورة دعم المقاومة بـ «المال والسلاح» إضافة إلى الدعم السياسي، وقال «هو حقنا على الدول العربية والإسلامية كوننا خط الدفاع الأول، ونحن من يقارع الاحتلال وجها لوجه».
وكان الحية يتحدث الليلة قبل الماضية في حفل عرس جماعي ضم 300 عريس وعروس شمال قطاع غزة. وأكد أن حماس تحافظ على علاقاتها المتوازنة مع الدول العربية والإسلامية كافة، «بما يتناسب مع ثوابت الشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال».
وانتقد الحملة التي شنت على حماس بعد إعادة إحياء علاقاتها بدول عربية مؤخرا، وقال إن الأمر لا يغضب ما دامت حماس تحافظ على علاقات متوازنة مع الجميع».
وجدد عضو المكتب السياسي لحماس موقف الحركة القائم على عدم التدخل في شؤون أي دولة، وأن سلاح المقاومة «موجه للعدو».
وأكد أن حماس تريد إتمام المصالحة الداخلية مع حركة فتح، على قاعدة «الشراكة الوطنية»، دون انتقاص من الثوابت الفلسطينية.
وهاجم عمليات الاعتقال السياسي التي تمارسها أجهزة الأمن في الضفة الغربية بحق ناشطي حركته. وقال إن هذه الأفعال تعد «جريمة»، ودعا السلطة لوقف هذه الحملات.
وأضاف «أن ملاحقة المقاومة فعل مجرم آثم وعلى من يفعلونه أن يكفوا عنه لأن التاريخ سوف يطاردهم والقضاء سيطاردهم وأبناء شعبنا سوف يطاردونهم». وأوضح أن الحركة متمسكة بسلاحها ولا توجهه إلا نحو المحتل، وأكد على التفاف الشعب الفلسطيني حول مقاومته رغم كل ما يعانيه من أزمات.
أشرف الهور